احسنت الحكومة التصرف وهي تدخل الى ابيي بعد تلك المحاولة الفاشلة من قبل الحركة الشعبية لسياسة فرض واقع جديد في المنطقة، ولكن القوات المسلحة كانت قد حسمت تلك الخطط واعادت الامور الى نصابها ، وعلى ذات الطريقة حسمت الحكومة امر المحاولة الفاشلة التي قادها مرشح الحركة الشعبية لمنصب الوالي في جنوب كردفان، وحسمت الامر وطهرت الولاية من تلك المخططات التي كانت ستجر المنطقة والسودان الى درك سحيف من المشاكل التي تعصف باستقرار المنطقة. وهذا التصرف اعجب الكثيرين من اهل السودان ان الحكومة حسمت امر هذه المخططات وتصرفت حيالها بمزيد من القوة ولكن الناس يتساءلون اين تلك الارادة القوية التي ظهرت لهذه الحكومة في مواجهة هذه المخططات العسكرية ورد الامور الى نصابها، يتساءل الناس لماذا تقف هذه الحكومة عاجزة تماما امام غول السوق الذي اصبح لايفرق بين غني وفقير؟ والكل يشتكي من التصاعد المستمر للسوق دون ان تتدخل الحكومة والتي بيدها السلطان والامر، وهي تتفرج على هؤلاء الذين حققوا اعلى الارقام في الانتحابات السابقة وهي تفتخر بشرعيتها التي اكتسبتها من هؤلاء البسطاء ،لماذا تتركهم الحكومة لهذا الغول دون ان تقدم لهم الحماية المطلوبة؟ ، كل الوعود الانتخابية لم يعد احد يسأل منها واصبح هم المواطن المغلوب على امره هو ان تتحرك الحكومة وتستنفر قواتها من اجل قتل هذا الغول والذي ان تركته سيأكل كل هؤلاء الناس دون رحمة او هوادة والناظر لسيات الحكومة يجدها غير ذات جدوى والسؤال المطروح من هذا العبقري الذي طرح فكرة العبوات الصغيرة للسكر بدلا عن الكبيرة؟ وتبدو فكرته هو ان العبوات الصغيرة ستكون متاحة لكل الناس ويمكن لاي سخص ان يشتري حسب احتياجاته الفعلية ومقدرته المالية والامر الثاني ان التجار والمضاربين لايستطيعون تخزين هذه العبوات الصغيرة ولايستطيعون تهريبها الى الخارج ، ولكن هذا العبقري لم يدر انه اتاح بهذا العمل الفرصة لبعض الشركات والجهات ان تستفيد من اعادة كميات السكر من العبوات الكبيرة الى الصغيرة دون ان تتحقق واحدة من اهداف هذه السياسة التي فشلت في ان تحقق اغراضها، واصبح المواطن ضحية لهذه السياسة التي استفاد منها فقط اصحاب الشركات والجهات التي تولت امر اعادة التعبئة من الجوالات الكبيرة الى الجوالات الصغيرة ذات العبوات المختلفة من 5كيلو وما فوق، وكذلك عبوات واحد كيلو والتي استفادت منها بعض شركات الدقيق والتي لها سابق خبرة في عبوات الدقيق ، والمواطن لازالت الحيرة على وجهه اين السكر واين العبوات الصغيرة واين العبوات الكبيرة واين مصانع السكر الخمسة؟ والحكومة لديها اجابة واحدة هي ان الزيادة غير مبررة. والمواطن يسأل من هذا الذي يستطيع هزيمة الحكومة في عقر دارها وبهذه السهولة؟ والاجابة قد تكون واضحة ، هي ان الحكومة تعلم من في السوق ومن يتاجر في السكر ومن يتحكم في سياسة التوزيع وذلك من واقع المعلومات التي لديها ، وان شعبة تجار السكر تحدت السلطات بكشف المقبوض عليهم ان كانوا فعلا ينتمون الى الشعبة، فإذا كانت الحكومة سيرت الجيوش الى ابيي وجنوب كردفان من باب اولى ان توجه كل اسلحتها الى هذه الفئة القليلة التي تتحكم في معاش كل اهل السودان وهي تحارب الناس في قوتهم والبعض يرى ان مسألة معالجة الاسعار اهم للحكومة من ابيي؛ لان الملايين من اهل السودان متضررون من ارتفاع السلع بشكل جنوني، والمواطن لايرى اية حركة من الحكومة للحد من ارتفاع الاسعار، والبعض يرى السكر(الحلو) اهم من الحلو مرشح الحركة الشعبية. واذا خرجنا من السكر الى (الدولار ) المعروف في السوق باسم (ابوصلعة ) هو ايضا يمثل مؤشرا لضعف الحكومة في معالجة شح النقد الاجنبي، وان ارتفاع الدولار بهذه الطريقة ايضا يجعل الاسئلة تتقافز في الاذهان اين الحكومة؟ ، وواضح جدا فشل كل السياسات التي اقرها البنك المركزي في الحد من ارتفاع العملات الصعبة في السودان، خاصة بعد انفصال الجنوب ، وان ارتفاع الدولار يترتب عليه ارتفاع كثير من السلع وبالتالي يتفاقم الامر والضغط على الحكومة ما لم تبادر الى حل مشكلة ارتفاع السلع والعملات الاجنبية.