قبل فترة ليست بالبعيدة سجل عدد من اعضاء المجلس الوطني برفقة مسؤولين بوزارة الشباب والرياضة زيارة للمدينة الرياضية بالخرطوم بغرض الوقوف على سير العمل بها والمساحات التي استقطعت منها لجهات أخرى ، وفي اليومين الماضيين وحسب ما اوردته الصحف ان لجنة الاعلام والرياضة بالبرلمان ذكرت ان التعديات على المدينة الرياضية تمت في عهد وزير الشؤون الهندسية الاسبق بولاية الخرطوم د.شرف الدين بانقا وبموجبه سيتم استدعاء الوزير بانقا ووزير الشباب والرياضة السابق الاستاذ محمد يوسف عبد الله للمثول امامها يوم الاحد المقبل لاكمال حلقات التقصي في القضية. «الصحافة» جلست الى الدكتور شرف الدين بانقا الذي كشف كثيرا من الحقائق التي قال عنها انها يجب ان تكون معروفة للمسؤولين بالضرورة قبل ان يتسرعوا في اطلاق احاديث مثل تلك التي صدرت اخيرا ، مؤكدا في الوقت نفسه ان كل الاجراءات التي تمت بخصوص المدينة الرياضية منذ عهده في الوزارة والذين اتوا من بعده تمت وفقاً للقانون فالى افادات الدكتور شرف الدين بانقا: * في بداية حديثه قال الدكتور شرف الدين بانقا انه ليحزن ويأسف ان يجنح بعض مسؤولي الدولة الى عدم الموضوعية لأن مستندات المدينة الرياضية موجودة بحوزة وزارة التخطيط العمراني بولاية الخرطوم وهي تجيب على كل الاسئلة المثارة حول المدينة الرياضية وهي واضحة وضوح الشمس، اذ ان كل الموافقات التي تمت بشأن المدينة واستقطاع جزء من اراضيها تم من قبل مسؤولين في كامل سلطتهم واختصاصهم. وأوضح د.بانقا ان قرار انشاء المدينة الرياضية تم في عهده عندما كان وزيرا للشؤون الهندسية بولاية الخرطوم حيث صدر قرار انشاء المدينة الرياضية من قبل رئاسة الجمهورية على «الساقية 33 الجريف» ومساحتها 358 فداناً ، مشيرا الى ان أي ارض زراعية عندما يتم تخصيصها لسكنية او اي غرض آخر مثل المدينة الرياضية تفقد جزءا كبيرا من مساحتها للشوارع والخدمات الاخرى، موضحا ان اصحاب الساقية 33 تظلموا في ذلك الوقت لرئاسة الجمهورية وطالبوا بتعويضهم ،ووجهت الرئاسة بتعويضهم حسب المتبع لائحياً وبموجب ذلك تم تعويض الفدان بقطعة سكنية مساحتها 500 متر مربع لتبلغ قطع التعويض 358 قطعة سكنية، متابعاً بأن التعديل الثالث الذي تم في المدينة الرياضية هو اقتطاع جزء جنوبي مقابل للسكة الحديد ومدينة الانقاذ وتم استثماره ليعود ريعه لصالح بناء المدينة الرياضية التي قمنا بتصميمها وتكليف المقاول دانفوديو وتم تشييد الجزء الاكبر خلال وجودي على رأس وزارة الشؤون الهندسية بولاية الخرطوم ، موضحا ان القطع الاستثمارية التي تم بيعها هي 196 قطعة سكنية بمساحات متفاوتة من 400 متر مربع و280 مترا مربعا و270 مترا مربعا، وكان من المؤمل ان نخصص جزءا آخر ليصبح محلات تجارية متاخمة للسوق المركزي واخرى على شارع مدني ومن ثم استخدام ريعها لتكملة مباني المدينة الرياضية، مؤكداً ان الذي دفع للمدينة الرياضية اكثر من قيمة الاراضي التي تم بيعها ، مبيناً ان هناك تخصيص رابع تم لامتداد جامعة افريقيا العالمية بناءً على موافقة وزير التخطيط العمراني في ذلك الوقت «الوزير المختص بالرياضة»، وايضا تم تخصيص ارض لمصحف افريقيا بناء على توجيه من السيد رئيس الجمهورية وما تم بعدي تم بذات الاجراءات وبذات الانضباط وكل المستندات موجودة لدى وزارة التخطيط العمراني وانا فقط استنبطتها من الملفات وهذا يحمد للوزارة ان لديها ارشيفا متكاملا ليس فقط للمدينة الرياضية ولكن لكل المعاملات. وفي حديثه وجه د.شرف الدين بانقا سؤالا للجنة الاعلام والرياضة بالمجلس الوطني لِمَ لم تسأل عن الجهة الاتحادية المناط بها اختصاصات التخطيط العمراني والاراضي، اين هذه الجهات هل هي غائبة ام ماذا؟ مشيرا الى انه كان من المفروض ان تكون الجهة الاتحادية التي تزود المجلس بالمعلومات والمؤسسات الاتحادية بما تطلبه من بيانات عن الاراضي والتخطيط العمراني وتلك الجهة هي المجلس الاتحادي للتخطيط العمراني والتصرف في الاراضي ،ولكن هذا المجلس غير موجود الآن، ولا ادري كيف تعاملت اجزاء الدولة الاتحادية في شأن الاراضي والتخطيط العمراني في غيابه، وبالتالي يتطلب الامر تفسيرا من اخواننا في اللجنة ، موضحا انه فيما يتعلق باراضي المدينة الرياضية انه تعامل في جزء والذين اعقبوه تعاملوا في جزء آخر ، واوضح ان المتصرف في شأن تخصيص الاراضي والتخطيط العمراني وصاحب الاختصاص والسلطات هو وزير التخطيط العمراني الولائي ولجنة التخطيط العمراني بالولاية، فاذا صدر أي تخصيص من قبل اللجنة بالولاية يصبح هذا التخصيص مسنودا قانونيا، اذ ان الوزير يوصي ولكن الذي يصدر القرار هو لجنة التخطيط العمراني بولاية الخرطوم، وبالرغم من ان التخطيط والتصرف في الاراضي شأن مشترك بين الولاية والمستوى الاتحادي الا ان ديوان الاراضي هو الديوان الموجود في الولاية اذ ليس هناك ديوان على المستوى الاتحادي وان التخطيط المحلي اختصاص ولائي وبالتالي المدينة الرياضية علاقتها بالمستوى الاتحادي علاقة ملكية ولكن صاحب التصرف هو الوزارة الولائية، متابعا انه عندما يتم التصرف يطلب موافقة الجهة المالك ومن ثم تعويضها اذا تم نزع ملكيتها فتصبح وزارة الشباب والرياضة بحكم تأسيسها المالكة للمدينة الرياضية وبالتالي أية موافقة تأتي من السيد الرئيس باعتباره رئيسا للجهاز التنفيذي او نائبه او من وزير الشباب والرياضة، يعتد بها في نقل الملكية او نزع او تسوية ما متعلقة بها ، وزاد ان اي تصرف تم بشأن اراضي المدينة الرياضية تم بموافقة الجهات التي ذكرها «القيادة العليا والوزارة» واذا اردت ان اقصر لك هذا الأمر بان ال 400 ألف متر مربع المتبقية هناك موافقة من وزير الشباب والرياضة على ال 400 ألف متر مربع النهائية. وفي ختام حديثه قال د.شرف الدين بانقا انه يأمل من لجنة الاعلام والرياضة بالمجلس الوطني ان تخطو خطوة متقدمة وتعمل على معالجة الفراغ الذي تركه غياب المجلس الاتحادي للتخطيط العمراني والتصرف في الاراضي، وبالتالي تصحيح التداعيات القانونية لهذا الغياب، مشيرا الى انه لم يتلق دعوة حتى الآن من اللجنة الموقرة للقائها يوم الاحد المقبل، ولكنه استدرك قائلاً انه متشوق للقائها حتى اذا تمت الدعوة عبر الاعلام.