ساقتني الظروف الى مستشفى شرق النيل مع احد الاقارب لاسعافه من علة ألمت به، ونحن في المدخل الرئيسي للمستشفى، اخبرنا رجل الامن بأن معنا مريض نريد اسعافه، فما كان منه الا وان امر بفتح البوابة دون توجيه مزيد من الاسئلة كما يحدث بمستشفياتنا التي يجري عند مداخلها تحقيق مصغر مع الغاشي والماشي ، وبرغم ان العربة كانت تحمل بداخلها خمسة اشخاص وبادرنا بابتسامة من (فضلكم ولو سمحتم) بعد انزال المريض الرجاء اخراج العربة خارج السور في المكان الذي هيأ خصيصا كموقف.. وبمدخل الحوادث كانت هنالك الكراسي المتحركة (النقالات) تأخذها (دون بطاقة او شيك ضمان).. كما يحدث في الاخريات..! وجدنا بداخل الحوادث عددا من الاطباء والممرضين وبقية الطاقم المساعد فما كان منهم الا ان بدأوا فورا في اجراءاتهم الاسعافية الاولية، في غرف مجهزة بكل وسائل الكشف والاسعاف الاولي وفي غضون اقل من 5 أو 7 دقائق انتهت المهمة من معرفة قياس ضغط الدم والسكر ودرجة الحرارة وضربات القلب وغيره وكل هذا تم بسرعة تفوق حد التصور (من طاقم متعاون ومتجانس وانت تشاهد هذا العمل الذي يبعث بالرضى في قلوب المرافقين يجعلك اكثر اطمئنانا على مريضك ، وهو بين هذه الايدي) التي اسأل الله لها كل التوفيق.. مستشفى شرق النيل من الصروح النادرة جدا ومن التجارب الناجحة جدا وبامكانات متطورة جدا، نأمل ان تنتقل التجربة هذه لبقية المستشفيات او تعميم التجربة على الخرطوم، وامدرمان حتى نخفض الضغط على المستشفيات العتيقة التي شاخت وهدمت فاصبح الداخل فيها مفقود والخارج منها مفقود، فكل الشكر الى القائمين على امر المستشفى.. وادارته بهذه الصورة التي قد تكون مرضية لكل زائر.. وتحية خاصة جدا الى الطاقم الذي كان بمعيتنا ويقدم لنا الخدمات طيلة فترة اقامتنا ، فالتحية الى الشاب السوداني الاصيل الدكتور دفع الله فضل المولى ، وهو يؤدي واجبه بكل همة وحيوية ونشاط ودون كلل ولا ملل.. وتحية خاصة للدكتورة احسان وهي جيئة وذهابا بين المرضي وتعمل في تفانٍ وتجانس تام مع طاقمنا وما ادهشني عندما عرفت انه يومها الاول بهذا المستشفى ما يؤكد ان الطب مهنة انسانية في المقام الاول يقدمها الطبيب اينما كان.. وتحية خاصة ايضا لدكتور الصادق محمد ، ولكل قسم الحوادث من الممرضين وبقية الكوادر.. فهي بحق صورة مشرفة تزدان وتشرف بها مستشفى شرق النيل وقبلهم الوطن.. [email protected]