من المعلوم أن شهررمضان المعظم يمثل بالنسبة للكثيرمن أصحاب المهن التمثيلية والفنون الدرامية والموسيقية موسما لعرض إنتاجهم وتقديم أفضل ماعندهم من إبداع ،لعلمهم التام بأن هذا الشهريعتبرشهرالذروة للمشاهدة والمتابعة خاصة للمسلسلات والأعمال الدرامية المتنوعة. والمتابع للفضائيات هذه الأيام يجدأن هنالك زحمة من الأعمال الفنية من مسلسلات وتمثيليات وأعمال كوميدية أنتجت خصيصا لعرضها خلال الشهرالفضيل، وكم كنا نتمنى أن نشاهدومن ضمن هذه العروض الكثيرة أعمالا درامية سودانية تبث عبرالقنواة الفضائية السودانية والتى يبدوأنها قد صامت هذه المرة عن الدراما وركزت جهدها ووظفت مواردها للبرامج والحوارات الغنائية فقط ،حيث لانكادنرى أى مسلسل سودانى من خلالها إلا من أعمال درامية قليلة لاترتقى للمستوى المطلوب ،بل هى أقل مستوى من الأعمال السابقة ، وهناك قنوات لجأت للأرشيف بتقديم مسلسلات قديمة نسيها معظم الناس،بعكس ماكان يحدث فى سنوات سابقة حيث كانت إدارتها تحرص على ،وهذا ما رسم الكثيرمن علامات الإستفهام حول الأسباب التى غيبت الدراما السودانية عن القناة القومية هذه المرة؟ العديد من العاملين فى المجال الدرامى والمسرحى وكذلك المهتمين رموا باللائمة على إدارة الفضائيات وقالوا إنها السبب الأول والأخيروراءعدم بث أعمال أومسلسلات سودانية فى شهررمضان، وجاء ذلك عبرتصريحاتهم لبعض وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية،ويأتى فى مقدمتهم المخرج والممثل المعروف الأستاذ محمدنعيم سعد نفى أن يكون للمسرحيين أو المهتمين بالتمثيل أى دورفيمايحدث بل أكدأن لديهم الكثيرمن الأعمال الجاهزة وقال إن إدارة التلفزيون لم تطلب منهم عرض أعمالهم ، وقال إن هذه القنوات لاتريددراما فى رمضان . محمدعبدالرحيم قرنى (الممثل المعروف) قال إن الأمرليس بجديد مشيراإلى أن موضوع تهميش القنوات للدراما سبق وطرح للنقاش لمرات عديدة بهدف إصلاح الوضع وإقناع إدارتها بضرورة وجود دراما سودانية خاصة فى الشهرالكريم ،وقال إن عدم تفاعلهم مع الأمرأدى لتقديم أعمال هزيلة أرجعت الدراما السودانية إلى المربع الأول بعدأن قطعت الدراما السودانية شوطا مقدرا فى السنوات الماضية. جمال حسن سعيدالمخرج والممثل الكوميدى الكبير كان حديثه أقل تشاؤما إن لم يكن فيه نبرة تفاؤلية واضحة وذلك بقوله أنه يجب إعطاء القائمين على أمرالقنوات فرصة حتى يقتنعوا بأهمية وجودالدراما وأضاف بأن الدراما أصبحت فى وقتنا الحالى أكثر جذبا للإعلانات وأن ذلك يعودلمتابعة الكبيرة التى تحظى بها من المشاهدين،إلاانه عاد وقال إن الدراما السودانية لاينقصها النص أوالممثلين وإنما ينقصها فهم وإستيعاب القائمين على أمرالأجهزة الإعلامية وفى مقدمتها القنوات الفضائية. زكية محمدعبدالله الممثلة المعروفة عبرت عن إستغرابها لإهمال الفضائيات السودانية للدراما وفى موسم الدراما كما قالت مؤكدة أن ذلك لم يكن يحدث سابقا،وإستنكرت الأسباب التى يسوقها بعض الممسكين بدفة القنوات. ترى ماهورأى إدارات القنوات الفضائية فى حديث أهل الدراما والإتهامات التى رموهم بها؟ بعض القائمين على أمرالقنوات يرون أن الدراما السودانية لاتحظى بمشاهدة واسعة من المشاهدين خاصة فى ظل وجودالكثيرمن الأعمال المصرية والسورية والتى تضم الكثيرمن نجوم الشاشة، فيما علل البعض ضعف وجودالدراما السودانية على القنوات إلى ضعف الإمكانات المالية إضافة لأسباب فنية أخرى. عموما يمكن أن نخلص إلى أن هنالك مشكلة حقيقية فى تعامل بعض المسؤولين عن القنوات الفضائية مع فن الدراما ،فهم هؤلاء هو جذب المشاهدين بوسائل مختصرة وغيرمكلفة وسهلة الإنتاج مثل برامج الأغانى (وما أكثرها)، وبعضهم غيرمقتنع اساسا بالدراما السودانية ويعتبرها مضيعة للوقت رغم نجاح العديد من الأعمال ، وهذه هى مشكلتنا نحن فى السودان بأننا لانصبرعلى الأمورحتى تنضج ،دائما مانستعجل النتائج ،فسياسة النفس الطويل غيرموجودة فى ثقافتنا الحياتية، كما أننا أحيانا وربما كثيرا ما نحكم على الأموربطريقة إنطباعية دون إخضاعها للدراسة ومعرفة مدى جدواها، وهى صفات مشتركة فى الكثيرممن يقودون دفة البلد وفى معظم المجالات ،هذا إضافة لشىءآخرومهم جدا وهويرتبط بالجانب الإعلامى والثقافى حيث نجد أن معظم من يقودونهما لايحملوون صفة الأهلية أولاعلاقة لهم بهذه المجالات ،لذلك فمن الطبيعى أن تواجه الدراما بهذا الإجحاف والمعاملة القاسية ،وحتى تتغيرالمفاهيم وينصلح الحال سنحتاج إلى سنوات وسنوات وربما عقود وعقود.