دائم التفكير في موضوع الزواج والاختيار، هذا الشر الذي لا بد منه، فهو يمثل الواقعية، وأحياناً ينشد التحديث وتارة التقليد، فتشردت أفكاره بين هذا وذاك . مواصفات زوجة المستقبل .. ليس «الصفار» أو «الشعر الطوال» ولا حتى عيون الغزال .. لكن عوان بين هذا، سقف محدود وطموح في المتناول والمتاح. «خريجة ثانوي وكمان ما شغالة وليست لها سوابق في سك الحافلات وركوب الركشات كما لم يسبق لها من قبل المثول أمام أية لجنة معاينات» !! قد تتسدر إحدى الشابات في سن الزواج لتشب في حلقي، وتفتي بأن: ده زول معقد ورجعي وما بشرفني أعرس واحد زيو! وليس لي سوى أن أقبل منها ذلك التبرير وأوافقها عليه، فالخروج للعمل شرف والسعي لكسب الرزق وسام «عز» يزين صدر نساء بلادي العاملات، وليست كل من خرجت للجامعة أو العمل بمتهمة في دينها أو خلقها، لكن قد نجد بعض العذر لمن «تعقدوا» بسبب ما يرونه في الشوارع والمتنزهات وكافتريات الجامعات من فعل «حركات البنات». رفع الكلفة مع القريب والبعيد مع شيء من «الخفة واللفة» غير المحمودة، والكثير من المبالغة في المكيجة وردم الوجوه ب لزوم ما لا يلزم من الأصباغ والألوان .. كل تلك المظاهر السالبة مع تفشي ظاهرة و«ساع الذمة العاطفية» التي تجيز للبنت أن تمسك في شباكها بأكثر من حبيب وخيرهم الذي يبدأ بفتح الخشم ويجيب قولة خير. اضف إلى ذلك، أن السوداني بطبعه يعيش حالة من التنازع الذي يقف به على حواف «حالة غريبة» ما بين ايمانه بحزمة الحقوق والحريات المكفولة للجنس الناعم، وبين تطبيق تلك النظريات على واقعه المعاش.. لكل ما سبق وغيره مما خفي وكان أعظم، صار الشباب أكثر خوفاً من الخوض في مشروع زواج من مرشحة مجهولة التاريخ العاطفي والأخلاقي، ويفضلون عليه البحث داخل الحصون المغلقة عن الدر المكنون .. فهل يجدونها؟ خاتمة : «اللهم يا مطلع على جميع حالاتنا اقض عنا جميع حاجتنا، وتجاوز عن جميع سيئاتنا وزلاتنا وتقبل جميع حسناتنا وسامحنا. ونسألك ربنا سبيل نجاتنا في حياتنا ومعادنا، اللهم يا مجيب الدعاء يا مغيث المستغيثين يا راحم الضعفاء، أجب دعوتنا وعجل بقضاء حاجاتنا يا أرحم الراحمين». [email protected]