استعير هذا العنوان من سوداتل لأنهم «حفظونا ليهو»، أما نبيل هو نبيل عثمان مواطن سوداني مهاجر من أبناء المحس ومن جزيرة بدين بالتحديد، لكن لماذا أتحدث عن نبيل بالرغم من إنني عرفته من فترة قريبة، إلا انه يشعرك وكأنك تعرفه من زمن بعيد، فهو فعلا نبيل، درس الجامعة والدراسات العليا في أمريكا وبريطانيا، وعاش في تلك البلاد أكثر من عقدين من الزمان، لذلك خبر أهل تلك البلاد وكيفية التعامل معهم، وهو على درجة عالية من الثقافة والعلم والأخلاق، والاهم من ذلك أنه من المهمومين بالوطن، بالرغم عدم تلونه بأي لون سياسي، ونبيل بحكم وجوده وعمله في أمريكا وبريطانيا، أصبحت لديه شبكة علاقات بشخصيات سياسية واجتماعية كبيرة ومؤثرة في صناعة القرار في تلك البلاد، ولقد دفعه حبه لوطنه للقيام بمبادرات أحسب أنها كبيرة ومهمة لصالح السودان في فترات مختلفة كان السودان فيها يعاني من ضغوط المجتمع الدولي رغم أنه ليست لديه صفة رسمية، إلا أنني عرفت منه أن من كان يجري معهم اتصالات يعتقدون أن له نفوذاً كبيراً داخل الحكومة السودانية، وكالعادة جهود نبيل وأمثاله تذهب سدى، لأن الحكومة السودانية لا تستثمر الكوادر الوطنية بصورة مثلى، وهو ليس من الطامعين في قسمة السلطة والثروة، فما يقوم به هو نتاج إحساس وطني صادق، وما يدور الآن من مؤامرات على السودان يحتاج إلى عمل مكثف ليس بمثل ما تقوم به الحكومة على شاكلة «مواطنو دارفور يرفضون تمديد مهمة اليومانيد» ويعرضون عدداً من المواطنين «يطربقوا» بكلام لا يسمعه حتى من حشدهم ناهيك عن أمريكا والمجتمع الدولي، لذلك هذه المرحلة تحتاج لعمل داخل المجتمع الأمريكي باللغة والأساليب التي يفهمونها، فإذا تحدث دافع الضرائب في أمريكا فإن باراك اوباما يستمع له، ولكن إذا تحدث اكبر مسؤول في الحكومة السودانية لا احد يستمع له هناك، إذاً أمام الحكومة خياران، إما أن تستخدم الأساليب التي تفهمها أمريكا أو «أمريكا روسيا قد دنا عذابها ..» أما من الداخل لا فكاك من مصالحة وطنية شاملة على أسس وطنية بعيدة عن الأجندة الخاصة، تنتج عنها مشاركة حقيقية وفعالة للأحزاب والتنظيمات السياسية، ولا سيما حزبي الأمة والاتحادي، وهم يستحقون، وعلى المؤتمر الوطني أن يتنازل عن التشبث بكل الكراسي «لا للسلطة ولا للجاه»، وليس أمام المؤتمر الوطني غير ذلك وإما الطوفان، وتحمل المسؤولية التاريخية ومن قبل ذلك أمام الله، ارحمونا يا أهل المؤتمر نحن قبيلة المغتربين خلاص عايزين نرجع لكن حالكم لا يسر «حتى متى»؟ [email protected]