يعتبر العيد مناسبة عظيمة لكل مسلم ،إذ تتجدد فيه معنوياته ويتشبع بالكثيرمن القيم الدينية التى تبعث فيه كل الصفات الإنسانية النبيلة مثل التسامح والعفو حتى يفتح صفحة جديدة مع نفسه ومع من يتعايشون معه سواءالجيران أوالأهل أوالزملاء والأصدقاء، فهوفرصة لمراجعة النفس ،لذلك نجدأن الناس وفى هذه المناسبة الكريمة يتبادلون الزيارات ويطلبون العفومن بعضهم حتى تصفوانفوسهم ويقبلون على الحياة بنظرة أكثرتفاؤلا. ورغم كل هذه العوامل النفسية والدينية الجميلة إلاأن فرحة العيد لاتكتمل إلابرؤية الفرحة فى وجوه من حولنا خاصة الأطفال ،فلن يكون للعيد طعم إلابتمكن المواطن من الإيفاء بإلتزاماته تجاه أسرته ولانقول كلها ولكن على الحدالمعقول منها،حتى تتوازن الفرحة ويقبل الناس على العيد بالفرحة التى تتناسب ومكانته فى نفوس الناس.وجاءالعيد هذه المرة فى ظرف عصيب على الكثيرمن الأسر لدرجة أن بعضها لم يتمكن من توفير الحدالأدنى من إحتياجاته للعيد،بسبب صعوبة الحصول على الضروريات الحياتية،و يعود هذا وكما يعلم الجميع للإرتفاع الغريب فى أسعارالسلع الإستهلاكية ،ناهيك عن السلع الأخرى والتى ترتبط بالعيد مثل الملبوسات والخبايزوالحلويات والتى فشلت العديد من الأسر من توفيرها،وفى أحسن الحالات تضاءلت كمياتها بصورة واضحة عند عشرات الآلاف من الأسر،وأصبح وجودها فى المنزل لزوم تكملة الديكور وحتى يحس أفراد الأسرة وزوارهم بأن هنالك عيداً. وللوقوف على الأمرعن قرب إلتقينا بشريحة من المواطنين وسألناهم عن كيف جاء العيد،حيث ذكرالمواطن حسن عثمان (يعمل معلما) بأنه عجزعن الإيفاءبإحتياجات أولاده هذه المرة،حيث قال إنه صدم بالإرتفاع الكبيرفى اسعارالسلع خاصة الملبوسات ، وقال إنه لايعقل أن يصبح سعر لبسة الأطفال بخمسين أوسبعين جنيها لموظف لايتعدى مرتبه الخمسمائة جنيه. اما المواطنة سلمى سيد(ربة منزل) قالت إن العيد هذه المرة جاء فى ظرف صعب وأن التجهيزات إختلفت عن السابق بسبب عدم المقدرة على شراءالحاجيات ،للزيادة الكبيرة فى أسعارها،وقالت إنهن وكربات بيوت لايمكن أن يضغطن على أزواجهن لتوفير لوازم العيد كما كان يحدث سابقا وأنهن إضطررن لتقديم تنازلات كبيرة هذه المرة لعلمهن بعدم مقدرتهم على ذلك .الشيخ الطيب (عامل) قال إنه وللقيام بواجبه تجاه أطفاله من شراء للملبوسات وبعض اللعب إضطر للإستعانة بدعم من خارج الحدود،حيث ذكرأن لديه شقيق مقيم بدبى أرسل إليه بعض المال كنوع من المساعدة، واضاف بأنه إذا لم يجد مثل هذا المددالمالى لما استطاع إسعاد أطفاله. أحدالتجارويدعى على الشاذلى (يعمل فى مجال بيع الأثاثات) قال إن هنالك تراجعاً كبيراً فى نسبة البيع هذه المرة ،وعزاذلك لإرتفاع الأسعارمن ناحية ومن ناحية أخرى بسبب ظروف الخريف مشيرا إلى ان الكثيرمن الناس مشغولون بالزراعة. الصادق جعفر(أعمال حرة) قال إنه إضطرللإستدانة من أحدأقربائه لشراء متطلبات العيد بمافيها ملابس لأطفاله، وقال إن هذا الدين لايدرى متى سيسدده ،وقال إنه لم يجد حلا آخر لإدخال الفرحة على أسرته ويمكن أن نخلص إلى أن العيد هذه المرة جاء ومعظم المواطنين فى وضع إقتصادى حرج حال دون تمكنهم من إكمال فرحتهم بقدومه ،وماكثرة الشكاوى من سوءالحال وإرتفاع الأسعارإلا دليل على ذلك ، وكل هذه المعاناة والشكوى لم تجدأى نوع من الإهتمام من قبل المسؤولين للبحث عن حلول ولو إسعافية تدخل ولو قليل من الفرحة على المواطنين ، ولكن يبدوأن آذان وقلوب الكثيرمن المسؤولين فى وادٍ آخر.