عقدت قوى التحالف المعارض امس الأول لقاءً سياسياً بدار حزب الأمة القومي بأمدرمان غاب عنه أبرز زعماء المعارضة الذين قدمت الدعوة للجماهير باسمهم وعلى رأسهم زعيم حزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي وزعيم حزب الامة الامام الصادق المهدي وسكرتير الحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد الذي غاب نسبة لمرضه كما قال المتحدث الرسمي باسم حزبه. استهجنت قوى التحالف في الندوة بشدة منعها من التظاهر وطالبت الحكومة باجراء انتخابات مبكرة ووضع دستور جديد بالبلاد مشيرة الى ان الدستور الحالي فقد شرعيته بعد ان انفصل الجنوب وانقضت الفترة الانتقالية وقالت ان تلك مطالبها الاساسية وعدم تنفيذها من قبل الحكومة يترتب عليه التشبث بخيار اسقاط الحكومة، واكدت ان السبب الاساسي للحروب التي نشبت في البلاد تتمثل في فقدان معايير الحكم الراشد والخلل في ميزان السلطة الحالية مطالبة بوقف الحرب الدائرة في جنوب كردفان والنيل الازرق سريعا وقالت ان الحرب ليست نزهة وتترتب عليها آثار قاتمة . وقال المتحدثون باسم القوى السياسية المشاركة في الندوة ان سياسات الحكومة الحالية فرضت على البلاد ظروفا قاسية اقتصادية واجتماعية ادت الى ازدياد الهوة بين المركز والولايات و دفع الولايات للسعي لتحطيم الحكومة المركزية انتقاما منها. وافتتح لقاء المعارضة امس رئيس حزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ الذي استنكر منعهم من التظاهر ضد الحرب في جنوب كردفان والنيل الازرق وقال ان الاوضاع في كردفان والنيل الازرق مأساوية للغاية وقال ان منع القوى السياسية من التظاهر للتستر على اوضاع الحرب في المنطقة واشار الى ان المؤتمر الوطني لا يكترث بالعهود والمواثيق وقال انهم وقعوا معهم اتفاقيات في القاهرة ونيروبي واديس ابابا غير ان الحكومة لم تفِ بعهودها في تلك الاتفاقيات وقال ان الحكومة تعرف ضعفهم لذلك تتكل بهم للتسبيح بحمدهم. وتساءل الشيخ عن اسباب عدم اعتراف الحكومة بالحركة الشعبية قطاع الشمال كحزب في الشمال بكامل حقوقه . وقال ان على الحكومة الجلوس مع القادة الاصليين في جنوب كردفان والنيل الازرق واشار الى ان اس مشكلة جنوب كردفان والنيل الازرق تتمثل في مالك عقار وعبدالعزيز الحلو باعتبارهم من يحمل السلاح ويملك الجيش والشعبية. وطالب الحكومة بالنظر الى تجاربها السابقة والتعلم منها،لانها من دون ذلك تعيد ذات الاخطاء التي وقعت فيها وادت الى تعقيد الامور في السودان واكد القيادي المعارض انهم معارضة ملتزمة ولايريدون ولا يتمنون نشوة حروب في البلاد وانهم يطالبون النظام بايقاف الحرب في كردفان والنيل الازرق الآ،ن مشيرا الى ان ادارة البلاد على نهج النظام الحالي خطأ كبير وادى الى تضييق الحريات على الاحزاب والصحف بالمصادرة والمنع لافتا الى ان استمرار سياسية النظام بهذا المنوال ستؤدي الى مآلات قاتمة في جميع مناحي حياة الشعب السوداني واشار الى ان الشعب السوداني ضاق ذرعا من سياسيات الحكومة والتي وصفها بالرعناء وستؤدي الى زيادة عزلتها. ولفت الشيخ الى ان استمرار الحرب في جنوب كردفان سيوقف ضخ البترول من دولة الجنوب وسيؤدي الى ظروف انسانية سيئة تؤدي الى زيادة الهوة بين المركز والولايات ، مشيرا الى ان الخيارات مع الحكومة اضحت محدودة واصبحت المناورة معدومة. وطالب الشيخ في ختام مخاطبته الحكومة بانتخابات مبكرة عبر حكومة انتقالية وشدد ان الدستور الحالي فقد شرعيته بانفصال الجنوب وانقضاء الفترة الانتقالية مطالبا بتكوين جمعية تأسسية للشروع في خلق دستور جديد بالبلاد والدعوة الى مؤتمر دستوري واضاف ان تلك مطالبهم وان لم تجد الاستجابة من قبل النظام فانهم سيلجأون الى خيار اسقاط الحكومة سلميا . كما طالب الشيخ بتوفيق اوضاع الجيش الشعبي ووقف التصعيد الاعلامي تجاه جنوب كردفان والنيل الازرق. و ذهب في ذات الاتجاه الامين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي وممثل زعيمه المحامي كمال عمر مطالبا بضرورة الاسراع بايقاف الحرب في البلاد وقال ان السبب لكل تلك الاضطرابات التي نشهدها هو فقدان معايير الحكم الراشد بالبلاد، وجاءت نتيجة طبيعية لخلل في ميزان السلطة محملا حزب المؤتمرالوطني الحاكم مسؤولية تلك الاحداث في البلاد، مشيرا الى ان الوطني نكث عن كل العهود التي ابرمها مع كل الاطراف وقال عمر ان نيفاشا ابرمت وفي ظل اعتقاد الناس انها شاملة غير انها لم تضع حدا للمشاكل بالبلاد. ولفت الى ضرورة وضع دستور جديد بالبلاد نسبة لفقدان الدستور الحالي شرعيته بانفصال الجنوب داعيا الى اجراء انتخابات مبكرة في اجواء ديمقراطية . وقال انهم لن يستأذنوا الوطني في حقوقهم الدستورية مشيرا الى ان النظام اصبح لا يفاوض الا في حالة الزنقة وقال ان حقوق الاحزاب مهضومة مشيرا الى انهم على قناعة بطريقة الحصول على حقوقهم وقال انهم سينتهجون خيار اسقاط الحكومة سلميا اذا لم تقم بتنفيذ مطالبهم. وبدوره قال عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي وممثل سكرتيرها نقد والذي غاب بسبب المرض كما اعلن يوسف حسين ان موقف الحزب الشيوعي من حرب جنوب كردفان والنيل الازرق واضح وهو رفضها بشدة مطالبا هو الآخر الحكومة بالسعي الى ايقافها واشار الى أن الحزب اعلن منذ بداية الحرب بالمنطقة موقفه الواضح في بيان له وكتب فيه (الشعب يريد ايقاف الحرب) وطالب قوى المعارضة بالنضال لايقاف الحرب اليوم قبل الغد وقال ان مشاكل السودان لا يمكن حلها بالحرب وان الحرب لا تحقق اي مستقبل للبلاد) واضاف (اذا وقعت المصيبة لا تبكي ولا تضحك .. بل فكر) واشار الى ان المؤتمر الوطني يعتقد اننا لا نعرف اسباب الحرب الدائرة هنالك مشيرا الى أن الناس طالما لديها عقول وتعرف التفكير فانها لا تفوت عليها معرفة اسباب الحرب بالبلاد . وعرج الى الحديث عن متطلبات المرحلة المقبلة وقال ان الفترة القادمة مطلوب فيها حكومة قومية وبأسس جديدة وانتخابات جديدة بأسس هي الاخرى جديدة مشيرا الى ان الاوضاع في البلاد من جراء سياسات الحكومة الحالية اصبحت الأوضاع قاسية مشيرا الى ارتفاع الاسعار والفساد والذي قال ان روائحها اصبحت تزكم الانوف ولفت الى ان الحكومة تسعى الى صرف النظر عن الواقع بتوجيهم الى مسارات اخرى. وقال ان مهمتهم القادمة هي السعي الى ايقاف الحرب بكردفان والنيل الازرق مشيرا الى انها اذا نجحت في ذلك ستكون حققت مهمة نضالية واكد انها قادرة على ذلك. من جانبه قال ممثل زعيم حزب الامة ونائب الامين العام للحزب الدكتور عبدالرحمن الغالي ان الاوضاع في البلاد اصبحت خانقة وضاقت بالناس سبل العيش لافتا الى ان الحرب ليست في جنوب كردفان والنيل الازرق فحسب لان حرب دارفور مستمرة منذ 8 سنوات مطالبا الجميع العمل على ايقاف الحرب في السودان واشار الى ان سياسات الوطني ادت الى مشاكل البلاد ووصفها هو الآخر بالرعناء والطائشة واضاف ان الامل في الشعب السوداني كبير وان حكم المؤتمر الوطني قد دنت نهايته. وقال انه يرى ان ايقاف الحرب في جنوب كردفان والنيل الزرق تأتي باحترام التنوع العرقي والنهج الديمقراطي واحترام آليات حل الصراع هنالك من خلال احترام مبادرات الآخرين لحل المشكلة. وطالب بإعلان دستوري ووضع دستور جديد والعمل على الحل الشامل مشيرا الى ان حزب الامة من اكثر الاحزاب التي قدمت حلولا للحروبات ومشاكل السودان.