* أرجو شاكرا الإطلالة على القراء عبر مساحتك العامرة بمداد يراعك الذي ينضح قيما ويفوح التزاما بالمهنية التي افتقدت في كثير من الأحيان في الدور الصحفية إلا ما رحم ربي ،الأمر الذي حدا بمجلس الصحافة والمطبوعات المنوط به المراقبة والإشراف على الصحافة لإصدار قرار دون أن يطرف له جفن بإيقاف ست صحف رياضية جملة واحدة وإحالة ملف ما يربو عن العشرين زميل إلى المحكمة . * وبالنظر إلى القرار على صعوبة وقعه وكثرة تداعياته وإفرازاته على الساحة الصحفية والرياضية على حد سواء، نجد ان للمجلس دوافعه القوية التي ارتكز عليها في إصدار قراره الذي يتسم بالقسوة في مظهره العام رغم ما يمور به جوفه من طلب للإصلاح عبر البتر الذي هو آخر أسباب العلاج الذي يلجأ إليها الطبيب المداوي ليطل سؤال وتساؤل كبير قوامه أين كان المجلس قبل استفحال أمر الصحافة الرياضية ووصوله إلى درجة الزهد في خير ست صحف دفعة واحدة فلو أن لجان رصده ومراقبته عملت بكفاءة وقوة وحسم مع أي تفلت يبدر من الصحف أولا بأول لما احتاج إلى إصدار قراره الأخير ولوأد كل بذرة تفلت قبل ترعرعها واستفحال أمرها ثم أين المجلس من تدريب وتأهيل وصقل مواهب الصحفيين؟ صحيح أن بالصحافة الرياضية مظاهر تفلت عظيم يشيب من هول وقعها الولدان فساهمت من حيث تدري أو لا تعلم في خراب الذائقة المجتمعية ورسمت صورا ذهنية قاتمة في الشارع العام عن ركاكة وضعف مسؤولية القائمين على أمرها تحريريا وإداريا وأنها تنسى أو تتناسى أنها تدخل البيوت فلم تتورع عن هتك القيم وسحل الأخلاق على قارعة التطاحن والتشنج الأعمى فأضرت بالرياضة عوضا عن تقدمها فالرياضة أخلاق حتى أنه صارت باعثا لضرب المثل (خلي أخلاقك رياضية). * وحتى لا نبارح باحة العدل والاعتدال علينا الاعتراف بأن للصحافة الرياضية إسهامها الفاعل عبر الحقب المتتالية والمتوالية في تشكيل مسيرة الرياضة بالبلاد وأنه ما زالت من بين الوالجين في حياضها من يمسك بجمر القضية بعيدا عن العصبية قريبا من ملامسة شغاف ذرى الوطنية . * كما أنه لا يمكن التسامي فوق حقيقة أن ما سوى الصحافة الرياضية من ضروب سياسية واجتماعية واقتصادية ليست مبرأة من الأدواء التي ألمت بالرياضية فحالها يحكيه المثل (شقي الحال يقع في القيد) أم أنها تمثل( نظر أم قدة في البرام ما في ) أم أنها (القندول الفنقل الريكة). * إن مجلس الصحافة على عاتقه كفل من ما وصل إليه حال الصحافة الرياضية وعليه الاعتراف بذلك وأن يلتفت إلى مهامه الأساسية التي على رأسها الاهتمام بالتأهيل والتدريب ولا يفوت عليه أنه في عصر العولمة والانفتاح المعلوماتي وثورة التكنولوجيا ان يكون من بين قاعدة الصحفيين من هو في عداد الأميين تقنيا فلا يعرف كيف يتعامل مع الحاسوب ويقف في عتبة الكتابة على الورق التي فارقتها الصحافة الحديثة إلى غير رجعة. ويحمد لصحيفة الصحافة الريادة في هذا المجال و كم يحزنني أن يكون بين ظهرانينا زملاء يحسبهم القراء ملوكا للتقنية وأساتذة في العولمة فلا يستطيع الواحد منهم كيف يستخرج مادة مرسلة له في بريده الإلكتروني الذي قد استعان بصديق في إنشائه ولا يفقه فيه سوى فتحه وحفظ كلمة المرور ولا أذيع سرا ان قلت إن صحافيين كبار لا يخرجون من مولد العولمة والتقنية الحديثة بلا حمص فأين المجلس من تأهيل هؤلاء ؟ صحيح أنه عقد دورات تأهيل في هذا المضمار إلا أنه في اعتقادي ينتظره الكثير لتكملة المشوار . كما يتوجب على لجنة الرصد والمراقبة لما يجري في الصحف والمجلس قاطبة عدم ترك التفلتات تتراكم حتى لا يدع فرصة لتمادى المخالفين فيتسع الفتق على الراتق وتزيد الآهات وتكثر الأنات فتكون الصحافة خصما للاستنارة والتوعية أداة للابتذال * ختما في رأي المتواضع جدا أن سياسة إيقاف الصحف ليست الطريقة المثلى للمعالجات فزيادة الوعي القومي والارتقاء بالحس الوطني وتنمية الإحساس والذوق العام يكون على يدها المخرج فهلا دعا المجلس وتداعى معه اتحاد الصحفيين لإزالة العقبات وتسوية الطريق أمام السلطة الرابعة . أخوك محمد صديق أحمد