درج الإعلام في منطقتنا العربية والشرق أوسطية على إجترار ذكرى الحادي عشر من أيلول سبتمبر 2001م التي وقعت بالولاياتالمتحدةالأمريكية في عام 2001م، واستهدفت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون وبرج التجارة الدولية بنيويورك ومبني البيت الأبيض الأمريكي وشخص الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن من خلال طائرات مدنية إدعت الولاياتالمتحدةالأمريكية أن الإرهابيين قاموا باستخدامها لضرب هذه المواقع، وتم اتهام تنظيم القاعدة ومؤسسه أسامة بن لادن الذي أنكر تنفيذ الهجمات لأول الأمر، ثم اعترف بها في وقت لاحق بعد أن شرعت الولاياتالمتحدة في ضرب أفغانستان وحكومة طالبان الحاكمة هناك، والتي رفضت تسليم بن لادن للولايات المتحدةالأمريكية ما لم تقدم الدليل على قيام القاعدة بارتكاب ذلك الفعل المشين. وكما هو معلوم فإن ردة الفعل الأمريكية على هجمات الحادي عشر من سبتمبر كانت حرباً شاملة ولم تتوقف عند غزو العراق وأفغانستان، ولكنها تعرضت لكل ما هو مسلم بما في ذلك القرآن الذي يعتقد الأمريكيون أنه من حرض بن لادن وأمثاله على ضرب الأمريكيين وقتلهم. وسعت السلطات الأمريكية لحذف بعض آيات القرآن من المناهج الدراسية في مقررات كثير من البلدان الإسلامية، وهو تفكير قديم متجدد، ولكن المهم في الأمر كله أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي الجهة الوحيدة المستفيدة من الترويج الإعلامي لهجمات الحادي عشر من سبتمبر التي يتم الحديث عنها بكثافة أحيانا بلا وعي كلما حلت هذه الذكري. ولا يعني هذا قبولنا بهذه الهجمات أو موافقتنا على ما أحدثته من خراب في المؤسسات الأمريكية، ولكن الحقيقة أن الإرهاب الأمريكي الذي ترتب على هذا الحدث وهو إرهاب الدولة الذي تفوق على ما قامت به القاعدة في حق الولاياتالمتحدةالأمريكية، والذي لا يعدو أن يكون رد فعل على ما ظلت تمارسه الولاياتالمتحدة وحليفتها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني، وظل يقع تحت سمع العالم وبصره، وما قامت به الولاياتالمتحدة في العالم منذ خروجها من عزلتها في الحرب العالمية الثانية وإسقاطها للقنابل الذرية على هيروشيما وناجازاكي في اليابان، وما أدي إليه من هلاك للحرث والنسل في هذا الجزء من العالم، وقامت الولاياتالمتحدة بدعم إسرائيل في حربها ضد العرب، وأدى الدعم الأمريكي لتمكين إسرائيل من احتلال فلسطين وجنوب لبنان وهضبة الجولان السورية في حرب 1967م، ولا زال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعلن أن أمن إسرائيل هو خط أحمر بالنسبة لبلاده، متناسيا ما تقوم به إسرائيل من عدوان على الفلسطينيين يفوق ما حدث في هجمات الحادي عشر من سبتمبر مئات المرات . بل إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تضع العالم كله تحت التهديد بما تمتلكه من ترسانة نووية يمكن لها أن تفتك بالعالم في لمح البصر. ومن الغريب حقا أن تتحدث بعض الدوائر بعد مرور كل هذا الوقت على وقوع الهجمات، عن تفسير جديد لغزو الولاياتالمتحدةالأمريكية للعراق بأن النظام العراقي السابق بقيادة الرئيس الراحل صدام حسين كان يقوم بإيواء إرهابيين ودعمهم، وذلك حتى ينسى العالم تلك الأكاذيب التي روج لها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن حول امتلاك الحكومة العراقية أسلحة الدمار الشامل وغزوه بناءً على تلك الذريعة، وهو ما أثبتت الأيام بطلانه حيث لم يكن العراق ولا صدام حسين أسلحة دمار شامل ولا حتي أسلحة تقليدية. والدليل على ذلك أن جيشه لم يصمد ولو ساعات أمام الغزو الأمريكي لبلاده. وهناك من يقول بأن هجمات الحادي عشر نفسها لم تكن بتدبير تنظيم القاعدة وشيخه بن لادن، وإنما هناك قوة أخرى هي التي نفذت الهجوم باعتبار أن القاعدة لا تمتلك هذه الإمكانات الهائلة. ويأتي هذا الكلام بعد أن فعلت الولاياتالمتحدةالأمريكية فعلتها وقضت على القاعدة واغتالت الشيخ بن لادن، مما يدل دلالة واضحة على أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تبحث عن ضحية جديدة في العالم لتصفية حسابات سياسية مع كوريا الشمالية أو إيران أو الصين أو كوبا. ولم تكن هجمات الحادي عشر من سبتمبر درسا بليغا بما فيه الكفاية، إلا أن من نتائجها الظاهرة ما دفعه المسلمون داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية وخارجها من ثمن، وكما قال القس جسي جاكسون في أحد أحاديثه لقناة «الجزيرة» فإن المسلمين في الولاياتالمتحدةالأمريكية هم اليوم عرضة للمساءلات والمضايقات والاشتباه الجنائي لمجرد أن الواحد منهم يحمل اسما إسلاميا أو عربيا . وقد لحق الدمار بالعالم العربي بدءا بالعراق وأفغانستان ثم الصومال، وما يحدث في الصومال من مجاعة تفتك بالشعب الصومالي اليوم سببها المباشر الولاياتالمتحدةالأمريكية وحربها على الإرهاب، الأمر الذي أدى لغياب الدولة في هذا البلد العربي الإفريقي المسلم، حيث قامت الولاياتالمتحدة بمنع من تعتقد أنهم إرهابيون من الوصول إلي سدة الحكم في الصومال حتى لو كان الشعب الصومالي هو من اختارهم وأيدهم، كما حدث مع تجمع المحاكم في الصومال الذي أرسى دعائم لأمن والاستقرار في الصومال رغم قصر المدة، وقد تآمرت الولاياتالمتحدةالأمريكية وأسقطت التجمع لصالح أمراء الحرب والقراصنة في الصومال. ومن بين النتائج المباشرة لحرب الولاياتالمتحدة على الإرهاب قتل مؤسس القاعدة بن لادن، ولكن الولاياتالمتحدة لم تتمكن القضاء على القاعدة بوصفها حالة عامة وشعوراً بالظلم الأمريكي ينتاب كافة المسلمين الذين يرون أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تقبل فكرة كون الإرهاب ظاهرة إنسانية وعالمية لا دين وطن لها، ولكنها تصر على إلصاق الإرهاب بالإسلام والمسلمين. وبحلول الذكرى الحادية عشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، عاشت المنطقة العربية حالة الربيع العربي الذي أحدث تحولات أهمها القضاء على ما يعرف بالوكيل الأمريكي في المنطقة، والحكومات الدكتاتورية التي تحالفت مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في حربها ضد الإرهاب، وهي تتحين الفرصة التي أتاحها التحالف الأمريكي معها من أجل التخلص من خصومها السياسيين، إما بتسليمهم عبر الحدود باعتبارهم مطلوبين لعدالة لا وجود لها في ليبيا أو مصر أو تونس وغيرها من الأنظمة الآفلة، أو بتسليمهم للولايات المتحدةالأمريكية مباشرة، وقد وضعت الثورات العربية حدا لمعاناة الأحرار والأبرياء من الناشطين السياسيين والحقوقيين الذين كانوا يواجهون التنكيل بفعل مكافحة الإرهاب، وفي ظل الحرية والشفافية وحكم القانون استردت هذه المجموعات حقها، ومن يواجه العدالة الدولية والمحلية اليوم هم أعوان الولاياتالمتحدةالأمريكية في حربها ضد الإرهاب. الرقم الوطني : رغم النداءات التي ظلت الشرطة توجهها للمواطنين بأن يذهبوا للقيام بإجراءات السجل أو الرقم الوطني، إلا أن كثيراً من الناس ظلوا يترددون على المواقع ويتم صرفهم دون تكملة الإجراءات، وهناك شرط بأن يحضر المواطن عند السابعة والنصف صباحا لكي يحصل على أورنيك السجل المدني، ولا يحصل عليه لأن العدد المقرر لليوم هو خمسين فرصة بواقع خمسين مواطنا مما يضطره للانصراف وصرف النظر عن الموضوع، أو العودة للموضوع من جديد دون دراية بما يحدث، وهذا رغم النداء والتشجيع وفتح المراكز لتسهيل الإجراءات الصعبة أصلا. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. [email protected]