الانتقادات التى وجهها بدوى الخير النائب بالمجلس الوطنى لأعضاء المجلس واتهامهم بالتقصير فى القيام بواجبهم فى معالجة الأزمات الإقتصادية التى يعانى منها المواطن وفى مقدمتها الغلاء الذى طال كل السلع وكذلك الخدمات الضرورية، ودعوته للمجلس بألا يكون ذيلا للسلطة التنفيذية، إضافة لهجوم النائب عباس الخضر على ظاهرة التمدد فى هيكلة الدولة والولايات واعتباره تبديدا للمال العام، يبدو أن كل ذلك أشعل الحماس وسط بعض لجان المجلس وحركها لفعل أى شىء من أجل المواطن. وقد أثمرت الانتقادات قيام عدد من النواب باللجنة الزراعية بالتوجه لمناطق الإنتاج للوقوف على سير العملية الإنتاجية والعقبات التى تواجهها ومدى نجاح الموسم الزراعى، وكان لولاية النيل الأبيض نصيب من هذه الزيارات باعتبارها من الولايات المنتجة ويعول عليها فى المساهمة فى توفير المحاصيل الغذائية للسودان، وهناك الكثير من العقودات لتأهيل المشاريع الزراعية وقعتها حكومة الولاية خلال الفترة الماضية، إلا أن بعضها لم ير النور مثل العقد الخاص بتجميع وكهربة مشروعى الدويم وأبقر قبل أكثر من شهرين اللذين لم يبدأ العمل فيهما من?قبل الشركة الصينية للهندسة الزراعية رغم أن العقد يؤكد أن التنفيذ سيتم فى فترة أقصاها شهر من توقيعه، كما ان مشروع الملاحة مازال يترنح بسبب بعض المشكلات المالية. زيارة وفد لجنة الزراعة لولاية النيل الأبيض الذى ترأسه المهندس محمد بحر التفقدية شملت عدداً من المشاريع، حيث بدأت بمشروع سكر النيل الأبيض، وكان فى استقبالهم المهندس فتح الرحمن التنى المدير الإدارى لمشروع سكر النيل الأبيض الذى شكر الوفد البرلماني على الزيارة، وثمن دور اللجنة والنواب فى حل بعض العقبات التى واجهت المشروع مثل قضية احتجاز سفينة المعدات الخاصة بالمصنع التى كان قد اختطفها قراصنة صوماليون، مشيرا إلى ان المجلس الوطنى لعب دورا كبيرا فى تحريك القضية حتى تم الإفراج عن السفينة، وقدم شرحا مفصلا عن المش?وع، وقال إن عملية زراعة المحصول قطعت شوطا كبيرا وإنه قارب مرحلة الحصاد، إلا أنه تحدث عن احتمال عدم الاستفادة القصوى من مخزون السكر بالقصب، وذلك بسبب قطعه بدون حرق مما يقلل نسبة التركيز. ومن ضمن المشاريع التى وقف عليها وفد البرلمان مشروع الملاحة الذى يعانى الكثير من المشكلات، وقد تحدث المهندس عبد الله على حسن مدير المشروع عن المعوقات التى واجهت المشروع واقعدته عن الإنتاج، حيث قال إن للمشروع استحقاقات مالية على وزارة المالية الاتحادية تبلغ حوالى التسعة ملايين من الجنيهات. العاملون بالمشروع طالبوا الوفد البرلمانى بحمل هذه القضية للمجلس الوطنى والعمل على حلها، حتى يعمل المشروع بالصورة المطلوبة، مشيرين إلى أنه يستوعب مئات المزارعين وتنتظره الكثير من الأسر. الأستاذ محمد أحمد شنيبو وزير الزراعة بولاية النيل الأبيض، تحدث للوفد عن مزايا المشروع ودوره المنتظر فى تأمين الغذاء أولا لسكان الولاية، وكذلك الولايات المجاورة ومن ثم للسودان عامة، وأكد أن هناك الكثير من المشكلات التى تواجه الزراعة بالولاية، وأن حلها لن يتم إلا بتجميع المشاريع، كما تحدث عن معاناة مزارعى الولاية بدولة الجنوب والمضايقات التى يواجهونها بعد الانفصال، ودعا الوفد لطرح هذه القضية بالمجلس الوطنى. قضية التقاوي الفاسدة كانت حاضرة خلال الزيارة بعد أن أثارها عدد من المزارعين، حيث عبروا عن شكرهم للجنة الزراعة لإثارتها للقضية، وطالبوا اللجنة بمواصلة جهودها من أجل فحص التقاوى المستوردة والتأكد من سلامتها حتى لا تتكرر مأساة تقاوى نبات زهرة الشمس التى دفع ثمنها مزارعون أبرياء. المهندس محمد بحر رئيس وفد لجنة الزراعة وصف ولاية النيل الأبيض بالواعدة فى مجال الزراعة، وقال إنها يمكن ان تكون سلة غذاء السودان لتوفر الأراضي الخصبة والمياه، وأكد أن اللجنة ستتبنى كل المشكلات والقضايا التى طرحت فى الزيارة حتى تحل بأسرع وقت ممكن. عموما فإن زيارة وفد لجنة الزراعة بالبرلمان الاتحادى حركت الراكد وكشفت الكثير من العقبات والمسكوت عنه سواء من قبل الوزارة أو إدارات المشاريع. وكانت فرصة مناسبة للمزارعين لطرح قضاياهم وبث همومهم للبرلمانيين عسى ولعل أن تجد الاهتمام والحل الناجع، إلا أنهم سيظلون فى حالة ترقب وشك حتى يفى الوفد البرلمانى بوعوده ويسعى لحل مشكلاتهم التى فشل الكثير من الجهات فى حلها، وينتظرون أن تعود الحياة لمزارعهم و «حواشاتهم» خاصة مزارعى مشروع الملاحة الذين بدأ اليأس يدب فى نفوسهم من كثرة الوعود التى تلقوها سواء من بعض المس?ولين الاتحاديين أو بالولاية، فهلا أوفت لجنة الزراعة بوعدها الذى قطعته؟