٭ الأحداث التي صاحبت مباراة الهلال والترجي وتحديدا ما تعرض له حكم المباراة الجزائري من إعتداء كان من الممكن أن يفارق على إثره الحياة فهذه الأحداث ليست عادية بل هى غاية الخطورة خصوصا وأن لها معان كثيرة ومدلولات ليست على المستوى الكروي فحسب بل يمكن أن تمس البلد وتضعف وضعه خارجيا ولا نستبعد صدور قرارات خطيرة قد يدفع ثمنها السودان الكبير «شعبا ونظاما» وليس الهلال فقط! ٭ من الوارد والممكن أن يصدر الاتحاد الافريقي قرارا يمنع بموجبه قيام أى مباراة في أى من بطولاته فى السودان بحجة أن «الأمن غير متوفر أو منعدم» بالتالي يمكن أن تتعرض الفرق الخارجية أو الحكام أو المراقبين للأذى والتهلكة إستنادا على ما حدث للحكم الجزائرى خصوصا وأن الإعتداء الذى تعرض له الأخير أكد على حقيقة أن الحماية فى الملاعب غير متوفرة أو فلنقل ضعيفة وأقل من المستوى المطلوب ويكفى أن الجزائرى تعرض للضرب درجة الأذى الجسيم وكان من الممكن أن يغادر الحياة متأثرا بما حدث له من إعتداء غاشم! ٭ يستوجب على الاتحاد العام أن لا يستهين بما حدث والواجب يحتم عليه التحرك السريع لإحتواء ما حدث خصوصا وأن المعلومات تؤكد إستلام الكاف للتقارير التى تحتوى على ما حدث وأن تقارير كل من الحكم والمراقب والمنسق الأمنى قد تطابقت الشيء الذي سيؤكد الحادثة وهذا من شأنه أن يجعل الاتحاد الأفريقى لكرة القدم مضطرا لإصدار عقوبات قاسية قد تهدد مشاركاتنا فى كل البطولات الأفريقية والتابعة للاتحاد الدولى وأيضا الإقليمية والاخطر في الأمر هو الحيثيات التى ستصاحب هذا القرار وليس هناك أخطر من أن يقول الكاف أن قراراته جاءت بسبب ?دم وجود الأمن الكافي فى السودان وضعف الحماية المطلوبة للضيوف «فرقا وحكاما ومراقبين» ولأن ما حدث له تأثير مباشر على وضعية السودان فى أفريقيا فيجب أن يجئ التحرك سريعا وفى الإتجاهات كافة لإحتواء ما حدث وتلافي ما قد يحدث. نقول ذلك ونحن نتابع تنظيرات واستسهال بعضهم لما حدث واستصغارهم له حيث يقولون إن الكاف لا يعاقب الأندية، وهذا بالطبع حديث يكشف عن السذاجة التى تملأ عقول الكثيرين.. فالمعروف وفى كل القوانين الرياضية أن النادي مسؤول مسؤولية كاملة عن أى تصرف مسئ يبدر من لاعبيه أو إدارييه أو جمهوره وهو الذى يدفع ال?من، غير ذلك ففي مثل الإعتداء الذى حدث فى مباراة الهلال والترجي يكون الباب مفتوحا للاجتهاد ويمكن للكاف أن يصدر أى قرار وعندها لن يستطيع أحد أن يلومه أو يصف القرار بأنه قاس، خصوصا وأن حجم الجرم على ضخامته فهو يعتبر سابقة خطيرة وإن تهاون الكاف معها فسوف تتكرر فى بقية الملاعب.! ٭ إن ما حدث فى إستاد الهلال من سلوك مشين وخطيئة كبيرة لا تغتفر هو مسؤولية «الشرطة والأمن والاتحاد العام» لا سيما وأن الموقع الذى شهد الإعتداء هو من الأماكن التى من المفترض أن لا يوجد فيها شخص غير المعنيين بالأمر «الحكام والمراقب» وهنا يبقى السؤال وهو أين كان المكلفون بحماية الحكام والمراقب فى تلك اللحظة وماذا فعلوا بعد وقوع الإعتداء وهل كل مسؤوليتهم تنحصر فى كتابة تقارير ولماذا صمت الاتحاد العام واكتفى «بتحنيس واستجداء الحكم لينسى ما حدث ويواصل إدارته للمباراة خوفا من يكون رد فعل الكاف كبيرا»؟ وهل هذا الت?رف هو الصحيح وماذا فعلوا جميعا «الشرطة والأمن والاتحاد» بعد أن وقع «الفأس على الرأس» ولماذا اكتفوا بالصمت تجاه ما حدث وهل يعتقدونه أمرا سهلا يمكن تجاوزه أو «لملمته وإحتواؤه»؟ ٭ الذى لا يختلف حوله إثنان هو أن ما حدث للحكم الجزائرى بإستاد الهلال يعتبر كارثة ومصيبة كبيرة ومؤكد أنه لن يمر مرور الكرام ولا نستبعد أن تكون له آثار جانبية على الحكم المعنى ومن الوارد أن تعاوده الألام بعد فترة ومن الوارد أن يرجع الأطباء السبب لهذا الأعتداء ومهما تكن درجة تأثير الأخوين دكتور معتصم و مجدى شمس الدين المحامى فى الاتحاد الأفريقى وعلاقتهما الخاصة برئيسه أو أعضائه فإن ذلك لن يجدي في مثل هذه المواقف بل أنهما لن يستطيعا الدفاع عن القضية والمتوقع أن لا يجدا فرصة للتبرير خصوصا وأن كل الخيوط والمعا?م واضحة.!! ٭ وإن كان لنا تعليق على موقف مجلس إدارة نادى الهلال والذى أصدر بيانا برأ فيه رئيس النادى من إرتكاب الحادثة فنقول لهم أن الأمر ليس متعلقا بفلان أو علان بل القضية فى المبدأ الأساسى وهو تعرض الحكم الجزائرى لإعتداء غاشم داخل إستاد الهلال الشيء الذى يحتم على الكاف أن يصدر العقوبة على النادي وبالطبع فمن الإستحالة أن يصمت الكاف تجاه ما حدث خصوصا وأنه أمر كبير وخطير!! ٭ ليس هناك من هو أكبر من القانون ولا يوجد من هو فوق الحساب والعقاب ويجب أن لا تكون هناك قدسية لأى مخطئ وإلا تكون «الحكاية سايبة والمحسوبية تسيطر والفوضى تملأ المكان»! ٭ وإن كان لنا ما نختم به فهو رسالة للجهات ذات الإختصاص والمعنية بحماية هذا البلد والحفاظ على أمنه واستقراره وسمعته ونقول لهم أن فى صمتكم تشجيعا للانفلات والفوضى ويجب أن تعلموا خطورة الموقف ومن الوارد والمتوقع أن يصدر الاتحاد الإفريقى قرارا يمنع بموجبه اللعب فى السودان بحجة ضعف الأمن وإنعدام الحماية لعناصر اللعبة الأساسيين وهم لاعبو الفرق الخارجية وحكام ومراقبي المباريات وقبل أن يصدر هذا القرار وحتى لا يصدر فيجب تأكيد حسن النوايا والإعتراف بالخطأ وإدانة ما حدث وشجبه عسى ولعل أن يخفف ذلك العقوبة المتوقعة!!!