حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من تجدد «نزاع خطير» في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، وأوصى مجلس الأمن بتعديل ولاية قوة الأممالمتحدة المؤقتة في أبيي «أونيسفا» القوات الاثيوبية لتشمل مراقبة الحدود، داعياً إلى تشجيع الخرطوم وجوبا على التقدم في المفاوضات لحل خلافاتهما حول أبيي، دعا مندوب السودان الدائم لدى الأممالمتحدة مجلس الأمن للالتزام بما تم الاتفاق عليه بين الخرطوم وجوبا بشأن دعم آلية مراقبة الحدود. وطالب مجلس الامن بمد قوة «أونيسفا» بقدرات جوية تشمل 4 مروحيات وطائرة، لتتمكن من أداء ولايتها ولتمكينها من دعم آلية للحدود الدولية. وقال كي مون في تقرير إلى مجلس الأمن «إن على حكومتي البلدين « تسريع سحب القوات المسلحة إلى خارج أبيي لأن تثبيت الاستقرار الأمني يعتمد على سحب القوات لتمكين النازحين من العودة». وحذر من أن بداية موسم هجرة قبائل المسيرية إلى الجنوب في أبيي أواخر الشهر الجاري قد تساهم في زيادة التوترات بينها وقبيلة دينكا نقوك. واعتبر أن الهجرة ستصبح مصدراً لنزاع خطير «إذا تعذر على السكان النازحين من الدينكا أن يعودوا قبل نهاية موسم زرع الحقول الذي بدأ بالفعل». وحض مجلس الأمن على تشجيع الطرفين على الانخراط في المفاوضات والتوصل إلى إنشاء السلطة الإدارية الجديدة في أبيي لتتخذ خطوات عاجلة لإنشاء جهاز الشرطة. وأعلن أن 1.800 عنصر من قوات «أونيسفا» انتشروا في أبيي وبدأوا عملياتهم بتفويض مجلس الأمن، مضيفاً أن القوة ستكون قادرة على منع النزاع وتيسير تنفيذ الطرفين للترتيبات الأمنية والإدارية المشتركة، وأشار إلى أن المرحلة الثانية من نشر 900 جندي بدأت اعتباراً من آخر سبتمبر الماضي. وشدد مجلس الامن على أن الحل الوحيد هو المفاوضات بين حكومتي السودان وجنوب السودان للتوصل إلى حل دائم في شأن أبيي. وكان مجلس الأمن أنشأ القوة من جنود إثيوبيين في يونيو الماضي. من جهته، دعا مندوب السودان الدائم لدى الأممالمتحدة، السفير دفع الله الحاج، مجلس الأمن للالتزام بما تم الاتفاق عليه بين السودان وجنوب السودان فيما يتعلق بدعم آلية مراقبة الحدود، وأكد الحاج هدوء الأوضاع بمنطقة أبيي. وقدم مندوب السودان بياناً أمام مجلس الأمن استعرض من خلاله تطورات الأوضاع في منطقة أبيي، مؤكداً أن القصد من آلية مراقبة الحدود هو أن تكون هناك حدود مرنة تسمح بحركة التجارة والتواصل بين شعبي البلدين. وبشأن انسحاب قوات الطرفين خارج منطقة أبيي، أكد المندوب الدائم أن الانسحاب المقصود هو الانسحاب المنظم وبالتزامن مع تطور نشر القوات الأثيوبية حتى لا يحدث فراغ أمني، وهذا الغرض الذي حتم دخولها. كما أشار دفع الله إلى أن ظروف فصل الخريف وعدم وجود طرق معبدة ربما يشكل عقبة أمام حركة الآليات والسيارات التي تقل الجنود والعتاد، مشدداً على ضرورة أخذ كل هذه المعطيات في الحسبان. وكان مجلس الأمن قد استمع إلى تنوير من وكيل الأمين العام لإدارة عمليات حفظ السلام بالأممالمتحدة هيرفي لادسو ، استعرض فيه تقرير الأمين العام الأخير بشأن أبيي، ونوه الى ان السودان وجنوب السودان لم يسحبا قواتهما من منطقة أبيي حتى الآن.