توصية من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، لمجلس الأمن بتعديل ولاية قوة الاممالمتحدة المؤقتة في أبيي، لتشمل مراقبة الحدود ومطالبة بمد (أونفيسا) بمروحيات وطائرة، وتحذير من نزاع خطير في حال عدم عودة نازحي الدينكا قبل نهاية موسم زراعة الحقول الذي بدأ بالفعل، ودعوة للاستمرار في المفاوضات بين شمال وجنوب السودان، والتزام الخرطوم وجوبا بشأن دعم آلية مراقبة الحدود، وزيارة رئيس دولة جنوب السودان،سلفاكير ميارديت، للخرطوم للمرة الاولى منذ انفصال الجنوب في 9 يوليو الماضي امس، وانشاء سلطة ادارية جديدة في ابيي، م?افاً اليها رفض القوات المسلحة السودانية الانسحاب من ابيي الا في حال اكتمال انتشار القوات الاثيوبية، تمثل كل هذه المعطيات الوضع الميداني والسياسي الحالي لمنطقة ابيي المتنازع عليها بين دولتي السودان وجنوب السودان. سياسياً، تأتي تطورات الوضع في أبيي مقروءة بزيارة رئيس دولة جنوب السودان للخرطوم امس، والتي عقدت فيها مباحثات رسمية بين الجانبين تشمل كافة القضايا العالقة بين الطرفين، ومن بينها قضية ابيي، بالاضافة الى تصريحات اول سفيرة للولايات المتحدة الاميركية لدى جنوب السودان، سوزان بايج، غداة مصادقة الكونغرس على تعيينها سفيرة بجوبا، والتي قالت فيها، إن على حكومة الجنوب اقتسام النفط مع الشمال. إلى ذلك، أبلغت مصادر مطلعة بحكومة الجنوب (الصحافة)، انه سيتم النقاش بصورة موسعة بين الرئيس عمر البشير والرئيس سلفاكير حول الترت?بات المتعلقة بابيي وكيفية المضي قدماً في هذا الملف والتأكيد على الانسحاب المتزامن للجيشين، بالاضافة لتوسيع النقاش حول ترتيبات ادارية جديدة بابيي عقب اكتمال انتشار القوة الاثيوبية، المكونة من 4200 جندي، غير ان مصادراً مقربة من المؤتمر الوطني، أوضحت ل(الصحافة)) ان الرئيس البشير سيبلغ سلفاكير بضرورة رفع يده عن الحركة الشعبية قطاع الشمال، حتى يتسنى الوصول لتفاهمات جادة حول القضايا المشتركة لاسيما قضية ابيي بحسب ما تقول المصادر. أما ميدانياً، ومنذ دخول الجيش السوداني الى ابيي في مايو الماضي، ووصول طلائع القوا? الاثيوبية وانتشارها، في اعقاب ذلك، تشهد المنطقة هدوءاً لم يكدر صفوه حدة التوتر بين الدولتين في الفترة الماضية. بالمقابل، محللون يرون ان قضية ابيي لا تزال بعيدة عن الحل، عازين ذلك للتباطؤ والتلكؤ في إدارة الملف، والتعقيدات التي باتت تحكم العلاقة بين الدولتين، خاصة وان كل القضايا العالقة، لم يحدث اختراق بشأنها في الثلاثة أشهر التي مرت على انفصال الجنوب، واعتبروا زيارة رئيس دولة الجنوب للخرطوم أمس، لن تكون ذات أثر خاصة في ما يتعلق بقضية ابيي، لجهة عدم سيطرة الرئيس الجنوبي سلفاكير على كافة ملفات القضايا العالقة. إذ ان العميد أمن معاش والخبير الاستراتيجي، حسن بيومي، يرى بأن الوضع في ابيي، سيظل عالقاً ومتوتراً لفترات طو?لة، من دون حلول، منبها الى ان ابيي هي التي صدرت الحرب الى منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق، ويشير الى ان موقف الحكومة السودانية، بعدم الانسحاب من ابيي، إلا عندما تكمل القوة الاثيوبية انتشارها وفق العدد المتفق عليه، هو موقف صحيح لانه الامر الذي اتُفق عليه. ويقول بيومي، في حديثه ل(الصحافة) عبر الهاتف امس، إن تأخر انتشار القوة الاثيوبية، هو مماطلة تستهدف السودان، في محاولة لإرجاع قوات (اليونميس)، والا لكانت الاممالمتحدة قامت بتقديم كل المعينات للقوة الاثيوبية، وهي المسؤولة بالاساس عن تمويلها وتقديم الدعم ?ها لوجستياً وفنياً، ويؤكد بيومي انه ليس باستطاعة سلفاكير اجتراح اي تقدم في قضية ابيي، على اعتبار ان اولاد ابيي السبعة في قيادة الحركة الشعبية، لن يمنحوه أية فرصة لفعل اي شيء، مرجحاً بقاء ابيي كمنطقة توتر بين السودان وجنوب السودان من دون اي حلول، وقال بيومي ان بقاء الجيش السوداني حتى اكتمال انتشار القوة الاثيوبية، هو الموقف الصحيح من الحكومة لان اي انسحاب دون اكتمال القوة الاثيوبية وبالتزامن مع انسحاب الجيش الشعبي سيكون خطيراً، وأشار بيومي الى ان تعديل ولاية القوة الاثيوبية، بمراقبة الحدود القصد منه الحد م? تحركات قبيلة المسيرية، ويتساءل بيومي «إذا وجد احد من المسيرية جنوب بحر العرب، أليس بأجنبي؟. أوضاع قبيلة المسيرية، في حال اقرار آلية مراقبة الحدود، يجعل من احد قيادات قبيلة المسيرية - فضل حجب هويته -، يوضح ان المسيرية متمسكون بحقوقهم التاريخية في ملكية الارض، وعدم المساومة فيها، مؤكداً في حديثه ل (الصحافة) عبر الهاتف أمس، ان ابيي شمالية وان أية تنازلات في هذه القضية من شأنها تعقيد الاوضاع بصورة كارثية على حد وصفه، وان قيادات من دينكا نوك داخل الحركة الشعبية يحاولون الضغط على الحكومة من خلال الاممالمتحدة ومجلس الامن، حتى يتم تحوير وتزييف القضية، وهذا ما لا نرغب فيه على الاطلاق، ويقول (موقف الحك?مة لغاية الآن من قضيتنا ايجابي، رغم المآخذ التي نأخذها عليها). ويمضي المصدر للقول، القضية معروفة وملكية الارض كذلك، وعلى الحكومة ان تعي هاتين النقطتين تماماً، لانه بدونهما لن تكون هناك حلول البتة في منطقة ابيي كما يقول. وعلى صعيد قبيلتي المسيرية ودينكا نوك، اللتان تمثلان شعب المنطقة بحسب بروتوكول المنطقة في اتفاقية نيفاشا، فمن المنتظر ان تصوت القبيلتان على استفتاء تقرران بموجبه الانضمام لاحدى الدولتين، - في وقت لم يحدد بعد -، رغم ان الاستفتاء كان مقرراً له بالتزامن مع استفتاء الجنوبيين على تقرير مصيرهم في يناير الماضي، كما نصت على ذلك اتفاقية نيفاشا. الا انه ونتيجة لخلافات نشبت بين الطرفين تم تأجيل التصويت على الاستفتاء الى اجل غير معلوم، وتعيش قبيلتا المسيرية ودينكا نوك المتصاهرتين والمتعايشتين لاعوام طويلة، أوضاعاً متوت?ة بسبب الهجمات التي تقوم بها إحداهما على الاخرى، كما تتهمان بعضهما البعض، خاصة التعدي على الافراد والابقار، بسبب الجغرافية الرعوية والزراعية المعقدة حالياً بسبب انفصال الجنوب.