انتقد عدد من المغتربين ، برامج كثير من المرشحين لرئاسة الجمهورية ، واتفقوا على أن كثيراً من المرشحين بنوا برامجهم على « هدم الآخر» ومحاربته ، وابتعدوا عن مايحتاجه المواطن ، وما يحلم به المغترب ، الذي يقضي سنوات طويلة في ديار الغربة ، وعندما يعود يصبح «كما مهملا» . وأبدى عدد من المغتربين استغرابهم من ضعف خطاب بعض الذين يريدون أن « يحكموا السودان» ، وأشاروا إلى أن « شخص» غير قادر على تلمس هموم الإنسان السوداني عبر خطابه الانتخابي ، غير جدير بأن يحكم السودان ، وطالبوا بالتخلي عن الخطاب الذي يبشر بكل مايخالف تعاليم الدين والعادات والتقاليد . وأبدى الصديق محمد عمر استغرابه من اتجاه كثير من المرشحين للنيل من الآخر ، والتأكيد على انه ماضٍ في اجتثاثه ، دون أن يقدم برامج جاذبه يمكن لجماهير الشعب السوداني الالتفاف حولها، مؤكدا ان الانتخابات ستكون مفصلية ، عبرها سيخرج كثير من المغامرين الذين لايعملون من اجل مصالح عليا |، بل يريدون ان يسقطوا من ينافسهم ، قبل ان يعدوا أنفسهم الى الفوز . وقال : ان معشر المغتربين ينتظرون من يقدم لهم الوعود المخلصة لمعالجة كثير من قضاياهم العالقة ، وان يمهد لهم سبل العودة الآمنة الى الوطن ، خاصة ان هناك من تقطعت بهم السبل في بلاد الاغتراب ، ومن يعانون الفقر والمرض ، وهي امور جديدة لم يألفها المغترب من قبل . وتمنى ان تأتي الانتخابات مبرأة من العيوب ، وان تحظى باعتراف داخلي وخارجي ، يمكن الحكومة القادمة من المضي بالسودان نحو مرافئ العزة والرخاء. وانتقدت د. بثينة محمود ضعف طرح كثير من مرشحي رئاسة الجمهورية ، ووصفت بعض الحملات والشعارات بأنها تجسد عقلية تسعى للانتقام اكثر من أنها تريد ان تخدم وطنها ، مشيرا الى انها تحرص على متابعة برامج المرشحين لرئاسة الجمهورية ، غير أنها تصاب بإحباط ، نتيجة تواضع الطرح الانتخابي، وابتعاده عن بث الروح الوطنية ، وإعلاء القيم التي من اجلها يتدافع أهل السودان في كل المحافل حتى يكون للوطن اسم راسخ . كما عبرت عن استيائها من تكرار الأحاديث من قبل بعض المرشحين وهم يخاطبون الناخب السوداني ، بأن لايصوت لرمز « كذا» باعتباره لن يخدم الوطن ، ولعمري أن هذا لايشابه أي طرح لشخص يرنو لرئاسة الجمهورية ، وكان الواجب ان يطرح برنامجه ليصبح منافسا لغريمه بدلا من التصريح العلني والمناداة بعدم التصويت لهذا الشخص او ذاك. وقال الصافي محمد جادين : لايعقل أن يخرج علينا أحد مرشحي رئاسة الجمهورية ليبشرنا بأن عهدا زاهرا لصناعة الخمور سيسود بالوطن ، وتساءل هل يتوقع هذا المرشح بأنه سيحظى بثقة الشعب السوداني ، وهو يرفع شعارات ترفضها النفس السوية ، مؤكدا أن الشعب السوداني يختلف في ألوانه السياسية ،غير انه يتفق على رفض كل مايخالف تعاليم الدين والعادات والتقاليد . وأوضح يوسف النور أبو هريرة ان البرامج المطروحة من قبل بعض مرشحي الجمهورية لاتحقق تطلعات الشعب ، وحتى ماتم طرحه هو يتشابه لحد التطابق أحيانا في قضايا ، هي في حقيقة الأمر لاتحتاج لبرامج انتخابية ن فالمياه والكهرباء والصحة والتعليم حق طبيعي للمواطن ، ليس في حاجة ان يذهب به الى صناديق الاقتراع ، وكان يجب على المرشحين ان يتحدثوا لنا عن الرفاهية ورخاء العيش . وقال : لقد أصبت بدهشة عريضة وأنا أتابع بعض البرامج للمرشحين ، فبعضهم يستخدم «الفاظ وإشارات» لايمكن ان توفر له بأية حال كرسي رئاسة الجمهورية ، مبينا ان الخطاب الانتخابي كان يجب ان يكون جامعا وليس داعيا للفرقة والشتات . وأضاف : أننا في ديار الاغتراب لن نصوت إلا لمن نعتقد بأنه سيسهر على راحتنا ، ويصون سيادة بلادنا ، معربا عن أمله في ان تفضي الانتخابات الى اختيار القوي الأمين ، لينعم السودان باستقرار حرم منه لسنوات طوال . واكد جمال الخضر عبد الله أننا في بلاد الغربة نتطلع إلى انتهاء موسم الانتخابات لنتأمل ، المرحلة المقبلة من تاريخ السودان ، والتي نأمل أن يكون لها خير وامن واستقرار، وان تعود فيها الطيور المهاجرة التي أرهقها البعد الطويل عن الوطن ومراتع الصبا . وقال : تمثل لنا الانتخابات فرصة سانحة لكي نعيش في وطننا ، وان تتوقف عجلة الحرب ، بين ابناء الوطن ، متمنيا ان تجرى الانتخابات دون عراقيل ، حتى يتمكن الشعب من اختيار ممثليه ،الذين يقودون البلاد في المرحلة القادمة . وطالب بعض مرشحي رئاسة الجمهورية لاعتماد خطاب جاذب بدلا من التراشق بالكلمات ، والعمل على تقليل جهود الآخرين ، وليكن ذلك من أجل السودان .