قال كبير مفاوضي الوفد الحكومي للقضايا الاقتصادية بمفاوضات اديس ابابا صابر محمد الحسن، ان قرار ايقاف عبور النفط عبر الاراضي السودانية من شأنه ان يؤدي الى عدم الاستفادة من البنيات التحتية لصناعة النفط، والتي تقع جغرافيا بشمال السودان، مؤكدا ان الحكومة لم توقف عبور النفط عبر خطوط انابيب الشمال. وقال ان البنيات التحتية التي تتواجد بالشمال من شأنها ان تتعرض للتلف حال توقف انسياب النفط عبرها، وزاد «ما ممكن تقلع عينك بيدك». وقال صابر، في مؤتمر صحافي امس بوكالة السودان للانباء، ان مسؤولي دولة الجنوب ألمحوا باللجوء الى المحاكم الدولية بشأن القضايا الاقتصادية العالقة بين الخرطوموجوبا ، وزاد «لكننا جاهزون بدفوعات قانونية جيدة للرد على اي تحركات يقوم بها مسؤولو حكومة الجنوب». وانتقد اصرار مفاوضي دولة جنوب السودان على اثارة قضايا الحدود وأبيي في المباحثات المشتركة لملفات البترول، بدلا عن التركيز على النقاط الفنية ،واضاف «موقفهم سياسي عندما يتفاوضون معنا حول الملفات الفنية العالقة». وقال، ان الحكومة تسعى لخلق اجواء ايجابية بين الدولتين للمنفعة الاقتصادية وانشاء تكامل اقتصادي بين الشمال والجنوب ، وتابع «يجب ان نصل الى حلول ايجابية في غضون الشهرين المقبلين، وان لم أتوفق ساترك الامر برمته للحكومة لايجاد مخرج ثالث». وكشف عن عقد جولة المفاوضات المقبلة بمدينة جوبا في العاشر من ديسمبر الجاري لمواصلة التفاوض حول القضايا الاقتصادية العالقة ، وقال ان الحكومة بدأت في تطبيق قرارها الذي يقضي بالحصول على حقوقها عينا مقابل عبور النفط عبر اراضيها منذ امس اول. ونصح صابر دولتي شمال السودان وجنوبه بالاتفاق حول القضايا الاقتصادية خاصة قضية النفط للاستفادة الكاملة، وقال ان الدولتين يجب ان تتفقا على الاستفادة من البنيات التحتية المتوفرة بالشمال وضخ البترول عبر الاراضي السودانية برسم يوقعانه سويا لان ذلك هو افضل وضع لكلا الدولتين. يذكر ان القضايا الاقتصادية العالقة بين شمال السودان وجنوبه هي ملفات البترول والعلاقات المصرفية والتجارية ومحور الديون والاصول والمياه والموارد الطبيعية والاتصالات والمواصلات. إلى ذلك اتهمت جمهورية جنوب السودان، الخرطوم بسرقة صادراتها البترولية، وقال كبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم ان الخرطوم تحاول سرقة بترول الجنوب، وقال ان أية جهة تشتري هذا البترول ستواجه اجراءات قانونية. وقال أموم في بيان رسمي «اذا واصلت حكومة السودان سرقة بترول جنوب السودان أو حاول آخرون شراء بترول جنوب السودان المسروق، فان حكومة جنوب السودان ستتخذ كافة الاجراءات القانونية الضرورية». من جانبها، أعربت فرنسا امس عن أسفها لفشل الجولة الأخيرة من المحادثات في أديس أبابا بين السودان وجنوب السودان، وقال برنار فاليرو المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، ان بلاده تدعم الجهود التي يبذلها الوسيط الأفريقي ثامبو أمبيكي. ودعا المتحدث الفرنسى الى أهمية التوصل الى حل سريع لجميع القضايا محل الخلاف بين الخرطوموجوبا الجارين. وأضاف ان الاتفاق على جميع القضايا العالقة منذ انفصال جنوب السودان أمر ضروري للسماح للدولتين بالعيش بسلام فى ظل علاقات جيدة فيما بينهما «مما سيعود بمنافع سياسية واقتصادية مهمة للسودان وجنوب السودان».