تقع منطقة الإسكان في الجانب الشمالي والشمالي الغربي لمحلية ام درمان، وتتألف من عدد من الحارات تمتد حتى الحارة 76، وتصنف المنطقة بانها ذات كثافة سكانية عالية، وبالرغم من توفر بعض الخدمات الاساسية من ماء وكهرباء الا ان هنالك غياباً واضحاً لاحد اهم مقومات السلام الاجتماعي وهو الامن، اذ لا توجد نقطة شرطة واحدة بتلك المناطق بالرغم من وجود الاراضي والمساحات الواسعة حسب قول المواطن محمد عثمان، الذي يضيف بأن مشكلات الامن ظلت لمدة طويلة تجابههم خصوصا في حالة وقوع مشكلة ما تتطلب التوجه الى نقطة شرطة صابرين كاقرب م?كز شرطة، الشيء الذي جعل بعضهم يترك حقوقه في بعض حالات السرقة. «واجب الشرطة لا ينحصر فقط في الكشف والتحقيق عن الجريمة بعد وقوعها، ولكنه يمتد ليعمل على منع الجريمة قبل ان تحدث، وهذا القول الذي ظل يؤكده عدد من قيادات الشرطة»، هكذا ابتدر كمال علي حديثه مضيفا أن سكان الحارة «75» محرومون من ذلك، فالمنازل المهجورة والمباني تحت التشييد تقف هي الاخرى مهددا للامن، بعد ان صارت وكرا لبعض اصحاب النفوس الضعيفة كنقطة انطلاق لتنفيذ مخططاتهم، فعادة ما يقطن هذه المنازل بعض الاشخاص غير المعروفين لهم. وخلو المنطقة في الفترة النهارية خاصة ايام العمل من المارة والمواطنين، مكن بعض اللصوص من القيام بسرقات نهارية كما تقول الموظفة شادية طه التي تضيف بانه لا يكون هنالك استقرار وتنمية ما لم يكن هنالك امن، فالخدمات دون الامن بلا معنى، مشيرة الى المناشدات التي ظل يطلقها الاهالي. ويلتقط الحديث جابر «طالب» الذي قال إنهم لم يجدوا اذناً صاغية من قبل الجهات المعنية باستتباب الامن. محمد عثمان يسكن بالحارة «75» تحدث عن حجم المعاناة التي يتعرضون لها من اجل الحصول على المواصلات، وذلك لبعد الحارة 75 عن الشارع الرئيسي في ظل عدم وجود خطوط مواصلات تربط الحارات، مما ينعكس في صور من المعاناة في وجه كبار السن والنساء، فاذا اراد الشخص الوصول الى الطريق الرئيسي يعني ايجار ركشة ومن ثم مواصلات الى صابرين، ومن ثم يحصل على مواصلات العربي او اي خط آخر. وتلفت انتباه الزائر كثرة المؤسسات التعليمية الخاصة بالمنطقة، ويقول المواطن علي آدم إن السبب هو ان الكثافة السكانية جعلت من الصعب على المدارس الحكومية ان تستوعب هذا العدد الهائل من التلاميذ، فالمدارس الحكومية بالمنطقة موجودة، ولكن على الحكومة مراعاة اكتظاظ الفصول ومحاولة التوسع ببناء فصول جديدة تستوعب هذا العدد من الطلاب، وختم بقوله: اضم صوتي الى الاخوة السابقين وارجو من قوات الشرطة بناء مركز شرطة في المنطقة في المستقبل القريب. المواطن اسامة الطيب الحارة «72» يقول: الحمد لله حالنا خير من غيرنا. ولكن يبدو ان اداء الصلاة بالمسجد المقام امام منزله اصبحت صعبة بعض الشيء، وذلك لانهم دأبوا على اداء الصلاة في الساحة الخارجية للمسجد على الرغم من اكتمال بناء المسجد والتشطيب منذ فترة تناهز السبعة شهور، كذلك النادي الثقافي الذي ظل يحلم به شباب المنطقة لفترة لم يعرف طريقه الى ارض الواقع، وبانعدامه ينعدم الوصل الاجتماعي بين المواطنين، كما يقول الشاب يوسف محمد، فلا يوجد مكان يتجمعون فيه سوى اركان الدكاكين والبقالات واطراف الطرق، وذلك لمناقشة بع? قضاياهم خصوصا وهم شباب لنا ما يخصهم. احدى النساء التقت بها «الصحافة» في نهاية جولتها بالمنطقة فحكت تجربتها مع لصوص السرقات النهارية، وقالت: بعد ان اوصلت ابني الصغير إلى الروضة التي لا تبعد فترة عشر دقائق من المنزل في صباح ذلك اليوم، عدت ووجدت انني فقدت بعض الاثاثات المنزلية بفعل لص. وتقول إن هذا يؤكد ان السرقات النهارية تأتي لعدم وجود مركز للشرطة في المنطقة.