انتهت ليالي مهرجان الفيلم الاوربي في نسخته الثالثة التي شهدتها الخرطوم فى الفترة من السابع والعشرين من نوفمبر الماضي وحتى الرابع من ديسمبر الجاري الذى نظمته بعثة الاتحاد الاوربي بالسودان، وعرضت فيه عشر افلام من عشر دول اوربية بشاشة المجالس الثقافي البريطاني والفرنسي والالماني، ودار الجالية اليونانية. وصاحبته انشطة ثقافية وورش عمل فنية .. كان آخرها جلسة مشاهدة ونقاش بحديقة المركز الثقافى البريطانى، تناولت تجربة الانجليزى جبرائيل رانج مخرج فيلم «أنا مستعبدة» بحضور لفيف من المهتمين بالسينما العالمية. إضاءة أولى: قبل بداية عرض الفيلم تحدث للحضور مدير المجلس البريطاني ريتشارد ويرز حول الفيلم الذى يحكي مأساة امرأة وظاهرة الاتجار بالبشر، واكد ان الفيلم عرض في العديد المدن العالمية مثل تورنتو وميوينخ، وتدور احداثه ما بين السودان ولندن، واعرب عن سعادته بوجود مخرج الفيلم جبرائيل فى المهرجان. عرض ومداخلات: ومن ثم شاهد الجمهورالفيلم، وبعد انتهاء العرض ابتدر دكتور عبد الغفار محمد أحمد النقاش عن الفيلم، بالحديث عن قصة العمل المقتبسة من كتاب مندي نذير عن الرق، وقال إن الفيلم لا ينحى نفس منحى الكتاب إلا أنه يعتبر عملاً فنياً متطوراً يسلط الضوء على قضية الاتجار بالبشر في العالم. وتخللت الجلسة العديد من المداخلات التى عقب عليها مخرج الفيلم جبرائيل. من كتاب إلى فيلم: وعن خلفيات تحويل القصة الى فيلم قال «إن فريق العمل عالج القصة فنيا وتجاوز بعض التفاصيل لاسباب قانونية وعملية، ولفائدة المشاهد واعطائه فرصة القدرة على اختبار التجربة التي خاضتها بطلة الفيلم ماليا في ملحمة من الذكريات، والفيلم تم تصوير مشاهده ما بين الوادي المتصدع بكينيا ونيجيريا، ولم نستبعد مشاركة ممثلين سودانيين. واستعنا بوجوه عربية فى الفيلم لتقديم صورة واقعية للعمل، ولم نستطع تصوير الفيلم في السودان لاسباب ادارية وفنية». غياب التفاصيل: وعن غياب بعض التفاصيل الصغيرة من الفيلم قال: «اعتذر عنها، وأشعر بالأسف لغياب بعض التفاصيل الصغيرة، فقد كان همنا تجسيد تجربة البطلة للعالم، واجتهدنا في التصوير واستخدمنا اكسسوارات بسيطة لأن ميزانية الفيلم محدودة. وعدم تفاعل البطلة مع البريطانيين يعود الى تركيزنا على ماليا باعتبارها تجربة شخصية، وتعمدنا الغموض الزمني في توقيت الاحداث، والفيلم يغطي سنوات ما قبل توقيع اتفاقية السلام، واتطلع الى انتاج المزيد من الافلام التى تعكس صوراً ايجابية عن السودان. الصورة والذكريات: وحول أسباب اعتماد الفيلم لغة الصورة أكثر من الحوار قال: «لم نركز على الحوار والسرد كثيراً بقدر التركيز على عرض ذكريات ماليا وليس التفاصيل التي في الكتاب، واخترنا بداية الفيلم من منتصف القصة ولم نكشف عن كل التفاصيل فى حياة البطلة. وتمنيت أن يخرج الفيلم سودانى له منظور مختلف عن القصة. وهدف الفيلم رفع الوعي بقضية الاتجار بالبشر باعتبارها قضية عالمية». زار السودان خمس مرات: وعن علاقته بالسودان قال رانج: «إنها المرة الخامسة التي ازور فيها السودان، والمرة الثانية التى اجد نفسي فيها في الخرطوم، وكلما ازور السودان اجد نفسي متأثراً بمستوى الضيافة وحسن الاستقبال الذي أجده من السودانيين». لم يلتق بمبدعين سودانيين: وعن إذا ما كان قد التقي بمبدعين سودانيين خلال زيارته يقول: «لم التق الى الآن بالمهتمين بالفنون والثقافة وخصوصاً العاملين في مجال صناعة الافلام السينمائية، وربما تتاح الفرصة رغم ان مواعيد مغادرتي الخرطوم تبقت له ساعات محدودة» موت الرئيس وآخر ملوك اسكتلندا: وعن اهم أعماله السينمائية يضيف: «قبل أن أخرج «أنا مستعبدة» عملت في فيلم «موت الرئيس» الذي يصف قصة مختلقة عن اغتيال الرئيس الامريكي السابق جورج بوش، وهو من انجح افلامي، إذ عُرض في «40» دولة في العالم، ويهتم الفيلم بصورة خاصة بالسياسات الامريكية في عهد بوش وتأثيرها على باقي دول العالم، خصوصا بعد الحادي عشر من سبتمبر، وأخرجت فيلم «آخر ملوك اسكتلندا».