افتتح في الدوحة أمس، المنتدى الرابع لتحالف الحضارات بمشاركة 2000 مشارك من العلماء والمفكرين والمثقفين من مختلف دول العالم، بينهم رؤساء دول وحكومات والامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وافتتحت حرم أمير دولة قطر الشيخة موزا بنت ناصر المنتدى الذي يحمل شعار (حوار الثقافات خدمة للتنمية) ويستمر ثلاثة ايام. واكد امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في كلمة ألقاها نيابة عنه نائب رئيس مجلس الوزراء القطري رئيس هيئة الرقابة الادارية والشفافية عبد الله بن حمد العطية، في الجلسة الافتتاحية للمنتدى على اهمية الحوار والتحالف بين الامم. ولفت الى ان العالم «يعتريه تناقض يصل في بعض الاحيان الى تصادم ناتج عن التنميط او عدم معرفة الاخر، وان كان السيناريو الاسوأ هو عدم الاعتراف بالاخر فتصبح رسالة الحوار والتحالف بين الحضارات من اهم الواجبات المطلوبة». ودعا الشيخ حمد، الى تكريس حرية الاعلام في البلاد من خلال كفالة حرية الرأي للجميع وتقريب الثقافات والديانات المختلفة دون المساس بالاخر، مبينا ان قطر عملت على تنشيط دور ومساهمة الشباب في تحقيق مبادىء تحالف الحضارات. من جهته، دعا رئيس الوزراء التركي، أردوغان، في كلمة مسجلة إلى «ضرورة إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط وحل المشكلات المزمنة بشكل سريع ليس من أجل أن يحل السلام في المنطقة فحسب بل في العالم أجمع». وقال في كلمته «طالما يستمر إرهاب الدولة في الشرق الأوسط وتخريب مساعي المصالحة وقصف الأطفال الأبرياء بالقنابل وأسر الناس الأبرياء في السجون المفتوحة، فإننا لن نرى السلام يعم العالم، هذا بالإضافة إلى الدكتاتوريات الموجودة في المنطقة التي تطلق النار على شعبها» في اشارة على ما يبدو الى سوريا. وأضاف اردوغان في ختام كلمته «كنت أود أن أكون بينكم لأشارك في هذا المنتدى المهم .. إلا أن وضعي الصحي حال دون ذلك بعد عملية جراحية أجريت لي قبل أسبوعين». من جهته، اكد الرئيس الالماني كريستيان وولف ان التحديات العالمية مدعاة للتحالف بين الحضارات، مشيرا الى اهمية اضطلاع كل دول العالم بدور يسهم في خلق السلام والاستقرار. وشدد وولف في كلمته على ضرورة اتاحة حرية التعبير والاعلام وتبادل وجهات النظر والتنافس بالافكار، وقال في هذا الخصوص «يجب ألا يزعم احد انه يمتلك حق منع الناس من التعبير عن حريتهم،» مؤكدا اهمية الحوار وقبوله وحماية الحقوق وكرامة البشرية ومن دونها لا يمكن ان يكون هناك حوار». واضاف وولف «للناس حق اعتناق الدين الذي يريدونه.. الاسلام جزء من المانيا ويجب ان نكون شركاء ويجب اعطاء المسيحيين حقوقهم وعلى الناس ان يمارسوا شعائرهم الدينية كجزء من هويتهم، وعلينا الا نحدد هوية الناس بناءً على دينهم». من جانبه، قال الممثل السامي لتحالف الأممالمتحدة للحضارات جورج سامبايو، في كلمة مماثله ان منتدى الدوحة الرابع لتحالف الحضارات يظهر بوضوح الأجندة الاجتماعية التي تصب في أهداف التنمية ودعم الحوار للوصول الى النمو والرخاء ومحاربة التعصب. وأضاف «ان المنتدى جاء في الوقت المناسب وفي ظل ما تشهده المنطقة العربية من أحداث تاريخية حيث يسعى هذا المنتدى الى تعزيز دور المجتمع المدني والقطاع الخاص في المجتمع الدولي» موضحا أن الأحداث في العالم العربي تعطي دلالة واضحة بأن الديمقراطية هي الطريقة الوحيدة لارساء مبادىء الرخاء والاستقرار. وشدد على اهمية التجانس الثقافي بين الشعوب، مبينا أن المجتمعات المتعددة ليست مختلفة بالضرورة ما لم تكن تسود فيها صور نمطية وممارسات تهميش لبعض الفئات. أما الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، فأكد «دور (تحالف الاممالمتحدة للحضارات) في السلام والتسامح»، لافتا الى أن «مسائل دعم العدالة والكرامة والفهم المشترك هي قيم في جوهر تحالف الحضارات». وأكد أن «إنعقاد المنتدى يأتي في وقت مهم ودقيق حيث إننا نعيش في مرحلة مهمة في تاريخ الانسانية»، مبينا أنه «حدد خلال ولايته الثانية خمسة أمور تشكل مستقبل المرحلة المقبلة وتؤكد أهمية تحالف الحضارات». وشدد على «أهمية أن يتمكن التحالف من وضع حد للحروب ونزع فتيل النزاعات والأزمات والهجمات الارهابية التي تودي بحياة الأبرياء»، داعيا الى «بناء عالم اكثر امنا واعطاء التنمية المستدامة الاولوية خلال المرحلة المقبلة، مع ضمان حفظ حقوق الانسان لجميع شعوب العالم». وحول الوضع في الشرق الاوسط، نبه الى «أهمية أن تشهد الدول التي تمر بمراحل انتقالية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا انتقالا سلميا للسلطة وتعزيزا وترسيخا لعملية المصالحة لتحقيق النجاح المطلوب». ومن المتوقع ان يخرج المنتدى في ختامه غدا بجملة من التوصيات التي تركز على نتائج محددة من خلال اقتراح خارطة طريق شاملة، وبفضل وضع ادوات ناجحة للرصد وتقييم الاثر.