ازمنة الابداع قادت منتدى مركز راشد دياب للفنون من ضمن سلسلة بيوت الابداع بتقديم متميز من الاعلامى الاستاذ/ عوض احمدان فى امسية الاحدالماضي لطرق بيت من بيوت الابداع ، بيت سار فى درب الغناء شأنه شأن كثير من البيوت التى سارت فى طرق الفنون المختلفة ، ليلة شعبية أحياها الفنان الشعبى /على حسين ، الذى كان قد تمدد اسمه قبل عشرات السنوات كفنان طنبور عملاق إمتطى صهوة الشهرة لسنوات ثم توارى عن الانظار بفعل الغربة ، غنى فى كل مسارح السودان فأحال لياليها طرباً ورقصاً ثم وثق اعماله فى الاذاعة السودانية تجربته لم تمر ?روراً عابراً ولكنها استهوت ابنته عوضية على حسين ، وكذلك الواعد صداح احمد الذى إحتضنه على حسين وقدم له العديد من الالحان ولا زال وصياً عليه . قال الفنان على حسين بأنه تأثر بمدرسة الرواويس وعشق إبداعها وكان من الطبيعى ان ينهل من موجاتها لانها تميزت بالكلمات الجميله والالحان الرائعه المختلفة ولمن لا يعلمون شيئاً عن غناء الرواويس هو ذلك الغناء الذى نظمه قائدي المراكب المتجولين ما بين مروى ودنقلا تلك الاغنيات التى تأملت سحر النيل واسراره .. وتأمل ضوء القمر وعناقه للموجات الحالمه بالشوق والحنين كل هذه المعانى قادتنى لأغنى غناء الرواويس ثم الولوج الى المدارس الغنائية الاخرى . تحدثت بعده ابنته المغنية عوضية التى تأثرت ببيئة البيت وعندما نضج صوتها اخذ الاب بيدها ، قالت كنت سعيدة وابى يشجعنى على الغناء وان اختطيت طريقاً مغايراً للونيته فأنا غنيت بالدلوكه وبالآلات الحديثة كما تناولت معه بعض اغنيات الطنبور اعلم بأنى لا زلت فى بداية الطريق وان المشوار صعب لكن طال ما ان ابى يقف الى جوارى فأننى لن اخيب ظنه . وفى فلك تلك الاسره يدور نجم الواعد صداح احمد الذى يرعاه على حسين ويقدم له العديد من الالحان التى تخط لمسيرته الفنية القادمه . ثم إنتقل الابداع الى منزل آخر منزل الشاعر الراحل قسم السيد حسب الرسول شاعر السهل الممتنع الذى كتب : يابا ود حاج انا ما بدس ومالو فاتنى قطار الحرس يابا ود حاج الفى السلم يابا الحقنى انا وانظلم ناس ابوى رعونى الغنم وينهرونى خشيمى ان نضم حرمو المرقات والملم ومنى دمع العين جارى دم يابا اخواتى إتحرمن وبدرى ساقوهن سافرن ناس خديجه وام الحسن إلا انا الصابره مع المحن وإن نضم قالو بنات زمن وإن شكت الموت والكفن دخلنا هذا البيت فأستقبلنا ابنه رامى قسم السيد فكان نعم الشبل من ذاك الاسد ، قال رامى بأن والده لم يريده ان يذهب فى مساره الى ان فوجئ ذات يوم بالفنان الكبير محمد النصرى يغنى من كلماتى : ارحل يا حمام شيل اشواقى وارجوك لا تغيب حأوصل كل مشاعرى وريدى لى دار الحبيب ارحل ياحمام قوليهو اصبر يا جميل ولو مالت عليا الدنيا عنك ما بميل كيف انسى البلد والخضره والنيل والنخيل والوجه السحرنى جمالو والطرف الكحيل ما فارقنى طيفك لحظة فى ليلى البهيم ويا ما الشوق يرجع سيدو لى دار القديم ولا بد الزمان يجمعنا والمال يستقيم وانسى ايام شقاى والقاك وارتع فى النعيم زهل وبدأ يراجع اشعارى ثم يعرض على شعره الذى اعتبره مدرستى التى نهلت منها ابداعاً لن اصل لمستواه ابداً . وفى المداخلات تحدث الاعلامى مرتضى ابوعاقلة والشاعر ضياء الدين الماحى والشاعر هيثم عبدالحميد الفضل مبديين اعجابهما بما قدم فى المنتدى من تجربة فريده . ثم استمع الحضور الى الاغنيات من جانب على حسين وصداح احمد اما عوضية حسين فأنها احالت الليلة الى حالة من حالات الفرح الجميل بعد ان تجولت فى حديقه مركز راشد دياب للفنون تنثر العبير والعطر والرياحين،وعندما انتصف الليل سكتت شهرزاد عن الغناء المباح .