قُتل خليل ولم تحسم المعركة وإن إختلفت الرؤي فى الإجابة على سؤال يطرح نفسه هل مقتله يعد بداية النهاية لحركة العدل والمساواة ام إنهيار الأمن فى الإقليم الذى شهد إستقراراً نسبياًً فى الفترة الماضية؟، وهل غيابه من ساحة المعركة سيفتح المجال للحركات المسلحة الأخرى خاصة حركة «تحرير السودان» بجناحيها منى اركو مناوى، وعبدالواحد محمد نور، للتحرك فى الميدان لسد الفراغ الذى خلفه قائد العدل والمساواة والذى صنف من قبل المتابعين للشأن الدارفورى بأنه اكثر القادة الميدانين تأثيراً فى الإقليم، رغم ان حركته لم تجد الدعم والت?ويل الكافى من الدول الغربية والتى لها مصلحة في تعقيد الأوضاع فى دارفور وذلك بحسابات توجهات خليل ابراهيم الإسلامية وتقاطعتها مع مصالح الغرب، والسؤال الذى يفرض نفسه ايضاً هل سيبحث الغرب عن بديل جديد يحقق مصالحه فى المنطقة بعد مقتل خليل صاحب «الدراع الطويلة» ام يتجه بصورة اكثر تركيزاً على منى اركو مناوى وعبدالواحد بتحقيق مالم يستطع خليل إنجازه خاصة وان حركة تحرير السودان بشقيها بحسب مراقبين تمتلك علاقات متميزة مع بعض الدول الأوربية بجانب إسرائيل وعلاقاتها مع عبدالواحد محمد نور. وينظر الكثيرون إلى حركة العدل والمساواة باعتبارها اقوى جماعات التمرد الدارفورية من حيث العتاد والقوة العسكرية، وهو ما جعلها ترفض التوقيع على وثيقة سلام الدوحة برعاية قطر، رغم الضغوط الكبيرة من الداخل والخارج على خليل بقبول الاتفاق الذى يفضى إلى وقف العنف فى الإقليم المضطرب والمصالحة مع حكومة الخرطوم، ولم يتم ذلك لعدم قناعة الحركة بالإتفاقية وإتجهاها للحل العسكرى والميدانى إيماناً منها بقدراتها العسكرية على تحقيق اهدافها خاصة وانها استطاعت فى فترة سابقة الوصول الى امدرمان وتمكنت ايضا فى الفترة الأخيرة من ?قل أرض المعركة من دارفور الى ولاية شمال كردفان، بجانب تنسيقها مع تحالف كاودا الذى يضم الحركات المسلحة الدارفورية الأخرى والحركة الشعبية قطاع الشمال من اجل إسقاط حكومة الخرطوم. وبحسب مراقبين فإن مقتل خليل سيعطى الفرصة للدول الغربية المعادية للسودان لسد الفراغ الذى خلفه الرجل الذى لم يتمتع بعلاقات حميمة معها فهو إسلامي قح، مع الأخذ فى الإعتبار ان الولاياتالمتحدة اكثر الدول تأثيراً فى توازنات المنطقة لا تقبل بما هو «إسلامي»، وإن تجاوبت معه فإن الأمر بحسب مهتمين لا يعدو كونه مجرد تكتيك أو إستراتيجية قصيرة المدى، ومؤتمر حسكنيتة خير دليل وان بدأت اسئلة منطقية وفوز مناوى وإبعاد خليل ومحاولة إقناع عبدالواحد بالدخول كطرف ثانِ فى إتفاقية ابوجا والتى يرى الكثيرون أنها فصلت من قبل الولايات?المتحدةالأمريكية. ويرى المختص فى الشأن الدارفورى المحلل السياسى عبدالله ادم خاطر ان الدول الغربية بصورة عامة لم تعد فى حاجة للضغط بالكروت الإسلامية او المتشددين الإسلامين خاصة بعد إنهيار القاعدة والنظم الشمولية فى العالم العربى والإسلامى وتابع اذا كان هناك تقييم لخليل من قبل الغرب فإنه ليس من باب العملية السلمية فقد كان ينظر إليه من باب المجموعات التى وقعت والتى لا تستطيع تحقيق الأهداف والمخططات التى تتوافق مع مصالحها، وقال خاطر ل «الصحافة» أشك ان خليل كان يتلقى اى دعم من العالم الغربى خارج إطار العون الإنسانى الطبيعى الذى?يجده أى طرف فى قضية يناضل من أجلها، وفى بحث الغرب عن بديل جديد لسد الفراغ الذى خلفه مقتل خليل إستبعد خاطر هذه الخطوة وقال أعتقد ان البديل الحقيقى للدول الغربية فى السودان هو المؤتمر الوطنى نفسه اذا حسن من سلوكه السياسى وقبل مبدأ الديموقراطية والتداول السلمى للسلطة وهو الخيار الذى يبحث عنه الغرب لإستقرار المنطقة لتحقيق مصالحه. وعن بُعد خليل عن الدول الغربية ومصالحها يقول المحلل السياسى صديق تاور ل «الصحافة» ان الطريقة التى قتل بها خليل ابراهيم هى طريقة متقدمة لم تكتمل فى عراك فى ارض المعركة وانما تمت بقصف جوى دقيق وليس مستبعداً ان تكون خلفها ايادٍ خفية لأطراف دولية بالتنسيق مع الحكومة السودانية فى إشارة الى حلف الناتو وعلاقته الوثيقة بثوار ليبيا الذين تربطهم صلات قوية ودعم متبادل مع الحكومة السودانية خاصة وانه تردد ان خليل بعودته الى دارفور خرجت معه مجموعة من القوات الليبية التابعة للرئيس المقتول معمر القذافى الممول الرئيس لحرك? العدل والمساواة والذى إحتضن خليل حتى لحظاته الأخيرة، واضاف انها اقرب ايضاً الى مقتل جورج اطور والذي تم ايضاً عن طريق ايادٍ خفية واجنبية، واوضح خاطر «الدول الغربية من السهل ان تصنع بديلاً فى الإقليم من اية حركة مسلحة لزعزعة الإستقرار فى دارفور خاصة وانه يحوى اكثر من (40) حركة حاملة للسلاح وسهل إستقطابها، وتابع ان المهم ليس مقتل خليل وانما الدوافع والاسباب التى تدفع بحمل السلاح ضد الدولة ومحاربة الحكومة التى تتعامل مع القضية من ناحية أمنية فقط بعيداً من النواحى السياسية. وإستبعد المحلل السياسى حسن الساعورى بحث الدول الغربية عن بديل جديد لخليل ابراهيم من داخل حركة العدل والمساواة، وارجع ذلك الى عدم وجود الرجل المناسب والمؤثر داخل الحركة فى الوقت الحالى، وقال فى حديثة ل «الصحافة» كان واضحاً للجميع ان خليل ابراهيم كان «الكل فى الكل» والمؤسس والقائد الأول فى الحركة ويمثل كل مؤسساتها بجانب انه إستعان بأفراد اسرته واخوانه فى إدارة المهام، وتابع ان غياب المؤسسية فى حركة العدل والمساواة وضعف هياكلها يصعبان من إختيار بديل يمكن التعامل والتعاون معه من قبل الدول الغربية التى لها مصا?ح فى دارفور، وقال الساعورى ان فرنسا هى أكثر الدول الغربية مصلحة فى غياب خليل من ارض المعركة لإرتباط اهدافها ومراميها بحليفها عبدالواحد محمد نور، والذى سيجد مساحة أكثر بعد مقتل خليل صاحب اكثر الحركات نفوذاً فى الميدان والقوة العسكرية.