عرفت حركة العدل والمساواة السودانية المسلحة بأنها اكثر الحركات السودانية بدارفور شهرة، وبانها الحركة الاكثر تنظيما والاقوى تسليحا والاكبر حجما ولكن يبدو ان الادلة اثبتت ايضا انها الحركة الاكثر مغامرة بقيادتها والاقل تأمينا لها، فمن خلال المسيرة التاريخية لحركة العدل والمساواة نجد ان كثيرا من قياداتها وقعوا فريسة سهلة في ايدي خصومهم، وكل ذلك حدث بحسب خبراء عسكريين ومحللين سياسيين نتيجة لعدم وضع خطط تأمينية لهم ولعدم اخذ الحيطة والحذر اللازمين لمنع تكرار الاخطاء الامنية التي عصفت بقادتها. علي سبيل المثال لا الحصر قتل القائد جمالي حسن جلال الدين نائب رئيس الحركة في عملية الذراع الطويلة في ام درمان عن طريق اخطاء في طريقة توفير الحماية له، وأُسر رئيس جهاز استخباراتها عبدالعزيز نور عشر الاخ غير الشقيق للراحل خليل ابراهيم في ذات العملية مع نائب الرئيس الحركة محمد بحر حمدين، ولاحقا وقع نائب الرئيس ابراهيم الماظ دينق واخرون في فك الاسر نتيجة اخطاء تأمينية. كل هذه الاخطاء وحالات الاختراق المتكررة لمرات عدة وقعت لان الحركة لم تستطع معالجة الخلل في جسمها التنظيمي حتى تتفادي مثل هذه الاخطاء الي ان بلغ الاختراق والاهمال اعلي هرم تنظيمي في الحركة وتم تصفية رئيسها وقائدها بغارة جوية في منطقة ام قوزين وهو ممسك بجهاز هاتف الثريا يتحدث مع جهات، علي الرغم من ان الفقيد نفسه يعلم مدي سهولة الاختراق بواسطة مكالمات جهاز الثريا المخترقة، ولكن يبدو ان الحركة لم تتعظ من هذه الاخطاء القاتلة حتى جاءها السهم في النحر هذه المرة، ويقول اللواء «م» محمد العباس الامين استاذ الدرا?ات الاستراتيجية بجامعة الزعيم الازهري ان سقوط قيادات حركة العدل والمساواة في ايدي خصومهم يرجع لامرين: الاول، هو ان قيادات حركة العدل والمساواة وغيرها من الحركات مازالت تعتمد علي عناصر« الفراسة والشهامة السودانية» المعروفة عند عامة السودانيين لحسم معاركهم دون النظر الي التطورالهائل الذي حدث في تكنلوجيا المعلومات والاتصالات، و يقول العباس في حديثه ل» الصحافة» عبر الهاتف ان الاعتماد علي الفراسة و الشهامة مطلوب في المواجهة وعند القتال ولكن ان تدخل فيها بكل قيادتك فهذا نوع من اللامبالاة والاهمال، ويقول ان من?وبي الحركات ينسون أنهم مراقبون من خصومهم بقصد اختراقهم . السبب الثاني كما يقول العباس هو ان معظم حركات دارفور تعتمد في تأمين قياداتها علي ذوي القربى والانتماء القبلي لحماية القيادات دون الاعتماد على الكفاءة، مشيرا الى ان هذه النظرة التقليدية سهلت الاختراق وصولا الي القيادة ، منبها الى ان هذا ما حدث بالضبط للدكتور خليل ابراهيم ابان وجوده في ليبيا فقد تم اختراق تأمينه بواسطة احد اقاربه حيث تم دس السم له في طعامه في اشارة منه الي ابن خالته الذي يدعي «عز الدين يوسف بجي» الذي كاد ان يتسبب في موته بسبب ذلك، ويقول العباس ان اغلب الاختراقات في حركات دارفور تتم عن طريق?الاقارب ولم يستبعد ان يكون خليل ابراهيم تم اختراق تأمينه بواسطة شخص هو الاقرب اليه او بواسطة مخابرات دولة اخري تعمل لصالح جهات يمكن ان تكون محلية او عالمية تري ان ازاحة خليل ابراهيم فيها مصلحة ما لديها. ثم يتحدث العباس عن ان الاغتيالات والتصفيات الجسدية ليست من شيم الشعب السوداني مستشهدا بالرئيس الراحل المشير جعفر محمد نميري يوم ان كان في سدة الحكم ودخلت البلاد في فترة ما في أزمة سياسية ، حيث اقترح عليه بعض قادة حزبه النافذين تصفية رموز القوى السياسية المعارضة له فرفض وحينما الحوا جمع اصحاب المقترح وقال لهم «لو تاني طرحتم علي هذا ساجمعكم مرة اخري وفي مواجهتهم ساحكي للمستهدفين مقترحكم هذا»، ويؤكد العباس على ان السبيل الوحيد للخروج بالسودان من هذه الأزمة هو ممارسة الديمقراطية واتاحة المشاركة الحقيقية لك? القوى السياسية في البلاد في السلطة وبناء قوات مسلحة سودانية قومية تدافع عن سيادة البلاد وعزتها ، ودعا الحكومة والحركات المسلحة لوضع حد للأزمة السودانية بدلا عن مفاقمتها بالاغتيالات . من جهته يعتبر العقيد امن «م» الدكتور الامين عبد الرازق والقيادي البارز بحزب المؤتمر الشعبي يعتبر ان واقعة مقتل الدكتور خليل حدثت نتيجة اختراق تم لاجهزة حركة العدل والمساواة بواسطة اجهزة أمنية محلية ودولية ونتيجة لتطور هذه الاجهزة الذي جعل من السهل اختراق اجهزة مثل اجهزة حركة العدل والمساواة لانها اجهزة تقليدية في مواجهة جهاز امن دولة لها علاقات استراتيجية امنية مع كثير من اجهزة الاستخبارات دول الجوار الاقليمية و العالم. وتوقع عبد الرازق ان تكون دول اقليمية وعالمية متورطة في مقتل خليل ابراهيم دول لها مصل?ة مع النظام الحاكم في السودان وتريده ان يستمر في حكمه لان دخول حركة العدل والمساواة الى امدرمان في العام «2008» مثل اختراقا أمنيا كبيرا لاجهزة الاستخبارات السودانية، مشيرا الى ان خليل بات يشكل مصدر قلق لحكومة الخرطوم التي يتزعمها حزب المؤتمر الوطني، مبينا ان اختراق حركة العدل ربما يكون تم عبر واحد من احتمالين: الأول، الاختراق عبر الشخصيات الدنيا في الحركة بمصادر تم زرعها في الحركة في دارفور عبر واحد من ضعاف النفوس من اقارب زعامات الحركة، الثاني، بواسطة افراد في القيادات الوسيطة يتبعون الي اجهزة استخبارات ?لدول التي اتهمت باصابة الهدف بعناية فائقة تفوق مقدرة وكفاءة سلاح الجوي السوداني، مشيرا الى ان خليل وبعد خروجه من ليبيا اصبح رقما يحسب له حساب ودخل دائرة الاهتمام الاقليمي والدولي وبات الكل يخشاه.