عبرت منسقة العمل الإنساني وممثلة الأممالمتحدة في دولة جنوب السودان ليز جراند ، عن عميق قلقها إزاء العنف والاقتتال القبلي الجاري في ولاية جونقلي في الجنوب. وقالت جراند، في بيان لها، إن الاقتتال الذي جري في ولاية جونقلي خلال الأسبوع المنتهي قد خلف قرى عديدة محروقة، وشرد الآلاف من المدنيين دون غذاء ولا ماء يهيمون في الغابات. وأضاف البيان ،انه رغم أن فرقا قد تحركت لمناطق النزاع، إلا أن هذه المنظمات اضطرت لتعليق نشاطها إزاء التدهور الأمني الذي تشهده المنطقة الآن، موضحاً أن ممثلي المنظمات الإنسانية قد أشاروا إلي نزوح عشرات الآلاف من المواطنين من مناطق «لكنقول والبيبور» وأنهم تجمعوا الآن جنوب مدينة «البيبور» تحت الاشجار وفي العراء. وأشار إلى أن الصراع يدور بين قبيلتي «النوير والمورلي» في ولاية جونقلي، وأن هذا الصراع قد اندلع أول إبريل ثم يونيو وأغسطس وعاد ليشتعل مرة أخرى الأسبوع المنصرم بين المجموعتين. وعبرت ممثلة الأممالمتحدة عن قلقها قائلة «إن ما يزعج هو أن هجوما واحدا يقود الي هجوم مضاد وهكذا في دوامة متصلة». الى ذلك نقلت الأممالمتحدة كتيبة من القوات المقاتلة إلى بلدة البيبور لمنع هجوم تشنه قبائل النوير على المنطقة التي تسكنها قبيلة منافسة. وجاء تحرّك القوات الدولية بعد فرار عشرات الآلاف من قبائل المورلي المنافسة خشية شن النوير هجوماً على البلدة. وأوقعت اشتباكات إثنية في ولاية جونغلي نحو ألف قتيل في الشهور الأخيرة، وكانت تندلع عادة إثر غارات على المواشي تشنها قبائل متنافسة. ومعظم الضحايا كانوا من النساء والأطفال، بحسب ما أوردت هيئة الإذاعة البريطانية على موقعها على شبكة الإنترنت. وقال مراسل ل »بي بي سي« في تقرير من نيروبي إن قرابة ستة آلاف مسلح من مجموعة النوير كانوا يزحفون أمس عبر ولاية جونغلي ويحرقون المنازل وينهبون المواشي عبر المناطق التي يمرون بها. وأضاف أن مسلحي النوير أحرقوا في وقت سابق هذا الأسبوع بلدة بأكملها، مشيراً إلى وقوع عشرات الضحايا من الطرفين.