تصريحات هنا وهناك كادت أن تتجه بولاية شمال دارفور لأزمة جديدة، حيث سادت اجواء مشحونة عقب زيارة وفد حركة التحرير والعدالة الرئاسي الى ولايات دارفور الخمس ورشحت انباء عن مفاصلة في الطريق بين السلطة الانتقالية وولاة ولايات دارفور، فضلا عن ان الولاية بها العديد من القضايا التي تجعلها دائما في موضع السؤال، انتهزنا فرصة مشاركتنا في ملتقى الاعلام الذي استضافته الفاشر قبل ايام وجلسنا الى واليها المثير للجدل عثمان محمد يوسف كبر فاجاب على اسئلتنا بوضوح عرف به وقال ان كثيراً من المشاكل سببها الذين ظلوا يصبون الزيت عل? النار جازما بأنه لا يضع أى عراقيل امام ما يصلح اهل دارفور/ فالى ما دار بيننا: { دعنا نبدأ معك من هذه التظاهرة المتمثلة في ملتقى الإعلام بالفاشر، ما دواعيها واهدافها ؟ - ليس هناك عمل بدون هدف! وتتمثل أهدافنا من التظاهرة فى توسيع قاعدة المشاركة للخروج بأفكار ورؤى تواكب متطلبات الإعلام وتطلعات الإعلاميين فى المرحلة المقبلة من عمر الجمهورية الثانية بعد إنفصال الجنوب وتشكيل حكومة القاعدة العريضة ، وكذلك لإثبات مقدرة الولايات سيما شمال دارفور على إستضافة ملتقيات قومية مماثلة وتأكيد مساهمتها فى ترقية وتطور العمل الإعلامى بجانب مساهمتها فى الدخل القومى من المنتجات والموارد البشرية ،كما هدفنا لتقديم شمال دارفور للعالم فى شكلها وأمنها وخدماتها وإنسانها عبر وسائل الإعلام المختلف? ،ليذهب النائب الأول لرئيس الجمهورية للأصقاع البعيدة متنقلا من مكان لآخر مخاطبا ثلاثة لقاءات جماهيرية وقد نقلتها وسائل الإعلام على الهواء مباشرة ،وكذلك الإجابة من واقع الأرض على التساؤلات التى ظلت تدور فى أذهان البعض ،ودحض الشائعات والإدعاءات التى أصبحت تروج أن الأوضاع الأمنية بالولاية غير مستقرة! ،توجد سياسة ولا توجد خدمات ولا تنمية !وإن وجدت لا تتعدى الفاشر!،جفوة بين القيادة والقاعدة !أما الهدف السامى هو محو الصورة الذهنية السيئة التى كانت نتاجا لحملة إعلامية عالمية بذات النهج فأدت لتشويه سمعة السودان من?الفاشر عام 2003 قصدنا له تظاهرة إعلامية سودانية لتقديم شمال دارفور للعالم وهى ترتدى ثوب العافية وهى تودع العام 2011 وتستقبل 2012 . { كيف نتج هذا التنسيق والتوافق بينكم واليونميد ؟ -للإستقرار الإدارى منذ أن تم تكليفنا فى العام 2003 ظللنا نعمل بتعاون وتنسيق جيد مماخلق نوعاً من تعزيز الثقة بيننا والمنظمات العاملة وإنجاح برامجها مع محافظتنا على هويتنا الوطنية . { ظلت معسكرات النازحين تسبب هاجسا للدولة كيف تكونت وكيف تديرون العمل فيها ومتى تنتهى هذه المشكلة نهائيا ؟ -أولا عندما بدأت المعسكرات عام 2003 لم تبدأ برؤية دائمة بل كانت عملا طارئا ،وما يحمد أن هؤلاء النازحين جاءوا ونزحوا للمناطق التى تسيطر عليها الحكومة، تحت هذه الظروف نشأ معسكر أبو شوك بتفاهم مشترك بين الحكومة والمنظمات الطوعية ،وكنا نقدم خدماتنا لهم ،حتى إنفجرت الأوضاع بها عقب توقيع إتفاق أبوجا وإتساع دائرة الخلاف التى أدت لإنشقاق حركة تحرير السودان بين مناوى وعبد الواحد ،وبالتالى أدى ذلك لإحداث إضطرابات وإنقسام من هم بداخل المعسكرات مابين أنصار كل فريق، إلا أن الحكومة إستخدمت الحكمة وسياسة ضبط النفس والتى ?الت دون مواجهات فوفرنا الحماية الكاملة لمظاهراتهم من الإنفلات ثم قمنا بإطلاق سراح المعتقلين الذين تم إعتقالهم تحفظا ،وقدمنا لهم كل ما يلزم من سند وعون من علاج وخدمات سيما العلاجية التى إستدعت تحويل بعضهم للخرطوم على نفقة حكومة الولاية فاستطعنا بناء علاقة جيدة مع النازحين وتعزيز الثقة المتبادلة لدرجة أن الحكومة تتدخل كوسيط بين المنظمات والنازحين ،والآن إستطيع أن أقول متى ما أردنا عقد لقاء جماهيري بداخل أى من المعسكرات سوف تكون النتيجة لا تقل نجاحا عن لقاء جماهيرى بالفاشر ولله الحمد . { لماذا تناقص دعم المنظمات للنازحين وما هى خطتكم لمعالجة نقص الغذاء ؟ - نعم لقد تناقص دعم المنظمات وقد يصبح وجودها رمزيا ربما لتراجع قضية دارفور فوق سطح الأحداث العالمية ،فكان من الطبيعى ان نسد هذه (الفرقة) إلا أننا لا نملك المعونات الكافية كما أن الولاية نفسها تعانى نقصا فى الغذاء ولذلك يصعب علينا التدخل فى هذ الوقت ولكننا قطعا سنتدخل لتدارك الإحتياجات الفعلية عقب فبراير ومارس ،وقد إتفقنا مع البنك الزراعى لتوفير مخزون إستراتيجى عاجل بالولاية . { هل يعنى ذلك أن الولاية تعانى فجوة غذائية ؟ -لا أستطيع أن أقول ذلك الآن إلا أننا نعانى نقصا فى الغذاء فى بعض المناطق . { لماذا فشلت العودة الطوعية ؟ -لا العودة الطوعية لم تفشل ولكن لا أعتقد بأن يعود كل النازحين إلى مناطقهم حيث أتوا ،ولكننا نتوقع أن يعود 30% منهم وربما تتطلب جهود إضافية ،معسكر المويلح بالخرطوم خير مثال ، فالعودة ترتبط بمتطلبات أساسية للنازحين لإزالة أسباب النزوح توفير الأمن وتأمين المناطق ،خدمات أساسية من مياه وتعليم وصحة ومعينات أخرى وجبر الضرر ويتطلب جهودا إضافية . تشكك وجدل مازال يدور حول الدوحة هل أنت مقتنع بأنها تحل قضية دارفور؟ - إن قلنا إن الدوحة ستحل كل قضايا دارفور نكون غير واقعيين وإن قلنا إن وجود أى مسلح خارج الإتفاقية لا يشكل تهديدا أيضا نكون غير واقعيين بل نخدع أنفسنا ، فلو أن طلقة واحدة خرجت من المجموعة التى تحمل السلاح ستشكل تهديدا ،ونستطيع أن نقول إن أى أشخاص خارج الإتفاقية عقبة أمام الجميع . { هل معنى ذلك أن الدوحة خطوة فى إطار الحل ولكن تواجهها بعض التحديات ؟ - نعم تواجهها تحديات إستيعاب المجموعة خارج الإتفاقية ،ولكنها خطوة كبيرة تضيف للواقع فى دارفور فى مسارين ،إذ هى مدعومة من قطر عبر بنك قطر وبنك دارفور للتنمية ويمكن لها أن تحقق التنمية والخدمات وهى المشكلة الأساسية ،كما تهيئ أماكن العودة وتوفر المعينات اللازمة للعودة الطوعية . { من أين ينبع التخوف المتبادل لوالى شمال دارفور والموقعين على الدوحة ولماذا ؟ - أولا أؤكد عبر (الصحافة) للتحرير والعدالة وللذين ظلوا يصبوا الزيت على النار أنا لا أضع أى عراقيل ،ولم تكن لدى مساعى لإفشال الإتفاقية ،بل العكس أنا أكثر الناس حرصا على إنجاح إتفاقية الدوحة كما أؤمن تماما أن أى حل يحقق السلام أرخص من أية نتيجة للحرب وأرخص من السلام نفسه ،فلا شك أن دارفور محتاجة للسلام ،وأؤكد أيضا أن ملاحظاتى حول بعض الجوانب لا تعنى رفضى للإتفاقية بل هو تلمس الطريق بحثا عن سبل النجاح وتدارك مواطن الخلل وهى بمثابة حرص على الإتفاقية وليس تفريطا فيها ، وما بينى والدكتور/السيسى (عسل على لبن) كما?بيننا إتصال جيد ومع كافة القيادات فى التحرير والعدالة ، ولم ألمس أى نوع من التذمر ،أما الذين يمشون بالدسائس بيننا هم أعداء الإتفاقية ويحاولون الوقوع بيننا والسيسى ،ولذلك نؤكد مجدداً أى حل يحقق السلام فى دارفور أرخص من السلام . { وإن إستدعى ذهاب كبر من منصبه ؟ -أقولها بكل صراحة أى ثمن أو فاتورة تحقق السلام فى دارفور أنا مستعد له ،مش موقعى (منصب الوالى) بل إن طال ذلك رقبتى سوف أفدى بها السلام ! { ما هى حقائق ملابسات سجن شالا ؟ -أولا نؤكد بأن الأحداث التى حدثت بسجن شالا قد إنتهت تماما بمبادرة من السجناء أنفسهم وإعتذروا عما بدر منهم وقيدوا أنفسهم بداخل السجن وتم ترحيل المشاغبين منهم للخرطوم برضائهم التام والآن إنتظمت عمليات تأهيل السجن . { ولكن هنالك إتهام للحكومة بالتسبب فى إشتعال الأزمة ماهى حقيقتها ؟ - نؤكد بأن الحكومة بالولاية لن تتدخل إطلاقا فى أى أعمال قانونية وعدلية وأنا لمأعلم بهذه الأحداث إلا بعد إندلاعها بسبب تنفيذ أحكام بالإعدام . {ولكن المجموعة التى تمت محاكمتها هم أسرى حرب ؟ - أولا أن المجموعة التى أثارت الشغب لم تكن تلك المجموعة التى يتحدث عنها الناس (هم تلك المجموعة التى تنتمى للعدل والمساواة وتمت محاكمتها أخيرا ) ،بل هى مجموعة تمت محاكمتها قبل أكثر من ستة أشهر قد إستنفذت حقها فى الإستئناف من المحكمة الدستورية مرورا بالمحكمة العليا وصدر التنفيذ فى حقها بالإعدام عبر الجهاز القضائى بأمر إدارة السجن مباشرة . { إذا أين المشكلة ؟ -المشكلة تكمن فى كيفية التبليغ بالحكم ، عندما جاء المسؤولون عن السجن لتبليغ المجموعة بحكم الإعدام ،كان من الطبيعى وكرد فعل أن يحصل ذلك ،فثاروا إلا أننا تدخلنا وأصدرنا توجيهات بعدم إستخدام أى نوع من الذخيرة وتركناهم لمدة ثلاثة أيام ،إلا أن هنالك مجموعة كسرت السجن وحاولت الهروب ودخلوا فى عراك مع الحرص فمات أحد السجناء ،وتصاعدت حدة التذمر إلا أنهم أخيرا إعتذروا ،وكان من الواضح أن الأعداد كانت كبيرة جدا بسجن شالا ،وهى تتمتع بممارسة حريتها ومرونة فى التعامل ،إذ يقوم السجناء بإعداد طعامهم بأنفسهم ويمتلكون بعض ال?دوات التى يستخدمونها فى إعداد الطعام ويمارسون حياتهم فى السكن وإعداد الطعام وإستخدام وسائل الإتصالات ،إلا أننا نؤكد مجددا أن الوالى لن يتدخل فى مسألة القوانين .. { ماذا عن حقول العطرون بالولاية ؟ -الحمد لله عادت حقول العطرون ضمن ميزانية الولاية منذ نهاية شهر رمضان الماضى وقد كان يساهم ب 29% من ميزانيتها حتى العام 2003 إلا أنه خرج للظروف الأمنية بالولاية ،وقد قمنا بزيارة ووضعنا الترتيبات اللازمة من موظفين وخطط ولدينا خطة لتطوير حقول العطرون ويعتبر من أهم مدخرات الولاية ويمكن أن يساهم لوحده ب 50% من ميزانية الولاية ،إلا أن هنالك بعض التحديات التى تواجه إستغلالنا الأمثل للعطرون تتمثل فى التحديات الأمنية ،بعد المسافة وتوفر الخدمات إلا أننا سوف نسعى لتذليل كافة العقبات وتطوير حقول وصناعة العطرون حتى ?صبح مورد الولاية الأول ،إلا أن الولاية حباها الله بعدة ثروات مائية (10) من الوديان وأراضى زراعية ، ومعدنية تتمثل فى البترول والفحم الحديد والزنك والرصاص والكروم واليورانيوم والفيرميكولايت والحجر الجيرى والطباشير والرخام والكاولين والبوكسايت والرماد البركانى والجرانيت والكايكا والرمال البيضاء والكثير من المعادن الأخرى ولنا دراسات متقدمة . { هل من رسالة لأهل دارفور ؟ - نعم عدة رسائل ومناشدات الأولى نرسلها عبر (الصحافة) لأبناء دارفور الذين ظلوا فى موقع المتفرج (معارضون أو موالون) الواجب يفرض عليهم دوراً تجاه خدمة أهاليهم فى التنمية وتقديم الخدمات ،نحن نرحب بأية نصيحة أو مقترحات أو آراء تساهم فى تنمية وتطوير وإستقرار المنطقة على نهج سماحة أهل دارفور(رأي صواب يحتمل الخطأ ورأي أخى خطأ يحتمل الصواب) ،أما الثانية لإخوانى حملة السلاح ليست هنالك مساحة بعد الآن للحرب فأهلنا ليسوا على إستعداد للحرب فقد ملوها وفقدوا كل حاجة ولجأوا للسلام ،ونقولها بكل صراحة لا تجعلوا أهاليكم وقود? للحرب كما لا تجعلوا أرضهم مسرحا لمعركة وكل شئ يفوت حده ينقلب لضده كفاية حرب كفاية إقتتال !كفاية خراب! كفاية دمار! ولذلك دعوتنا لأخينا خليل ومناوى وعبد الواحد ولكل من يحمل السلاح هلموا إلى كلمة سواء فالبلد تسعنا جميعا ونحن على إستعداد للتعاون . { كبر متهم بالدكتاتورية وحكومته من الشباب لسهولة السيطرة عليهم وإحكام القبضة بماذا تردون ؟ - لو عملناها من الشباب يقولوا أردنا السيطرة عليهم ولو عملناهم من الكبار يقولوا أقصينا الشباب ! حكومتنا مزيج للإستفادة من خبرة الكبار وقدرة الشباب لخلق كادر متجانس يستطيع أن يتحمل المسؤولية ،فالشباب لديه سرعة وقدرة التحرك فى أصقاع الولاية الممتدة لمساحة (296) كلم وتعادل 57% من مساحة دارفور من الولاية الشمالية شمالا وليبيا من الشمال الغربى وتشاد من الغرب وغرب دارفور من الجنوب الغربى وجنوب دارفور من الجنوب وشمال كردفان فى الشرق . { متى تشكيل حكومتكم ؟ - نحن فى إنتظار ترشيحات الحركات المسلحة والأحزاب المشاركة وسوف نشرع فى تشكيلها حالما يتيسر لنا ذلك . { هل سيشمل التشكيل أحزاباً فى المعارضة ومتى يتم ذلك ؟ - لدينا هنا تعاون جيد مع كل الأحزاب سيما الشعبى والأمة ولا مانع لدينا من إشراكهم فى الحكومة إذا أبدوا موافقتهم، وكذلك أى حزب آخر حتى لوكان خارج إطار شراكة المركز أما موعد تشكيلها سوف يكون قريبا جدا بإذن الله .