تحتفل البلاد بأعياد الاستقلال المجيد والتى تتزامن مع الاحتفال برأس السنة (2012) الا ان البادي الى العيان فى الشارع العام ان الروح الاحتفالية الوطنية بعيدة فى هذا اليوم المجيد عن الشباب والطلاب، فالواقع الماثل كما اثبتت جولة (الصحافة) هو احتفال الطلاب والشباب بمقدم السنة الجديدة. وربما يعود ذلك حسب تفسيراتهم التي قدموها للوقائع التى تلقي بظلالها على هذه الشريحة التى تمثل الحاضر وكل المستقبل، فالكثير من الشباب والطلاب يقول ان الظروف الاقتصادية والحالة التى تمر بها البلاد بعد انفصال الجنوب، والمناوشات التي ت?ري هنا وهناك جعلت شريحة الشباب بعيدة عن هذه الاحتفالية الوطنية التي تعم البلاد. «الصحافة» جالت فى اواسط تجمعات الشباب، واستمعت اليهم فماذا قالوا. الطالب خالد عبد الرحمن حسين الذي يدرس بكلية الدراسات العليا اشار الى ان الاحتفال بالاستقلال في الماضي كان له نكهة وطعم خاص الا ان الظروف الاقتصادية والاحداث التي تمر بها البلاد من انفصال والمشاكل التي طرأت على البلاد مؤخرا في النيل الازرق ودارفور وغيرها بدل طعم الاحتفال، وقال حسين ان طلاب الجامعات بعيدون عن الاحتفال، وكذلك جامعاتهم فلا توجد برامج وكرنفالات توحي بالاحتفال بهذه المناسبة، واشار ان بالماضي كانت كل ولاية تهتم عبر طلابها باظهار تراثها وطقوسها التي تختلف عن الولايات الاخرى، مضيفا ان الضغوط الم?يشية التي تمر بها البلاد صرفت المواطنين عن التفكير في الاحتفال، واضاف خالد ان الاحتفالات التي تتم الآن داخل الجامعات بعيده كل البعد عن الوطنية وانما هي احتفالات برأس السنة. والتقت الصحافة بمجموعة من الطلاب تضم (قسم الله بابكر - صفوان يوسف _ خالد يونس ) والذين اكدوا ايضا ان الاحتفال بعيد الاستقلال غائب داخل الجامعات وعن اذهان الطلاب حتى، وان الطلاب في هذه الفترة من العام يكونون في حالة تأهب للاحتفال برأس السنة الجديدة، بعيدا عن الاستقلال، مشيرين» في الجامعات الآن لايوجد حس وطني ويوجد من الطلاب من ليس له ثقافة والمام بتاريخ الاستقلال من داخل البرلمان» وقالوا» الجيل الجديد بعيد عن الوطنية وقريب من العولمة،مؤكدين انهم كمجموعة يستعدون حاليا للاحتفال برأس السنة، وانهم كشباب يفضلون?الذهاب الى الحدائق والحفلات في الصالات الفارهة بدلا من المتاحف او المعارض التاريخية. وابدت احدى الطالبات دهشتها من تساؤلات الصحافة معللة ذلك بانها لا تمتلك المعرفة الكافية بالاستقلال، وانها تهتم الآن بالاحتفال برأس السنة الجديدة وتجهيزاتها،مؤكدة ان الضعوط الاقتصادية التى تمر بها البلاد اسهمت فى ابتعاد المواطنين والطلاب من تذوق طعم الاحتفال، بخاصة وان المناهج الدراسية لم تقدم للطلاب لمحات من تاريخنا .اما على صعيد المواطنين فهناك من يحتفل بها وآخر من يتجاهل هذه الذكرى تماما ويهتم ب»الترويس والترويح» عن نفسه بدلا من الاستماع لسرد تاريخي ممل ومتكرر، ويقول المهندس محمد موسى (للصحافة ) انه يحتفل بعيد الاستقلال احتفالاً ذاتياً وانه يجهل كل الطقوس التي يتبعها الآخرون للاحتفال برأس السنة، ويوضح موسى انه يحتفل بالاستقلال من داخل المنزل، وذلك بمتابعة القنوات المختلفة التي تقدم سردا لتاريخ السودان حتى تنقضى ساعات الليل، وانه يفضل ان يستمع للاغنية التي كتبها الشاعر والتى تقول (اليوم نرفع راية استقلالنا ويسطر?التاريخ مولد شعبنا )،واشار المهندس موسى الى ان الحس الوطنى عند الشباب ضعيف جدا، مبررا ذلك بان الوطنية سلوك عام يبدأ من الممارسات الخاطئة مثل وضع بقايا الاكل على الطرقات،وغيرها من الكثير من الممارسات التى تحدد مدى وطنية الشخص، من عدمها. اما الموظفة زينب الفاضل فلا تحبذ الاحتفالات ولكنها تقول انها تزداد فخرا مع كل عام يطل على السودان وهو محرر من دنس الانجليز، وتشير الى ان الاحتفال عندها بمثل هذا اليوم غير ظاهر أو معلن، وانما احتفال داخلى، لان فى مثل هذا اليوم استقلت البلاد، وتحبذ زينب ايضا زيارة الاماكن التى تدخل فى النفس الفخر والاعتزاز برجال افنوا شبابهم وكرسوا جهودهم حتى يعيش السودان فى امن تام، ومن تلك الاماكن المتاحف والاماكن التاريخية مثل حوش الخليفة وغيرها من المعالم مثل بيت الزعيم الأزهري.