هذه هي تمنياتنا لأهلنا الطيبين في كافة ربوع السودان ، للملايين من البسطاء الذين ظلوا يقاسون كل عام ويزدادون فقراً كلما إزداد المفسدون في الارض غنىً وتجبراً، كل عام والسودان بلا فساد وذلك لأن الله لا يحب الفساد ولا المفسدين ولأنهم يخلفون وراءهم فوضى وخراباً كبيراً فيهدمون بيوتاً كان عمادها الشرف والاخلاق الفاضلة فتنحرف بسبب الفقر والمسغبة لتنقلب الى وحوش وذئاب وكائنات لا تعرف الخير ابداً وتموت الفضيلة على ابواب المرابين والمتقربين من السلاطين وتصبح القاعدة هي ( الحياة للأقوى والأرذل ) ، كل عام وانتم بخير اي?ا الصابرون على أذى المؤذين وهم يتطاولون عليكم بالقول والهتافات والبنيان وانتم تضربون كفاً بكف وترددون سبحان الله سبحان من رفع السماء بلا عمد ومهد للكافرين تمهيدا وجعلهم في الظاهر فوق الذين آمنوا والذين آمنوا فوقهم يوم القيامة ان الله لا يخلف الميعاد . ان ما أخر بلادنا وجعلها في ذيل قائمة الدولة المتقدمة وعلى رأس قائمة الدول الاكثر فساداً ونزاعاتٍ وحروباً أهلية وفتناً وإحناً وفوبيا قبلية ، نعم ان الفساد هو عدونا اللدود وهو الذي جعل هذا البلد غير آمن بالمفهوم الكلي لمعنى الأمن وليس بالمفاهيم الامنية والتدابير السلطوية ، لقد وصف القرآن البلد الآمن في قوله تعالى :( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) النحل (112) ، ان العبرة والاعتبار تؤخذ من هذه الآية من خواتيمه? اي ( بما كانوا يصنعون ) اما الجوع والخوف فهما من بعض ثمار الحكم غير الراشد الذي يتعامى عن معالجة الازمات حتى يصحو على استحقاقاتها الحتمية وهل من تفسير للازمة الاقتصادية والمالية سوى تحقق الحكمة البالغة ( ما اغتنى غني الا بما افتقر به فقير ) ؟ انظروا الى اساليب الفساد المحمية ومخرجاتها لتدركوا انه لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم وانه لا مجال لتبادل العبارات الساذجة والتهاني بالعام الجديد ما لم يعلنها السودانيون اليوم وبصوت جهوري..كل عام والسودان بلا فساد . وحتى يكون الكلام واضحاً اكثر على الدولة السودانية او ما تبقى منها الفصل بين السلطات الحكومية والاجهزة الحزبية فالحزب يمكن ان يكون حاكماً اليوم وغداً يحتل مقعده في صفوف المعارضة وليس من العدل تمييع وتضييع مؤسسات الدولة السودانية الموروثة منذ الاستقلال لصالح المكاسب الحزبية وهذا الكلام واضح وضوح الشمس وما الازمة الاقتصادية الحالية الا نتاج عن تلك المزاوجة غير الشرعية ، يجب اغلاق الطرق التي تقود الى الفساد الممثلة في الشركات الحكومية وشبه الحكومية والشركات التي اسسها البعض بغرض تحويل مهمات المؤسسات الحكومية ?تصب في جيوب مؤسسيها وحملة الاسهم فيها وفي الغالب يكونون من المحيط الاسري الضيق ، ان الشعب السوداني اليوم يدفع من حر ماله لصالح استدامة غنى الفاسدين ولا يستطيع التمتع بالخدمات الاساسية كمواطن حر مالم يدفع لسماسرة السلطة واجسامها السرطانية القائمة على الوقوف بين المواطن وتلقي الخدمات الحكومية مباشرة ، لقد رأينا كيف صنع ذلك الفعل امبراطوريات مالية وجعل أرذل الخلق يتطاولون في البنيان ، يجب حل كافة الاجسام الوسيطة التي تحول بين المواطن السوداني وتلقي الخدمات الرسمية ولتكن البداية بمن يقفون حجر عثرة امام عباد ?لرحمن ، يجب ايقاف دور الوسيط الذي تقوم به وكالات السفر والسياحة لانها ببساطة وبالتضامن مع الجهات الرسمية تصعب الامور على ضيوف الرحمن من المعتمرين والحجاج وتجعلهم يدفعون اكثر واذا كانت تكلفة الحج والعمرة ،، أبعدوا الوكالات عن الاسترزاق في العبادات والغوا كافة القرارات السابقة واعيدوا للبنك المركزي هيبته واستردوا الاموال التي دفعها كضامن لبعض الجهات فهي اموال الشعب ونحن نعلم ان تفريطاً تم في هذا الخصوص ولدينا المستندات وابعدوا البنك المركزي عن القيام بدور البنوك التجارية واطلقوا يد المراجع العام بالتعاون مع?سلطات وزارة العدل في ايقاف ومقاضاة المتورطين في الاعتداءات على المال العام والمخربين للاقتصاد والمجنبين للحسابات والمستفيدين من صلة القربى والدم مع بعض المتنفذين فالسماء لا تأبه اذا سرق الشريف او الضعيف ولكنكم انتم من تتضررون وسيأتيكم الهلاك عاجلاً أم آجلاً ..نسأل الله السلامة .