حل ضيف مجهول بإحدى الفرقان في صمة(وسط) الخلاء في عصير هالك، فقام المضيف بواجب الضيافة ايما قيام حتى الذبيحة وعندما هم بالرقاد بعد انفضاض الناس من (الضرا) ارسل اليه شيخ الفريق ابنه الاكبر وهويحمل سلبة( حبل غليظ) .قال الابن للضيف : ( ابوي قال ليك نحن ما بنعرفك واحنا متوحدين في الخلاء ليس لنا جيران والساروق(لصوص) كتير ونحن اصحاب بهائم، عشان كده لازم نربطك للضمان). فرقد الضيف على قفاه مستسلما وتاجاه ( ربطه كما يلف احدهم التجاج وهو الحبل الذي ينسج منه العنقريب) . عندما حل ربطه عند الفجر لاداء الصلاة قام الضيف غاضبا مستنكرا وغادر ولم يسلم على احد ولم يصلِ !!. استنكر الابن هذا التصرف من ابيه( وهو راوي هذه القصة وهو مازال حيا -اطال الله عمره- لكن اباه قد مات منذ القرن الماضي) طلما ان الرجل ضيف والضيف و صى عليه النبي صلى الله عليه وسلم باكرامه ادناه عدم اغضابه. قال له ابوه : هذه وصية اجدادك ( زرّب وكلّب وخد حمروات العوين). زرّب اي اجعل لك زريبه ذات سور عالي تامين، كما يفعل اليهود في بنائهم الحصون قديما او الحيطان العالية حديثا ، لانه سيأتي زمان ينفرط فيه الامن. هذا يستدعي التحوضات والحذر( لانه محل تامن تخاف)اي بقدر توقع طمأنينتك يكون خوفك اي لا تأمن حتى من ظلك !! اي ان المجتمع يسوده الشك والريبة في كل شئ خلاف للعفوية التي تميز الشعب السوداني ، لذلك تولى الله امر الامن بنفسه في سورة قريش (الذي آمنهم من جوع وامنهم من خوف) ، الخوف غريزة مركوزة في فطرة كل حي حيوان او انسان وهي درجة من الحذر رغم انها صفة سالبة لذلك شيع ان بعض المقاتلين يتعاطون حبوباً و المسكرات التي تذهب الخوف من قلوبهم وتكسبهم شجاعة تمكنهم من اداء مهامهم دون تردد!!، هذا قوله زرّب أما قوله كلّب أي أسعى ( ربي ّالكلاب) من اجل الحراسة فهي بمثابة الانذار المبكر، كاحدى حلقات التأمين، فقد ورد ان نفر من البقارة قرروا زيارة احدى فرقان ام برروا ،عندما وصلوا الفريق سألهم مستغربا : انتوا سنوا؟ ردوا بانهم ضيفان قال: ضيفان !!عشرة ده كل ضيفان ؟؟!! عرب الله ما تخافوا!!! ثم سألهم مستفسرا: كيف عرفت فريق ؟؟!! قالوا : سمعنا نبيح الجريو(صغير الكلب) قال : يعني عرفتوا فريق من نبيح الجريو... وتنحنح(تحدث لنفسه بصوت منخفض) متوعدا بقوله: الجابكو يعشيكم ، اي الذي دلكم سيكون طعامكم في العشاء) فذبح الجريو، فاكل الضيوف حتى عندما هموا بالمغادرة اعطاهم مخلاة( جراب) ثقيلة و اردف قائلا : ده زوادة شيله(احمله) في الطريق. فتعجبوا من فرط كرم ام براراي!!!! بعد سيرهم مسافة فتحوا المخلاة فوجد بداخلها نيفة كلب بكوارعه!!! فقاموا محاولين التقيع والاستفراغ بجعل اصابعهم في حلاقيمهم ولكن دون جدوى..... شاعت وراجت تجارة الكلاب هذه الايام في السودان للاكل والزينة والحراسة الاولى زبائنها معروفون!! ،تحت تحت قيل ان بعض اناس سودانية شرعوا في تقلديهم بدعوى غياب النص المحرّم لاكل الكلاب!!!! وهذا تلوث للبيئة الثقافية مثل تلوث البيئة الحياتية منهم !!!!والمجموعة الثانية هي موظفو الاممالمتحدة اغلبهم من بعثة السودان الذين ارتبطت بهم مصالح كثير من العباد مما يشكل عبئاً ثقيلاً عند اقالتهم بعد ممارسة الاستفتاء حيث كساد ليس في سوق الكلاب فحسب بل سيعم سوق العقارات والمطاعم والوظائف التي تعتمد عليها عشرات الآلاف من الاسر وبضاعة اخرى لا تستحق الذكر اما المجموعة الثالثة ففيها حديث مدينة!!! اما قوله : وخد اي ( تزوج)حمورات العوين اي النساء الصفر(اذ انهم يخلطون بين الاحمر والاصفر) ذواتي الالوان الفاتحة كانه يتنبأ بان زماناً سيطل علينا يشيع فيه وسط الخطاب مقولة ( بقرة بني اسرائيل اي امرأة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ) فالآن تفشت وسط الفتيات حمى زلط الوجه، كل واحدة دايرة تبقي حمرة(اي صفراء) بالقوةّّّّ عشان تلقي ليها عريس او تحافظ على زوجها ونصبت عيادات وانتجت مستحضرات لذات الغرض!!! البياض مضاد له السواد Douglas H.Johnson في كتابه The Root Causes of Sudan Civil Wars الصادر في كل من اكسفورد عن دار James Curry وفي كمبالا Fountain Publishers وفي جامعة اندياناBloomington &Indianapolis ، وعن E.A.E.P. Nairobi في 2003 والكاتب يعد من اعظم المتخصصين في الشأن السوداني له العديد من الاصدارات فيه. حكم الكاتب على الصراع كله في السودان بانه بين السود (الزرقة في دارفور، النوبة في جنوب كردفان، الانقسنا في جنوب النيل الازرق ، البجة في شرق السودان، النوبيين في اقصي الشمال رغم بياض الوان كثير من بينهم) والعرب البيض قي الشمال والوسط . هذا التمييز اللوني صور الصراع بين الشمال والجنوب كانه صراع بين البيض والسود يماثل الصراع بين السود الافارقة والبيض في جنوب افريقيا مما حدا بجنوب افريقيا ان تهتم بشأن العلاقة بين هذه المجموعات العرقية الافريقية وتلك العربية البيضاءالوافدة المستعمرة كالفصل العنصري في ظنها . صدقت الحركة الشعبية هذا الطرح فأدخلت في احدى اناشيدها الثورية( انا العبد انا الأسود)، حتى رؤيتهم للحل تنبع من تجربتهم المعاشة وهي التعايش والاستصحاب لا الانفصال ودوامة الاحتراب كما يجري الآن في تيمور الشرقية التي انفصلت عن اندونسيا بممارسة حق تقرير المصير قبل بضع سنين. ويذهب الكاتب على ان الاستقطاب لهذه الحركات يقوم على الجنسRace فيخلط بين اللون والعرق ويربط العلاقة بين اللون والرق حيث ذكر ان هؤلاء السود كانوا هم مادة للرق في السودان مما لازمهم الشعور بالدونية -على حد زعمه- فقد نسي ان يشير الي ان هنالك رق ابيض و لكنه لم يشر الى من مارس هذاالاسترقاق؟ استعلاء باللون الابيض او الاصفر رغم انهما لونان مختلفان لكن في مخيلة العامة من اهل السودان لا يختلفان. اللون الابيض او الاصفر او الاحمر قد يكونوا سببا في الشعور بالدونية مثل اللون الاسود( رغم انه ضرب من عمى التقدير) فقد حكى لي زميلي في العمل -انه حمل شقيقه المريض على كتفه وحاول حشره في طائرة الاغاثة Cargo التي ضاق الركاب الملح بداخلها بمطار الخرطوم ابان حملة we are the Worldالتي نظمها مغني العالم من اجل اغاثة منكوبي الجفاف والتصحر في السودان في 1984 فصاحوا فيهم، بعين قوية ، هسع الحلب ديل ماشي وين كمان؟؟!! فتدافعوا ودفعوه واخيه خارج الطائرة فسقطا على الارض فقام وهوينفض هدومه وقد اشقته حلبيته وشقاه لونه الاصفر!!! وقد نسب قول الى الامام المهدي بقولهم( دي الحمرة الاباها المهدي) اظنه يقصد الاتراك او المصريين ، لكن رغم ذلك فقد تناسل احفاده مع كثير من الحلب!!! الحمد الله مازال السودان هو البلد الوحيد الذي لايأبه سكانه بقضية اللون الا في محيط الذوق الخاص ولكن كثير من الكتابات الغربية تحشر هذه القضية حشرا في الاجندة السياسية، في تقديري هي نوع من الاسقاطات الفكرية هنالك كما ورد في الكتاب الذي سبقت الاشارة اليه. يقول المثل السوداني (البطن لوبيا) أي تلد الأحمر والازرق والاشقر وكلاهما من صلب رجل واحد ورحم امراة واحدة وهذا النمو الاجتماعي لوصبرنا عليه قليلا لانتج مجتمعاً سودانياً قوياً و حتى لو انفصل الجنوب سوف يعود الى حضن الشمال ،ولو بعد حين، مهدما جدار الانفصال كما فعلت ألمانياالشرقية. اما قضية الامن في السودان فقد تطور التداول حولها بحيث انها لم تعد مما يعد سرياً للغاية فقد قامت كليات اكاديمية تدرس كل فنون الامن ونظرياتها لان مهنة الامن لم تعد حكراً على الحكومة ، رغم انها من اوجب واجباتها بحكم العقد الاجتماعي، فقد سبقنا العالم في تحرير الامن فقامت الشركات الخاصة وتمدد الكليات خارج النطاق الرسمي ، ويكفي الآن بالسودان برنامج ضخم للامم المتحدة يسمى الامن الانسانيHuman Security يرصد ويحلل كل الحوادث الامنية ويرجعها الى اصلها في الثقافة او المجتمع او الانثروبلوجيا حيث برزت مؤخرا نظريات فيه تربط بين السلوك الاجرامي و العرق وذاك امر يطول الحديث فيه.