تواصلت جهود جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج في اطار ايجاد المعالجات اللازمة لقضايا الهجرة، وفي سبيل ذلك اطلق برنامج يسمى الشراكة السودانية لنقل المعرفة والتقانة، وذلك عبر السودانيين العاملين بالخارج، للاستفادة من خبراتهم وكفاءتهم المكتسبة ونلقها للجهات ذات العلاقة بالسودان، خلال فترات زمنية قصيرة ومتوسطة المدى، وهي شراكة تجمع جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج ووزارة العلوم والتقانة، وتهدف إلى وضع استراتيجية للاستفادة القصوى من الخبرات السودانية المهاجرة، وادارة وتنسيق وتنظيم العلاقة بين الخبراء العاملين بالخارج والجهات المستفيدة، وتكوين نظام لتبادل المعلومات وتطبيق ما يعرف بتقنية نقل المعرفة، وتحديد الفجوات والعمل على سدها عن طريق تحفيز الشركاء لتلبية الاحتياجات الملحة في اطار الموارد البشرية المتاحة، وبناء قاعدة معلومات متكاملة عن الخبرات والكفاءات المتعاونين بالخارج، وتحفيز الخبراء المستشارين للمساهمة في تنمية البلاد، ونقل المعرفة والتقنيات الحديثة. كما تهدف الشراكة الى تشجيع الخبراء المستشارين على اتخاذ قرار العودة النهائي، وسهولة التعامل نسبة للتقارب اللغوي والثقافي مقارنة بالمستشارين الاجانب للجهات الراغبة، وتوفير قنوات التواصل بين الخبرات والكفاءات السودانية بالخارج ونظيراتها بالوطن، مما يتيح التنسيق مع المنظمات العالمية مثل برنامج الاممالمتحدة الانمائي ومكتب الاممالمتحدة لخدمات المشاريع. والمجالات المستهدفة في برنامج الشراكة تشمل الهندسة، الزراعة وتصنيع الاغذية، مجالات المصارف وادارة الاعمال والاقتصاد والتجارة، علوم الحاسوب، علوم البيئة والصحة والامن الصناعي، الجغرافيا وعلوم الارض، العلوم البحرية، العمليات الصناعية، الطب والصحة العامة، ادارة المياه، الملكية الفكرية، الاستشعار عن بعد، الاتصالات والدراسات الحضرية. الى ذلك قام جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج بالتنسيق مع منظمة الهجرة الدولية وبمشاركة فاعلة من جميع الجهات الرسمية من وزارات وبعثات دبلوماسية ومؤسسات ذات صلة، بتنظيم ورشة عمل عودة الكفاءات السودانية، حيث ناقشت سبل الاستفادة من الكفاءات والخبرات السودانية الموجودة بدول المهجر على المدى القريب والبعيد. وتناولت الورشة عن كثب اسباب هجرة العقول بمختلف مناحيها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، كما طرحت الورشة توصياتها التي تمركزت حول تقديم التسهيلات والمحفزات التي تيسر اندماج هذه الشريحة المؤثرة في المجتمع، وتكفل لهم عودة مستقرة تدعم مساهماتهم في مسيرة الوطن. وإدراكاً من جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج بأن قضايا الهجرة أضحت هاجساً يؤرق مضجع الدولة بكل اجهزتها التشريعية والتنفيذية، تم انشاء مركز وطني يعنى بدراسات قضايا الهجرة وبحثها وايجاد الحلول العلمية والعملية لها، فكان إصدار مرسوم بإنشاء المركز الوطني لدراسات الهجرة ومقره جهاز المغتربين بالخرطوم. ويهدف المركز إلى إعداد ونشر البحوث والدراسات المنهجية الجادة المحكمة التي تتميز بالأصالة والدقة ورصد التطورات المستجدة في مجال الهجرات السودانية بكل انواعها قديمها وحديثها وقضايا ها وآفاقها، جمع المعلومات المختلفة عن الهجرة عموماً والسودانية خصوصاً من المصادر واوعية المعلومات، الاستفادة من المهاجرين في التنمية والاستقرار الوطني بالتركيز على تفعيل دور المهاجرين باتجاه انشاء قوى ضاغطة وموجبة ومؤثرة في القرار للمساهمة قي تثبيت الاستقرار السياسي، الحفاظ على الهوية في وجه عواصف التغريب والثقافات المهيمنة، ايجاد الحلول الملائمة للمشكلات المطروحة الخاصة بالمهاجرين والمغتربين الذين يواجهون مشكلات الفاقة وفقدان الوظائف، توثيق الصلة بالمهاجرين وتفعيل دورهم وربطهم بالداخل عبر منظومة بيانات تفصيلية وشاملة يتم انشاؤها، الاستفادة من المهاجرين باعتبارهم الوسيلة القوية للحوار والتعاون بين مختلف الشعوب بتحفيز نشاطهم وتطويره، الاستفادة من المهاجرين في تعزيز الاستقرار الوطني على الصعيد المالي، تطوير القطاع الخاص واعادة اعمار البنية التحتية وترقية الفكر الاستثماري للمدخلات، توفير فرص العمل الداخلية لاستيعاب العائدين والمهاجرين من الخبرات والكفاءات السودانية، معالجة افرازات الهجرة الداخلية والعمالة الاجنبية والوافدين الذين يقصدون الوطن لأسباب مختلفة، اقتراح تدريس مساقات تتعلق بالهجرة في الجامعات كمتطلبات اختيار، تنمية الوعي والإدراك بقضايا الهجرة، بالإضافة إلى تقديم المعلومات المتعلقة بالهجرة خصوصاً الموثقة لمراكز البحوث والباحثين والمهتمين، سواء أكان ذلك بالطريقة المباشرة أم غير المباشرة، وسواء تم ذلك بالطريقة العادية أم بالطرق المستحدثة كشبكات الاتصالات المحلية والعالمية.