٭ كانت كل الاحزاب الشمالية الجديدة والوليدة والصغيرة والتي لم يتعدَ عمر بعضها (سن الحضانة)، كانت موضوعية ومنطقية وهى تنأى بنفسها عن الترشح للمنصبين التنفيذيين الرئاسي والولائي، واكتفت بالدفع ببعض مرشحيها للمواقع التشريعية القومية والولائية، ورحم الله إمرأً عرف قدر نفسه ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، فقد إحترمت أحزاب الفكة هذه نفسها وقدّرت لرجلها قبل الخطو والعدو في مضمار الانتخابات موضعها ومدّتها على قدر لحافها، فلا حداثة سنها ولا ضعف خبراتها ولا فقرها وقلة مالها تسمح لها بأكثر من الترشح للمقاعد البرلمانية وحتى هذه لم تبلغها إلا بشق الأنفس وبذل الغالي والنفيس، ولكن لم يشذ عن هذا المد العقلاني الذي سرى فى اوساط أحزاب التشظي التي انفلق بعضها حتى عن الحزب المنفلق عن الاصل والاحزاب الاخرى التي (قامت بروس) مع موسم الانتخابات، إلا حزب لام اكول أجاوين الجديد وربما لن يكون الاخير فالرجل مولع وبارع منذ تكوينه لمجموعة الناصر الانفصالية التي شقها عن الحركة الشعبية في إنشاء التنظيمات والمجموعات وفركشتها، فهو بدأ مع الحركة ثم إنقلب عليها ثم إنقلب على الذي إنقلب معه ثم عاد الى المؤتمر الوطني ثم إنقلب عليه ثم أسس مع مكي بلايل وأمين بناني حزب العدالة ثم إنقلب عليه ثم عاد للحركة الشعبية ثم إنقلب عليها ليؤسس حزب الحركة الشعبية- التغيير الديمقراطي الذي قرر أن يخوض انتخابات رئاسة الجنوب دوناً عن بقية الاحزاب الجنوبية الاخرى تحت لافتته التي تعتبرها الحركة الشعبية مجرد واجهة علنية يخفي وراءها المؤتمر الوطني لافتته الحقيقية التي يتخفى خلفها لام اكول وحزبه الجديد.. وبعيداً عن إتهام الحركة للرجل بأنه ليس سوى صنيعة للمؤتمر الوطني وكرت يضاغط به الحركة أو يصانعها بحسب الحال ولهذا دفعت به لمنافسة سلفاكير على رئاسة حكومة الجنوب، هل ما زال لام اكول قادراً على التنافس حتى بعد أن أعلنت الحركة سحب مرشحها الرئاسي لصالح المؤتمر الوطني ومرشحه عمر البشير في اشارة واضحة لا لبس فيها أن الجنوب سيبقى لسلفاكير والشمال للبشير، ثم من أين له القدرات المالية والتنظيمية التي تجعله يمضي في حملته الانتخابية الى آخر الشوط هذا اذا إعتبرنا إتهامات الحركة مجرد تخرصات منافسين وافترضنا أن هدفه في هذه المرحلة ليس هو حصد الرئاسة بل تحصيل بعض النقاط الدعائية التي تعينه في مقبل السنوات، من أين له المال الذي يمكنه على الاقل من أن يجوب أحراش الجنوب الذي تحتاج بعض أجزائه ان تُضرب اليها اكباد الطائرات دعك من الاحتياجات اللوجستية الانتخابية الاخرى وهو الحزب الوليد في الوقت الذي تشكو فيه الاحزاب التليدة والعريقة من ضيق ذات اليد رغم ان في صفوفها من الميسورين مالا يملك حزب لام اكول ولا واحد مثلهم لا شمالي ولا جنوبي، ثم بعد ذلك كله وبافتراض أن اكول وحزبه ليسا صنائع إنقاذية وليس للمؤتمر الوطني فضل عليه ولا يد سلفت ودين مستحق، الا تكفيه الاشارات المتواترة التي توالت أخيراً من الشريكين أن يكف عن خوض معركة خاسرة لن يخرج منها ولا حتى بخفي حنين بعد ان يبدد ما توفر له من مال يحتاجه في بناء الحزب لا أن ينثره على السراب أو كما يقول المثل..