٭ بذكاء يحسد عليه، استطاع مدير التلفزيون ان يحوِّل الصراع بينه وبين العاملين الي صراع بين العاملين ووزارتي الاعلام والمالية، حيث قام المدير مسنودا بإعلامه ومركزه الصحفي الذي يصرف عليه صرف من لا يخشى الفقر بصياغه بيان صور العاملين بالتلفزيون وكأنهم يقفون ضد وزير الاعلام وضد قرارات الدولة بدمج الاذاعة والتلفزيون، وهذا ليس صحيحا، فالعاملون بالتلفزيون ليس لهم اي خلاف مع وزير الاعلام والدليل انهم رفعوا اليه مذكرة اشتكوا فيها من عسر الحال بالتلفزيون ووعدهم الوزير خيرا ومازالوا ينتظرون وعد الوزير! ٭ للعاملين بالتلفزيون مطالب مشروعة يجب ان تجد آذانا صاغية من الجهات العليا، اما محاولة التفاف ادارة التلفزيون على مطالب العاملين والقول ان الامر لا يتعدى احتجاج عدد 28 عاملا وهو يعكس حرية التعبير داخل التلفزيون هذا شيء يدعو للضحك؛ لأن الوقفات الاحتجاجية يشارك فيها معظم العاملين بالتلفزيون والصورالتي نشرت بالصحف لا تكذب والذين لم ينزلوا لميدان التحرير او النافورة فهم بقلبهم مع الثورة لأن معظم العاملين بالتلفزيون متضررون من السياسات التعسفية للادارة، ويدفعون الثمن كل يوم من قوت اولادهم وراحتهم. بعض العاملين تم طردهم من بيوت الايجار وبعضهم اصبح يشتغل بوظائف اخرى كي يصرف من الوظيفة الثانية على الوظيفة الاولى !! بعض المذيعات اصبحن يعتمدن على ازواجهن لتلبية منصرفات العمل من ازياء واكسسوارات!! ان الوقفات الاحتجاجية التي يقوم بها العاملون تعكس حالة احباط وهي ليست مزاجا وليس هناك عاقل يمكن ان يترك شغله ويقف في الحر اعتباطا ! ٭ ان الوضع في التلفزيون اصبح طاردا ومأساويا وهو مسلسل بايخ يعكس التدهورالاداري الذي يحدث، والازمة الحقيقية في التلفزيون هي ازمة ادارية واراهن اذا تمت هيكلة نصف العاملين بالتلفزيون فإن الازمة المالية بالتلفزيون ستكون حاضرة، لأن سبب الازمة المالية لا يخفى على القاصي والداني وهو عدم ترشيد الصرف مثل تبديد الاموال في مشروعات هلامية مثل مشروع المينوس واستديو برج الفاتح، وسببها المنصرفات العالية للاسفار وبعض المشروعات التي تعكس تخبطا مثل استضافة السودان لاجتماع اتحاد اذاعات الدول العربية والتي ما زال يدفع التلفزيون فواتيرها حتى الآن، واستفادة السودان من هذا الاتحاد وهم كبير! المشروعات التي تبددد الاموال كثيرة جدا وليس من بينها العاملون المساكين، وادارة التلفزيون لها عبقرية في تبديد الاموال واذا نقص عدد العاملين في التلفزيون الى الربع فإن الازمة المالية لن تحل! ان الوضع في التلفزيون اصبح وضعا شاذا وكيف نريد ان يتطور العمل اذا تحول الخطاب بين العاملين ومدير التلفزيون الى صفحات الصحف وابجديات العمل الاداري تشير الى ان العمل يتطور عندما يكون هناك تعاون وانسجام بين العاملين والادارة. وعجبت لبيان ادارة التلفزيون الذي قالت فيه ان هذه هي حرية التعبير الموجودة في التلفزيون . هل حرية التعبير تعني ان يتعطل العمل ويحمل العاملون لافتات يطالبون فيها برحيل المدير؟ (ارحل... ارحل ) هذه ازمة ادارية وكارثية وليست حرية تعبير. ان حرية التعبير تعني اتاحة الفرصة للرأي والرأي الآخر واحترام عقل المشاهد الذي يتابع التلفزيون وعدم عرض هذا الخطاب المضحك الذي اوصل التلفزيون لدرجة متدنية من الاداء الاعلامي لا يمكن مقارنتها بأفشل تلفزيون عربي! لقد وقفت في الفترة الماضية على التطورات الكبيرة التي حدثت في بعض تلفزيونات الدول العربية للمقارنة بينها وبين التلفزيون القومي؛ لأن من الظلم مقارنة التلفزيون بالفضائيات والمنصف هو ان نقارنه بالتفزيونات التي تتبع للدول ، ولكني للاسفي وجدت المقارنة معدومة؛ لأن تلفزيونات الدول العربية مشغولة بتطوير ادواتها وعملها، ونحن ما زلنا نبحث عن صيغة ادارية وبرامجية للتلفزيون بعد مرور اكثر من 50 عاما على انشائه، وبعد كل الذي يحدث وبعين قوية تقول ادارة التلفزيون انها تريد ان تحتفل باليوبيل الذهبي للتلفزيون. انه احتفال وسط الاعتصامات والفشل الاداري والبرامجي والبلاوي المتلتلة .. احتفال في صيوان العزاء.. [email protected]