عضو المجلس السيادي د.نوارة أبو محمد محمد طاهر تلتقي رئيس الوزراء    كامل إدريس يقف على مجمل الأوضاع بمطارات السودان    معارك ضارية ب (بابنوسة) والدعم السريع تقترب من تحرير الفرقة 22    "وثائقي" صادم يكشف تورط الجيش في استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين (فيديو)    السودان.. وفد يصل استاد الهلال في أمدرمان    مسؤول بهيئة النظافة يصدم مواطني الخرطوم    اللواء الركن (م) أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: التقديم الالكتروني (الموحّد) للتشكيل الوزاري    السودان.. كامل إدريس يعلن عن 22 وزارة    هل ستتأثر مصر في حال ضرب المفاعلات النووية؟    إيران تغرق إسرائيل بالصواريخ من الشمال إلى الجنوب    كامل إدريس وبيع "الحبال بلا بقر"    إنريكي: بوتافوجو يستحق الفوز بسبب ما فعله    "كاف" يعلن عن موعد جديد لانطلاق بطولتي دوري أبطال إفريقيا وكأس الاتحاد الإفريقي    عندَما جَعلنَا الحَضَرِي (في عَدّاد المَجغُومِين)    نص خطاب رئيس مجلس الوزراء "كامل ادريس" للأمة السودانية    السفير عدوي يشيد بدراسة إنشاء منطقة لوجستية على الحدود السودانية    الاهلي المصري نمر من ورق    الجمعية العمومية الانتخابية لنادي الرابطة كوستي    ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على بورتو والفوز بهدفين لهدف    فقدان عشرات المهاجرين السودانيين في عرض البحر الأبيض المتوسط    عودة الخبراء الأتراك إلى بورتسودان لتشغيل طائرات "أنقرة" المسيّرة    6 دول في الجنوب الأفريقي تخرج من قائمة بؤر الجوع العالمية    30أم 45 دقيقة.. ما المدة المثالية للمشي يومياً؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من ضبط منزل لتزييف العملات ومخازن لتخزين منهوبات المواطنين    بين 9 دول نووية.. من يملك السلاح الأقوى في العالم؟    لماذا ارتفعت أسعار النفط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟    وزارة الصحة تتسلّم (3) ملايين جرعة من لقاح الكوليرا    "أنت ما تتناوله"، ما الأشياء التي يجب تناولها أو تجنبها لصحة الأمعاء؟    ماذا قالت الصحف العالمية عن تعادل الهلال مع ريال مدريد؟    نظرية "بيتزا البنتاغون" تفضح الضربة الإسرائيلية لإيران    السودان والحرب    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. مطربة أثيوبية تشعل حفل غنائي في أديس أبابا بأغنية الفنانة السودانية منال البدري (راجل التهريب) والجمهور يتساءل: (ليه أغانينا لمن يغنوها الحبش بتطلع رائعة كدة؟)    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(اليوناميد) لم تأتِ للنزهة فى دارفور وعليها أن تحمي نفسها
أمين حسن عمر في صالون «الصحافة» السياسي (1-2) :
نشر في الصحافة يوم 01 - 02 - 2012

لم يخيِّب الدكتور أمين حسن عمر وزير الدولة برئاسة الجمهورية اختيار إدارة تحرير (الصحافة) ليكون ضيفها في أولى حلقات (صالون الصحافة) السياسي، الذي ستتوالى حلقاته مع عدد من الشخصيات السياسية التي تمثل كافة التيارات السياسية والفكرية ، الحكومية والمعارضة..
وبذات الترحاب الذي استقبل به أسرة (القسم السياسي) بمكتبه العامر، أظهر دكتور أمين كرماً واضحاً في التفضل بالإجابة عن كل الأسئلة مهما بلغت (درجة سخونتها).. وقطع أمين بلهجة قاطعة بأن الحرب لم تكن في يوم خيار الحكومة، لكنه قال إن الجنوب إذا جرهم للحرب فإنهم سيكونون جاهزين لها في أي وقت. مؤكداً في ذات الوقت حديث نائب الرئيس بأن (جوبا ليست بعيدة).
وأكد أمين إستمرار العلاقة الوثيقة بين المؤتمر الشعبي وحركة العدل والمساواة، حتى بعد مقتل قائدها. وقال إن حكومة الجنوب هي من تقود الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان، لكنها تريد أن تتنصل منها، مشدداً على أن الجنوب سيكون الخاسر الأكبر في حال اندلاع حرب بينهما..
الحوار مع دكتور اأمين كشف عن وجه آخر للرجل، تبدّى في الأريحية وروح الدعابة التي سادت في «الونسة» الجانبية خارج التسجيل التي أدارها مع أسرة الصحافة.. وما بين ارتفاع وتيرة الحوار، وجنوحه للهدوء أحياناً، جاءت إجابات دكتور أمين، والتي نطالع هنا الجزء الأول منها...
{ أعلنت الحكومة عن فك رهن البواخر المليئة بالنفط دون أن نسمع عن إتخاذ دولة الجنوب لخطوة مماثلة تمثل أرضية للتفاوض القادم ، هل هذا مواصلة للتنازلات التي تقدمها الحكومة ؟
- الحكومة تنازلت ومن الطبيعى ان تتنازل وهو أحد اهم آليات التفاوض ، ونحن في الحكومة ليس من واجبنا تمليك كل المعلومات لوسائل الإعلام حتى لايتضرر موقفنا التفاوضى وهذا يتوقف على الثقة مع الطرف المفاوض.
{ لطالما قلتم ان الطرف الآخر غير أهل للثقة ؟
- من قال ..! اذا لم توجد ثقة اصلاً فلماذا نتفاوض ، وأُحب ان اقول انه يوجد قدر من الثقة يكفى للجلوس مع حكومة الجنوب وآمل ان نتوصل الى شئ ، واذا كان هذا هو المنطق - عدم الثقة - فلن نذهب للتفاوض، ولكن هناك آخرون سيقولون لنا لماذا لم تذهب الحكومة ويحملونها المسؤولية، فليس كل ما يعرف يقال ويملك لوسائل الاعلام، ومن المهم فى التفاوض اذا اعطيت شيئاً باليمين ان تكون متأكداً انك اخذت مقابله بالشمال.
{ ما هو مصدر هذه الثقة ؟
- ليس هناك مفاوضات تقوم على ثقة صفر ولا بد ان يكون هناك قدر من الثقة ، ولن يكون للتفاوض معنى إذا كان الطرف الآخر ليس له إلتزام ابداً فلماذا نتحاور من الاساس، كما ان التفاوض نفسه قائم على ان هناك درجة من الثقة فى ان هذا الأمر سيكون منتجاً، وهى تأتى من الحوار والإلتزام، اما اننا نُسلّم بأنه لايوجد ثقة هذا كلام عاطفى.
{ لكن حكومة الجنوب إعتبرت فك حظر البواخر مجرد ابداء لحسن النية ليس أكثر ؟
- المفاوضات ليست هى بين طرفين بوجود شهود ووسطاء وفى كل الاحوال هذا يخضع لحسابات دقيقة ومحسوبة ومعلوم لماذا اتخذت هذه الخطوة ولماذا تم تأخيرها .
{ ثمة حديث عن مخطط أمريكي لجر السودان الى حرب الى 2017 بواسطة دولة الجنوب حتى يتم السيطرة على نفط الشمال ؟
- نحن أولاً على ثقة ان دولة الجنوب هى الخاسر الأكبر من عملية وقف إنتاج النفط ، والسودان ربما يكون خاسراً ولكن الجنوب هو الخاسر الاكبر وهذا لايحتاج الى دليل، واذا كانت حكومة الجنوب استُغفلت بأجندات خارجية اخرى فما الذى نملكه نحن. أما إذا ارادت أن تعتدي علينا وتدخل بلادنا سنقاومها ، واذا ارادت الحرب سنحاربها ولكن هذا ليس خيارنا لاننا عقلاء ونعلم ان السلام والإستقرار ضرورى للبلدين وتكامل المصالح، ونحن نعلم بوجود عقلاء فى الجنوب ، ولكن واضح فى هذه المرحلة ان التيار المتشدد وهو الذى يقود الاحداث فى جنوب السودان وهو ذات التيار الذي يُعلى الاجندة الذاتية والاجنبية بناء على عمالة ، ولكننا غير يائسين فالتيار المتعقل سيكون له دور وهو اكبر واكثر من المتشددين.
{ حسب حساباتكم متى ستتعاملون مع هذا التيار ؟
- نحن نتعامل مع الطرف المتاح ، وفي حال لم نتمكن فإن الخيار الثانى اننا نوقف التعامل ونعلن الحرب، وحتى الآن لنا درجة من التعقل تمنع ذلك .
{ هل خيار الحرب مطروح لديكم الآن ؟
- خيار الحرب غير وارد الآن لكنه غير مستبعد واذا فرضت علينا الحرب سنخوضها ولكن اذا استطعنا ان نتحاشاها سنفعل كل شئ ممكن لتجنبها.
{ أصبحت لغة الحرب تطغى في خطاب الحكومة ، سبق وأعلن نائب الرئيس أن جوبا ليست بعيدة وقال مساعد الرئيس ان بور ليست بعيدة ؟
- نعم .. جوبا ليست بعيدة وكل هذا كلام فى سياقه بمعنى انكم إذا أردتم الحرب فلن تأمنوا من عواقبها، هذا الكلام لم يطرح هكذا عبثاً ، وقيل أيضاً فى سياق ان الجنوب يقود الآن حرباً بالوكالة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ، وهى فى الحقيقة ليست بالوكالة لأن ملابس جنود عقار والحلو هى نفسها ملابس الجيش الشعبى لدولة الجنوب، وسلاحهم وقوادهم هم ايضاً من الجيش الشعبى، هى حرب يقودها جنوب السودان ويتنصل من الإنتماء إليها ولكن لايفوتنا هذا، وبالطبع لكل دولة وسائلها وتكتيكاتها ودراساتها ومن بعد ذلك لكل حادث حديث، والجنوب يعلم ذلك تماماً وبكل الحسابات ان قدرة السودان اكبر من قدرات الجنوب.
{ أعلنت حركة العدل والمساواة عن تعيين جبريل إبراهيم رئيساً جديداً للحركة ، ماذا يعني لكم سرعة ترتيب أوضاع الحركة؟
- لا .. نحن لم نتفاجأ بإختيار جبريل لاننا نعلم طبيعة تكوين الحركة، ما يجعل اى احتمال آخر غير اختيار جبريل إحتمالاً ضعيفاً، وهذا لايحتاج منا الى تفسير.
{ إذاً هل سيؤثر اختيار جبريل على علاقة الحركة بالمؤتمر الشعبى ؟
- علاقة الحركة بالمؤتمر الشعبى موصولة فى كل الأحوال وكل احتمالات الأشخاص المرشحين لرئاسة الحركة هم على علاقة بالمؤتمر الشعبى وان قيادة العدل والمساواة لم تنشق عن المؤتمر الوطنى وكل اعضاء قياداتها انشقوا كمؤتمر شعبى، والعلاقات الودية بين العدل والمساواة وبين الشعبى لاتُخفى على ناظر.
{ بعد مقتل خليل إبراهيم هل ستستمر الحكومة فى طريق الحسم العسكرى مع الحركات الرافضة للسلام ؟
- طبعا، هذه مهمة الحكومة ولا نُسمى هذا حسماً عسكرياً وانما نسميه تأمين المواطنين والحكومة اذا عجزت عن تأمين المواطنين فلتستقل.
{ ألا تعتقدون ان العمل السياسى ايضاً من واجبات الحكومة ؟
- من قال إننا امتنعنا عن العمل السياسى ، نحن سبق وتحدثنا ان باب العمل السياسى مفتوح وكثير من الناس يتهموننا بأننا نفرط فى السياسة ونقصر فى الحزم والعزم الضرورى لإرسال رسائل قوية للجهات التى تتمرد، ولن نذهب لطرف يقول انه لايريد السلام ويريد اسقاط النظام، ولماذا نذهب اليه هل لنتسول السلام على بابه وهل هو الجهة الأقوى ؟ ربما هو الجهة الأكثر توهماً.
{ لكن على الرغم من مرور أكثر من ستة أشهر على توقيع وثيقة الدوحة لسلام دارفور إلاّ أن الأمن ما يزال مفقودا في الإقليم ؟
- الامر لايحكم عليه بالحوادث، واذا حكمنا عليه بالحوادث فليس هناك بلد فى الكون آمن، واى بلد فى العالم مهما كانت درجة تقدمها تحصل فيها حوادث، فالأمن يقاس بالنسق بمعنى ان نقارن مستوى الجرائم التى حدثت فى شهر فبراير هذه السنة والتى حدثت فى الماضية وقبلها ، إذا كان الاتجاه صاعدا نقول ان الأمن يتدهور ونحن لنا آلية مشتركة الاتحاد الافريقى ترصد وتقدم تقارير دورية، اما ان وقع حادث فهناك جماعات متفلتة ومتمردة في الاساس .
{ قوات اليوناميد نفسها تتعرض لحوادث خطف وقتل وهي عاجزة عن حماية أفرادها ؟
- اليونميد لم تأتِ للنزهة فى دارفور وانما اتت لتتعامل مع وضع امنى معقد وتعلم ان واحداً من احتمالات هذا الوضع ان تواجه بظروف إلتحام وتبادل وإشتباكات.
{ ولكن يوناميد الآن هى الحلقة الأضعف في منظمومة إعادة السلام الى الإقليم ؟
- هذا السؤال يوجه ليوناميد . وهى ليست منظمة اغاثة حتى تكون الحلقة الأضعف، هى جيش مدجج بالسلاح وما يملكونه من عتاد كافى للدفاع عن أنفسهم، اما أى اسئلة اخرى متعلقة بلماذا لا يستخدمون هذا السلاح والدفاع عن متحركاتهم فهذا سؤال يوجه لهم .
{ أنتم كحكومة مافائدة هذا السلاح اذا لم يخدم الغرض المحدد له؟
- يا أخى أنا لست فى وارد التحليلات نحن حكومة لنا اتفاقيات دولية مع الامم المتحدة والاتحاد الأفريقى لبناء قوة حفظ السلام في دارفور وإلتزمنا بكل مايخصنا فى هذا الإتجاه، وهذه القوة موجوده على الارض ومن واجبها ان تقوم بالمهام التى أُوكلت اليها بموجب هذه الإتفاقية اذا كان هناك تقصير فالسؤال يوجه ليوناميد وليس للحكومة.
{ أليس من مهامكم ان تحتجوا على هذا الإخفاق الذي صاحب أداء البعثة ؟
- اذا كنا سنحتج فلن نفعل ذلك فى وسائل الإعلام فهناك وسائل وآليات مناسبة لتقديم الإحتجاجات.
{ الحكومة طلبت في وقت سابق تخفيض قوات يوناميد؟
- لم تطلب الحكومة ذلك بصورة رسمية وانما طالبت بدراسة الوضع فى البعثة المشتركة لحفظ السلام، والإتفاقية وصفت الادوار المطلوبة منها ومهماتها ، ونحن الآن بصدد النظر فى تشكيل هذه القوة واعادة نشرها وفق متطلبات الإتفاقية وما اذا كان المطلوب تخفيض الجنود وزيادة الشرطة فينبغى ان يحدث ذلك . واذا كان هناك مهمات مدنية اكثر من العسكرية ينبغى ان نعيد الجزء المدنى. نحن الآن نتحدث عن اجراء دراسة ثم ترتيبات لكى تتواكب مع مهمة وجود اليوناميد مع ما تُمليه الاتفاقية.
{ هل تعنى ان حجم القوات الحالى غير مناسب ؟
- أنا لست الشخص المناسب لكى يقدر هذا، وهذا امر يتعلق بخبرة عسكرية وامنية وايضا خبرة بالإنتشار فى منطقة معينة حسب جغرافية الارض، وانا افتقر لذلك .
{ هل انتم على ثقة بتحقيق وثيقة الدوحة الإستقرار فى الإقليم ؟
- من كان يعتقد ان السلام يحقق بضربة لازب فهو واهم ، وهذا غير موجود فى الدنيا وهذه الامور فى قضايا الامن والسلام نسبية، ونحن نعتقد ان توفر الظروف لكى تعود دارفور الى حالة السلم العادية تحتاج الى وقت ، صحيح ان هناك تفلتات اجرامية ولكنها انخفضت والنزاعات بين القبائل كادت ان تزول هنالك توقع اصطدامات مع حركات خارجة ومتمردة لا تريد ان تدخل فى السلام ، لكننا نتوقع ان تنقطع لسبب موضوعى لأنها خرجت من دائرة الإمداد بإعتبار أن المجموعة المؤثرة التى تدعمها اصبحت خارج الحدود ولذلك حتى وان كانت ستؤثر على الأمن فإن ذلك يصبح فى مناطق محدودة ومعلومة على الحدود، لماذا لأنها لاتستطيع أن تواصل ممارستها السابقة من دون منطقة إرتكاز وإمداد . والمنطقة الوحيدة المتاحة لها معلومة لدينا هى حكومة جنوب السودان التى لاتزال تأوى هذه المجموعات المتمردة وتمدها بالسلاح والدعم.
{ ماهى ضمانات تنفيذ الإتفاق حتى لايصبح مصيره مثل أبوجا ؟
- لست موافقا على ان ابوجا وصلت الى مآلات سيئة، الضمانات موجودة فى الاتفاقية نفسها دستورية وقانونية ومن لجنة دولية تتابع التنفيذ وهذه هى الضمانات، وهى شكل الضمانات الموجودة فى اتفاقية، لن نوفر ضمانات خارج المتعارف عليها دوليا
{ هل انتم على قناعة ان التحرير والعدالة قادرة على تنفيذ الإتفاق ؟
- نحن تتوفر لنا ثقة مناسبة فى حركة التحرير على استمراريتها في الإتفاقية والخبرة فى التنفيذ، وليس هذا هو المهم نحن على ثقة فى اهل دارفور وكما قلت لكم ان الوثيقة لتعزيز السلام فى الاقليم بشراكة اساسية مع اهل دارفور.
{ هل اكتفت الحكومة من وثيقة الدوحة بمشاركة التحرير والعدالة في العملية السلمية ؟
- نحن رضينا بأهل دارفور والتحرير والعدالة موجودة على الأرض، وهناك وسيط حتى الآن يعمل فى إقناع الحركات الاخرى ولكنا لن ننتظر احداً لان من يتحدوث عنة غير راغب فى السلام ويسعى الى إسقاط الحكومة ولذلك لن نضيع وقتنا مع هؤلاء..
{ ألن تؤثر خلافات التحرير والعدالة على تنفيذ الإتفاق ؟
- متابعتنا لاى تطورات مع أي شريك سياسى بالطبع اكبر من متابعة الإعلام ، ولكننا فى النهاية نُقدر الامور بوزنها وأثرها وفى تقديراتنا لن نصادف اى مشاكل مع حركة التحرير ، وفى النهاية هى تقديرات ونحن نستطيع ان نبنى شراكة فاعلة مع التحرير والعدالة لتغيير الواقع فى دارفور، واذا جاءت حركات اخرى للسلام مرحباً بها ونحن حريصون على توسيع قاعدة السلام ولكنا لن ننتظر احداً خاصة الذين يقولون انهم لن يأتوا، ولا ينبغى ان يسأل احد عن ضيف لم يأتِ ونحن نكرم من حل فقط .
{ لكن حركة التحرير والعدالة أشارت الى انكم تعتبرونهم ضعافاً، مثلما حدث منكم ابان استقبال وفودها وايضا عند تحديد وظائف السلطة الاقليمية ؟
- هذه استنتاجات لا ترتكز على شئ ،وإفتراضات غير مبنية على واقع وانما يحكم على الجهات والهيئات بأفعالها وليس بالتصورات، ونحن نتعامل مع جهة وقعنا معها اتفاقاً اذا كانت ضعيفة او قوية هذا لا يهم المهم المركز القانونى لها وهى وقعت معنا اتفاقاً وسنحترم هذا الإتفاق.
{ ولكن الوثيقة لم تكن مرضية لجميع مكونات المجتمع الدارفوري ؟
{أبداً هناك قاعدة اتفاق واسعة لوثيقة الدوحة أساسها أن كل الأطراف متواثقون عليها قد نختلف على فروع وليس على اصول ولذلك عندما جاءت جماعات ارادت ان تزايد على ما اراده اهل دارفور رفضنا ذلك وقلنا انما يريده اهل دارفور هو المرتكز لكل حوار ،ولذلك نحن نعتبر ان هناك وثيقة اجازها اهل دارفور ونحن عندما وقعنا على الاتفاق مع حركة التحرير والعدالة وقعنا معها على اعتماد الوثيقة وتنفيذها .ثم هناك بروتوكول آخر لتمثيل الحركة سياسياً وإستيعاب قواتها وقلنا ان الوثيقة ستظل موجودة ومفتوحة للجميع لمن أراد ان يأتى يتفاوض معنا حول كيفية الاستيعاب السياسى ووضعية قواتةه فيما بعد الاتفاق ،فنحن مستعدون للنقاش معه اما من اراد ان يفتح النقاش على ان يزايد على ما اتفق عليه اهل دارفور فنحن لسنا على استعداد للعودة الى المربع الاول ومن حيث المفهوم لا نعتقد ان هناك حركة تملك حق الڤيتو على ما اختار اهل دارفور وبهذا الفهم وقعنا مع حركة التحرير والعدالة نعتقد اننا رغم التأخير الذى نتج لأسباب لوجستية نرى الاتفاقية ليست بشهادتنا بل شهادة المجتمع الدولى الذى عقد حتى الآن اجتماعين للجنة مفوضية متابعة التنفيذ التى عقدت اجتماعها الاول فى سبتمبر الماضى، والإجتماع الاخير فى هذا الشهر وفى الحالتين اكدت المفوضية بالإجماع ان الاتفاقية تمضى كما اريد لها وان هناك جدية من جميع الاطراف لإنفاذ بنودها.
{ قلت إن هناك اسباباً لوجستية اخرت تنزيل الاتفاقية ماهى ؟
-الاسباب اللوجستية منها ما يتمثل فى ان اعضاء حركة التحرير والعدالة متفرقون فى انحاء عديدة من دول العالم وحتى تجمعهم من هذه الدول مع ملاحظة ان بعضهم لايمتلك باسبورت واراقاً ثبوتية، وحتى نستخرج لهم الاوراق وننقلهم الى مكان آخر لم نكن نتوقع ان يستغرق هذا وقتاً ولكن اكتشفنا ان هذه الخطوات اخذت كثيراً من الوقت ، وكل ذلك بمجهودات من الحكومة حتى الاموال التى يتنقلون بها والتذاكر من الحكومة . كما أن هناك ظروفاً اخرى اثرت مثل تأخير التشكيل الحكومى لانه مرتبط بتشكيل السلطة وربما الحركة نفسها احيانا كانت تريد بعض الوقت لترتيب اوراقها والتشاور حول تمثيل الاجهزة المختلفة ولكن فى نهاية الامر ليست هناك مشكلة داخل الحركة كما يتصور البعض وروج له ،وليست هناك مشكلة فى العلاقة بين الحكومة والحركة فى التوافق على تنزيل ما اتفقنا عليه فى أرض الواقع .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.