(أنا يا مولاي القاضي سليل عائلة مجاهدين، اشتهرت في أرض السودان برفع راية الدين وحماية الدولة، وحب الوطن والدفاع عن حقوق مواطنيه). الأمير عبد الرحمن عبد الله عبد الرحمن نقد الله، في محاكمته في عقد التسعينيات. مدخل:- (2) (من اللأفضل للشعب السوداني أن يمر بتجربة جماعة الاخوان المسلمين ، إذ لا شك انها سوف تكون مفيدة للغاية فهى تكشف لابناء هذا البلد مدى زيف شعارات هذه الجماعة..) الشهيد محمود محمد طه- 7791م (1) عفواً البروف العفيف ٭ لقد تحدثنا مراراً وتكراراً وقلنا بأننا في السودان اليوم لم نعد نحترم علماءنا الاجلاء، وهذا من أكبر البلاوي التي اصابت مجتمعنا، بل اصبح كل امرئيٍ في السودان يحتل غير مكانه، كما قال صناجة اللغة والمعرفة المبدع والسياسي محمد أحمد محجوب، وعاد الهوان هو البديل الموضوعي لكل صاحب ميزة واضافة فنية في مجال توفيق الاوضاع والمساهمة في صيانة الاخلاق دون الدعوة الى الانحلال، وكل ذلك بما هو متفرد وبما تراكم من ضعف في مجال (أدعياء المعرفة وعلوم التشريع) مع المفارقة ان بعض المعنيين بالامر قد صاروا لا يتورعون في سبيل إرضاء النزعات الذاتية والشخصية، أن يرهن الواحد فيهم كل أدوات الكيد اللا إنسانية لمحاربة كل ماهو معرفي- وهذا ما قاد العديد من الحادبين الى التنادي للاصلاح والتنبيه لجادة الحق، دون الخوض في معارك من غير معترك، وكل الأمل ان يلتفت من (غشته) النفس الامارة بالسوء الى العودة الى جانب الصواب- وليس هناك عيب في الخطأ، ولكن العيب ثم العيب ان نتمادى في تمرار الخطأ!! والفرصة ما زالت مفتوحة عبر مشروع (التراضي الوطني) وكل من يراجع نفسه ويعود الى جادة الحق فالطريق ما زال (مفروشاً بورود الوعي وزهر الاستنارة) فقط المطلوب شرف الخصومة- ونحن بدورنا نقول (عفواً يا بروف ومرحب بكل الرفاق والاخوة الاعزاء) بل (الزملاء والاحبة والاشقاء). (2) مركز الخاتم عدلان ريع من الوعي وقبس من الاستنارة ٭ ظل عدم فهم الاستنارة وقلة الوعي تمثل العقدة ومدخل الحسد الاول لنوازع البغض والكراهية، عند العديد من الذين وفرت لهم سخرية الاقدار ومهازل الزمن، الفرص غير الموضوعية والمكانة الاكبر من الامكانات الذاتية لذا كان لابد من إستدعاء نوازع الشر في النفس الامارة بالسوء، عسى ولعل يتم (تمكنهن) من التكسير لكل ماهو جميل ومبدع، ولكن هنا لابد من الوقوف مع النفس ومراجعتها.. لماذا؟!! ٭ لكي يدرك الواحد او الواحدة من هو العدو الاستراتيجي ومن هو الصديق؟! المرحلي؟! ولابد من الخروج من وحل السلطة وحبالها الشائكة بالقيود بالمعرفة. ٭ لأن في معرفتهم سوف تتضح دروب الاستنارة وأين نجد مراكز ومنابر الوعي، دونما تحريك لبؤر الغيرة وكيد (صحيبات يوسف) وكل من لم يقف مع النفس ويراجعها في هذا الظرف التاريخي في السودان- سيكون اول الناس عرضة للمهازل والوقوع ضحية لمشروع العراب والذي لا تقبله الحيلة في كيفية نصب الشراك للاحالة دون البديل والعمل على هدم كل ماهو مؤسس ومدني ومعبر عن مستحقات التحول الديمقراطي ومشبع بآمال الشعب السوداني وتطلعاته المشروعة. ٭ أسوة بما هو حادث في عالم اليوم من دعاوي للتغيير وفي سبيل الاحالة دون ذلك، فهو ساعياً بكل السبل والطرق (المشروعة وغيري المشروعة) لتفكيك وتكسير مراكز الوعي ومنابره للاحالة دون الوصول الى بر السلام والأمن- فهذه المرحلة المفصلية من تاريخ الوطن الغالي تحتاج الى التجرد ونكران الذات- دون مد يد العون لبسط وتمكين مبدأي الشمولية والاحالة دون الوصول الى مبدأ الديمقراطية- وفي هذا المقام لابد وان نعترف بنجاح انصار الشمولية بايقاع الفتن ما بين العديد من منظمات المجتمع المدني ودورها الطوعي والانساني والذي بالضرورة هو بعيد عن حيل وفتن السياسة الحزبية وألعابها القذرة، بل استطاعوا بحيلهم اللا انسانية وغذارتها أن يمسكوا بتلابيب العديد من رؤساء الاحزاب وخاصة الجدد منهم، عندما لمسوا ووجدوا قدراً من الحماس والدافع الشبابي الزائد، بل أملوا عليهم ان في استطاعتهم الوصول الى احلامهم فقط اذا ساهموا في تكسير منظمات المجتمع المدني، وعلى رأسها مركز الراحل الخاتم عدلان- ذلك الاستهداف الذي وصل الى مفوضية الشؤون الانسانية- إدارة المنظمات الوطنية- والشيء المؤسف ان هذا المركز مكابر كل من يشكك في مشروعه الانساني ودوره التاريخي، بل ومساهماته في طرح الحلول لكل القضايا المشتعلة في سودان اليوم ( من الحروب الاهلية الى مشروع الدستور السوداني الدائم) بجانب دوره المقدر في إذكاء النصح (للسلطة والمعارضة) والمساهمة الموضوعية بطرح الافكار للخروج من الازمات- ويشهد على ذلك الفعاليات التي بجهد (الدكتور) قامت منذ توقيع الاتفاقيات الخاصة بالسلام في السودان (نيفاشا- ابوجا- وحتى الدوحة اليوم) بل فعالياته امتدت بامتداد اعوام تأسيسه وبالاستعانة بأهل وقادة الرأى والعلم- ولكن الشيء المؤسف ان الاستهداف لمشروعه بات اليوم (عقدة) وواضح لا يحتاج الى دليل- وخاصة من قبل أخوة كان لهم شرف المساهمة في السابق في انجاز المشاريع مع القيادة (المؤهلة) والقائمة على أمر اليوم- فلماذا صاروا هم ألد الاعداء؟! وهل من الشرع والقانون محاربة النجاح؟! فما أمامنا إلا أن نشهد ونقول يا سبحان الله!! وهنا لابد من توجيه النداء الانساني للنهوض والامساك بالعمل الطوعي والمدني دون الحزبي- والى كل من غلبته نفسه الامارة بالسوء واكلت في جوفه نار الحسد والغيرة أن يقف هنيهة ويراجعها ليحدد اين يقف اليوم وهل هو حقيقة من أنصار محاربة الوعي علماً بأن من امتلك الوعي امتلك العالم. وليعلم أيضاً أن أى شيء يصيب منابر الوعي والاستنارة في سودان اليوم بالضُر لهي لعنة لا يغفرها التاريخ بل ستكون هى الزلة التي تطاردهم عبر التاريخ- ونحن اليوم باسم مساهمتنا البسيطة بإبداء الرأى نناشد كل من غشاه طائره الحاقد الذي في عنقه وحدثه بشهوة السلطة ان ينتبه لماذا؟! لأن شهوة السلطة تصيب الفرد بالعمى في البصيرة قبل البصر، لذا يصبح يتخبط بغير هدى- ولكن اذا راجع النفس وسمع النصح فحتماً سوف يفوق وتتكشف أمامه (هالة) الرئاسة غير السليمة والتي اوقعته في نوازع الشر والحسد ومداخل الغيرة- وكل الذي نرجوه ونكرره من باب النصح لابد من الوقوف مع النفس ملياً للمحاسبة لها من قبل محاسبة الغير- ولحظتها سوف يجد الفرد أنه قد عاد تلقائياً الى جادة الطريق، وأيضاً سيجد مكانته اللائقة دونما استعداء لسلطة حتى ولو كانت شرعية- علماً بأن الانصاف في العدالة لا يتم (بالتكسير ولكن يتم بالتعمير) والعدو الاستراتيجي ماهو (البروف) بل الذي مازال يتربص بكل بؤر دوائر الوعي ومراكز الاستنارة- والسودان كما أسلفنا يمر بأسوأ لحظات الحطام والتلاشي واذا لم يحدث الوفاق والتراضي الحقيقي ولم يحدث بعضنا البعض عن كيفية الخلاص والخروج من هذه المرحلة العصيبة، نكون قد ساهمنا دونما نعي في تكريس ما تسعى اليه (سلطة الكيزان) الحاكمة لذا آن لنا ان نقول لابد من استنهاض الهمة دونما التباهي بدردقة اميز الرموز من السياسيين- فقط بالعودة الى الرشد وممارسة النقد الذاتي وحينها فإن المناصب في الرئاسة جاهزة لمن يستحقها بالتراضي (التراضي دي حلوة مش كدا)؟! خاصة اذا ما قيست بالدردقة التي تمت للزعيمين الصهرين من قبل أصغر رؤساء الاحزاب سناً كما هو متداول ولا تليق!! هامش: ٭ لابد من تجديد الدعوة الى التماسك والالقاء بعيداً بكل ماهو غير مفيد وغير مجدي- بل لابد من المحافظة على مؤسسات المجتمع المدني والتي قد اصبحت اليوم هى البديل الموضوعي للازمة التي تعيشها احزابنا السياسية حتى اصبحت غير قادرة وحادبة للقيام بمهامها التاريخية بترتيب صفوف عضويتها للعمل على عودة الديمقراطية ورجاحتها- اليوم منابر الوعي هي النبراس والضياء في ظل عتمة الشمولية (الظل الوقف مازال) والتي مازالت تستهدف بفيروسها السرطاني مشاريع أميز افكار العقول النيرة واكثر المنابر بثاً للاستنارة والوعي- والتحية للراحل المقيم الرفيق الخاتم عدلان وله العذر حتى يرضى مما فعل الكيزان بدعاة الاستنارة بعد رحيله، التحية والتجلة لكل من ما زال يساهم دونما وجلٍ أو انكسار في احياء هذا الاشعاع الفكري وندعو الله سبحانه وتعالى ان يجنبهم شرور خلقه- والله غالب دونما شك- ونقول اذا ما اغلقت مراكز الوعي والاستنارة بتصفية الحسابات الشخصية ففي كل الاحوال الشعب السوداني هو الخاسر- ليس هناك من منتصر أو مهزوم بل سيكون هناك ميلاد وعمر جديد قد كتب للانقاذ (موديل 2102). ٭ وتلك مرحلة اللا حياة في السودان- طالما أن النفط قد ضاع ما بين (حصة امريكا والشركات الصينية) وقسم السودان الى جنوب وشمال وفي الطريق الى غرب وشرق.. ٭ ومنظمات مجتمعنا المدني هى القشة التي مازلنا نتعلق بها خوفاً من الغرق في محيط الصراع الدولي المتلاطم الامواج- يبقى ماذا نحن منتظرون اذا نجحت الانقاذ أو (الكيزان) من اغلاق كل منافذ الحياة في السودان؟! وبلا هيلمانة (جندر) وصراع رئاسة ارجوك يا (.........) أن تفوتي الفرصة على هؤلاء، دونما شك ليس بين أهل الوعي رئيس ومرؤوس بل البقاء للاصلح والتنافس شريف والشكية لغير الله مذلة حتى لو كانت للسلطة الحاكمة- والنجاح في الحفاظ على المركز لافي المساهمة على ضياع فعالياته المفيدة بالنصح للجميع- علماً بأن نصف رأيك عند أخيك (ماعند عدوك).