*كل أفراد الوسط الرياضى السودانى يجمعون على تدنى أداء الإعلام الرياضى ويحملونه مسئولية إفساد الذوق العام وأنه السبب االرئيسى فيما وصلت إليه العلاقات الرياضية من خراب ودمار وأنه هو الذى جعل العداء والكراهية طابعا لها - أى العلاقات - وبالطبع مادمنا نحن كإعلاميين رياضيين نهاجم الناس وننتقدهم ونكتب رأينا فيهم فيبقى من الواجب علينا أن نسمع رأيهم فينا أيا كان نوعه قاسيا أو هادئا وإن كان لنا مانقوله فى هذا الأمر فإننا نعترف بأن بعضنا تسبب فى تشويه الصورة العامة للإعلام ولأن هناك قاعدة تقول إن الشر يعم والخير يخص فقد أصبحنا جميعا فى نظر الناس من المخطئين *الإعلام الرياضى هو مجتمع بالتالى فمن الطبيعى أن يكون فيه الصالح والطالح ومن الظلم أن نرمى باللائمة على الكيان ككل ونرى أنه لابد من وجود قدر من الشجاعة والجرأة تجعل من يسعى للتقييم أن يحدد القائمة السوداء أو من هم سبب البلاوى والذين أفسدوا هذا المجال وجعلوا لونه أكثر سوادا وشوهوا صورته وجعلوه موضوعا للحديث بل هناك من يطالبون بإيقافه نهائيا حتى يكون هناك إستقرار فى الوسط الرياضى *ومادمنا من المحسوبين علي هذا الوسط فلن نعفى أنفسنا من المسئولية وبكل شجاعة نعترف بأن هناك إنفلات وإنفعال وفينا من يسعى ويجتهد فى صناعة الفتنة ونشر العصبية وتحريض المجتمع الرياضى على إرتكاب الأخطاء كما أننا نقر بأن هناك من إستغل هامش الحرية المتاح أسوأ وأبشع إستغلال ولن نعفى الجهات الرقابية المسئولة عن ضبط هذه المهنة وحمايتها وتنظيمها ( االمجلس القومى للصحافة والمطبوعات والشعبة المعنية بجهاز الأمن والمخابرات ) فقد كان لصمت هاتين الجهتين الدور الأكبر فى أن تنتشر الفوضى وتعم وتغمر كافة المساحات وتسمم جميع العقول وترسم صورة سوداء وإنطباعاً قبيحاً عن الصحافة الرياضية وبالطبع فإن كانت هناك رقابة وخطوط حمراء وعقاب رادع لكل من يتجاوز حدود الذوق والأدب لما وصلنا إلى هذا الوضع المتردى والخطير *معظم بل كل الأقلام التى تكتب فى الشأن الرياضى باتت تشكو من حالة الإنفلات وتنادى بالتدخل ولا حياة لمن تنادى وهذا ما جعل هناك العديد من الأسئلة والإستفهامات وهو لماذا كل هذا الصمت وما هى الأسباب التى تجعل أهل الرقابة لا يتحركون برغم أنها ( وصلت الحلقوم وضاقت وإستحكمت حلقاتها فهل ينتظرون وقوع الكارثة ليتحركوا وإن كان كذلك فنبشرهم بأنها واقعة لا محالة وفى القريب العاجل ولكن ماذا سيفعلون عندما تحدث المصيبة - وقتها سيكونون هم المتهم الأول وسنطالب بمحاكمتهم وحلهم وطردهم ونهتف بفشلهم وسنحملهم المسئولية بالكامل ونقصد هنا ( جهاز الأمن والمجلس القومى للصحافة والمطبوعات وإتحاد الصحافيين ). تلفزيون السودان والإخفاق المستمر *يؤخذ على القائمين على أمر تلفزيون السودان أنهم حولوه من جهاز قومى وطنى تابع للسودان الكيان الكبير والعريق والعملاق ( أرضا وشعبا وتاريخا ونظاما ) إلى جهاز خاص بالحكومة فقط و لاعلاقة له بالمواطن السودانى وهمومه وقضاياه وإهتماماته وهذا ما يؤكده غيابه عن الساحة الشعبية ووجوده فى كافة ميادين السياسة والسياسيين ينقل تحركاتهم ويغطى رحلاتهم علما به أنه لا يوجد من يرغب فى مشاهدة مثل هذا النوع من الأخبار والحوارات . نقول ذلك ونحن فى غاية الألم بعد أن سجل هذا الجهاز والذى من المفترض أن يكون قوميا ووطنيا غيابا فى غينيا حيث شارك منتخبنا الوطنى فى النهائيات الأفريقية ضمن ست عشرة دولة حرصت خلاله كل دولة على إبتعاث تلفزيونها الوطنى ليسجل هذا الحدث القارى الهام ويقوم بواجب التوثيق والحفظ حتى تعرف الأجيال القادمة واقع اليوم وما حققه منتخب بلادها فى النهائيات الأفريقية . غاب التلفزيون و لاعذر أمامه ونخشى أن يخرج علينا أحدهم ويتحدث عن الإمكانيات المادية وإن كان هذا سببا حقيقيا فنقول لهم ( قاعدين ليه ما تقوموا تروحوا كما يقول الإخوة المصريون ) فالحقيقة تقول إن االتلفزيون لم يتأخر يوما عن حدث سياسى حتى وإن كان لا لايستحق ولا أثر له والذى عهدناه فى هذا الجهاز هو أنه لا يعير لا الرياضة ولا عشاقها إهتماما ولا يحترمهم برغم أنهم الأغلبية ويبدو وأضحا أن المسئولين عن تلفزيون السودان هم من النوعية التى ترى أن الرياضة هى ( مجرد لعب ولهو يمارسها العيال و لا قيمة لها ولا معنى ولا تستحق لاهى ولا المهتمين بها أى قدر من التقدير ولهذا فهم لا يتحمسون لنقل أحداثها). *الذى يجب أن يعرفه المسئولون عن التلفزيون هو أن الرياضيين أنفسهم أصبح لهم رأي كبير ومضاد فى تلفزيونهم ولا أحد يرغب فى مشاهدته وذلك لعدم وجود المادة التى تجبر المتلقى على متابعتها فكل البرامج التى يقدمها التلفزيون باهتة وضعيفة وباردة وخالية من كافة عناصر الإغراء التى تجذب المشاهد قناة النيل الأزرق *لا ندرى حتى الآن لمن تتبع هذه القناة وما هى هويتها وسياستها فهل هى قناة منوعات أم منبر للونسات عبر الإتصالات المباشرة وغيرها فقد أصبحت أشبه ( بأكشاك ودكاكين الإتصالات )، فما هى طبيعة عمل هذه القناة ؟؟ من واقع برامجها فهى أقرب لأن تكون مسرحاً تقدم فيه الأغانى حسب طلب ورغبة المتصل أو مقدم البرنامج وموقع تتحكم فيه ( أمزجة المذيعين والمذيعات ) . الغريب أن من يقف على إدارة هذا القناة رجل عرف بأنه يجيد متابعة وصناعة الأحداث الهامة التى تشغل إهتمام الأغلبية ولهذا فقد إستغربنا كيف فات على الأخ الأستاذ حسن فضل المولى ( الجنرال ) أن لا ترافق قناته بعثة المنتخب الوطنى السودانى إلى غينيا الإستوائية فهذه الرحلة بالإضافة إلى أنها واجب وطني فهى أيضا تصلح لأن تكون برنامج منوعات يلائم طبيعة عمل القناة ونرجو أن نسمع منه تبريرا *لقد ولى زمن قياس نجاح القنوات المشاهدة (بالوسامة والجمال والمكياج والجميل من الثياب فالمعيار الحقيقى لنجاح أو فشل أية قناة تلفزيونية هو ما تقدمه من برامج شيقة توافق رغبات المتلقى) . لقد إنتهى زمن الثرثرة والفلسفة من شاكلة ( فى الحتة دى ويبدو لى وصباح الخير عليك وبكدة نكون قد وصلنا وأعتقد وأفتكر فكل هذا مجرد كلام فارغ لاقيمة له وأثره منعدم فالمشاهد تجذبه المادة الحية المليئة بالحقائق والحيوية والمباشرة.