*وبعدما عدنا من غينيا الإستوائية وجهنا لوما وعتابا ونقدا لتلفزيون جمهورية السودان وهاجمنا القائمين على أمره بسبب إهمالهم وتهميشهم وإستصغارهم لمنتخب الوطن وتمثل ذلك فى عدم مرافقته له وهو يشارك فى النهائيات الأفريقية ووصل فيها إلى مراحل متقدمة، وقلنا إن كل تلفزيونات الدول التى كانت لها منتخبات فى النهائيات سجلت حضورا عدا تلفزيون السودان وقد شكل غيابه حرجا كبيرا لنا خصوصا وأن هناك العديد من الدول حرصت على إبتعاث تلفزيوناتها لتسجل أحداث هذا المحفل الأفريقى الكبير والضخم برغم أن منتخباتها لم تكن مشاركة ويبدو أننا كنا ( غلطانين ونحن نوجه اللوم والعتاب للتلفزيون وكنا متفائلين بأن يعترف التلفزيون بذاك الخطأ ويعمل على الإستفادة منه لاحقا ولكن !! الجزئية المهمة التى ذكرناها فى ذاك الوقت هى مطالبتنا بأن يتم إنشاء تلفزيون خاص بشعب السودان على إعتبار أن التلفزيون الحالى هو تابع ومملوك لحكومة السودان وليس السودان الكبير ( أرضا وشعبا وتاريخا ) وقد تأكدت هذه الحقيقة يوم السبت الماضى عندما واصل التلفزيون غيابه وأكد عدم إحترامه وإعتباره لشريحة الرياضيين والتى تمثل غالبية الشعب السودانى وتمثل ذلك فى عدم نقله لمباراة منتخب السودان نكرر منتخب السودان الذى لعب مع المنتخب الزامبى ليس فى مدينة لوساكا بل فى إستاد الهلال بأم درمان والذى تبعد المسافة بينه ومقر التلفزيون أمتار معدودات - معقولة بس - فهل بعد هذا يمكن أن نعتبر أن للسودان تلفزيون قومى يلبى رغبات مواطنيه و يحترم إهتماماتهم وقضاياهم وهمومهم *للجمهور الرياضى الحق وهو يثور ويصب كل غضبه على تلفزيون وطنهم والذى أصبح لا علاقة له بالشارع السودانى والأحداث التى تهمه وتشغل باله *نسأل السيد المسئول عن إدارة التلفزيون ماهو الأمر الذى له أولوية على مباراة يؤديها منتخب السودان و فى السودان وإن وجدنا لهم العذر فى عدم مرافقة تلفزيونكم لبعثة المنتخب الوطنى للخارج فما هو السبب الذى يجعلكم لا تنقلون مباراة تعتبر حدثاً وطنياً وشعبياً هاماً وكبيراً وتجرى أحداثها بجوار مكتبكم العامر والبارد والذى يطل على النيل ؟ هل تمت خصخصة التلفزيون وبيعه لأهل القطاع الخاص بالتالى أصبح بعيدا عن منتخب الوطن ؟ هل بث مباراة من إستاد الهلال يكلف المليارات ويحتاج للسفر بالطائرات ؟ هل أنتم راضون عن هذا الوضع ؟ ألا يكفى هذا الإخفاق لأن يكون سببا فى تقديم إستقالتكم أو إعفاءكم من المنصب بحجة أنكم فشلتم فى أداء دوركم وخذلتم الشعب السودانى وجعلتوه يسخط عليكم ويتحسر على تدهور مرفق هام وعريق وكبير مثل التلفزيون ؟ الا تعتبرون أن غيابكم عن تقديم خدمة أساسية ووطنية للمواطن السودانى هو الفشل بعينه والإخفاق بكل معانيه وعدم الإحترام والتقدير لمنتخب يلعب بإسم السودان ؟ أم أنكم تعتقدون أن كرة القدم هى مازالت ( لعب ولهو ) والذين يتابعونها هم من العاطلين و ( الماعندهم شغلة ) علما به أن للرياضة وزارة مركزية وخمسة عشر وزارة ولائية ولها وزير إتحادى وخمسة عشر وزيرا ولائيا ؟ هل تعتقدون أنكم تملكون التلفزيون بالتالى تتحكمون فيه حسب مزاجكم وأهوائكم تنقلون الحدث الذى يتوافق وإنتماءكم وتتجاهلون الآخر الأكثر أهمية وتأثيرا ؟ هل يمكن أن نعتبر أن للسودان تلفزيون قومى تابع لشعبه يعبر عنه ويهتم بقضايا المجتمع السودانى كله و ليس الذين يحكمونه فقط ؟ هل ستصمت الجهات السيادية المسئولة عن هذا الخلل الكبير والفشل البائن والإخفاق المجسد وهل يمكن أن نسمع عن تكوين لجنة تحقيق ومساءلة مع المخفقين والفاشلين ومن ثم عزلهم وإعفاءهم بعدما فشلوا فى ربط الشعب بممثله وهو المنتخب أم يستمر الوضع على إعتبار أن التلفزيون ( عمل الخطوة الصحيحة) وهى حرمان الشعب السودانى من متابعة منتخب وطنه والإستمتاع بالنصر الذى حققه ؟ لا نرى مبررا لبقاء الإدارة الحالية لتلفزيون السودان اللهم إلا إن كانوا يريدون له أن يكون جهازا تابعا لهم ولاعلاقة له بالسودان وشعبه ومنتخبه !!!!!!!! *الحقيقة التى يجب أن يعرفها السيد مدير التلفزيون وكافة العاملين بهذا الجهاز هى أن البرامج التى يبثونها غير مرغوب فيها ولا علاقة لها بهموم وقضايا المواطن وكل من يمتلك خيارات أخرى ( قنوات ) فلا يشاهد التلفزيون من واقع أن برامجه ( ناشفة و مملة ومكررة وخالية من الإبداع والخيال والتشويق) تسبب الكآبة والسأم وتجلب الملل وليس فيها ما يشجع ويستحق أن تستقطع له المشاهد زمنا حتى وإن كان وجيزا *الغريب أن هناك إدارة أو شعبة أو فلنقل ( ناس بتاعين رياضة ) ونسأل هؤلاء ( إنتو شغالين شنو وبتاخدوا مرتبات على أى أساس وهل هذا الحال عاجبكم وقاعدين ليه ولماذا لا تستقيلوا حتى تبرئوا أنفسكم من هذا الخلل ) وبالطبع فإن كانت هناك إدارة رياضية قوية ومؤثرة تملك الحجة لما ظل التلفزيون يغيب عن مواقع الأحداث الرياضية وليس أمامنا سوى أن نقول ( حليل أيام الأستاذ كمال حامد ) فقد كان قويا ويملك الحجة على إقناع السيد المدير بالحدث الرياضى وكان التلفزيون وقتها حبيب الرياضيين بعكس الآن تماما. *ليس أمرا عاديا أن تنعدم الثقة بين منبر والمتلقين ولا يقبل العقل أن يسبح جهاز قومى عكس التيار العام ويكون هو فى وادى وقاعدته فى وادى آخر وكما قال الخال عبدالحميد عبد الغنى عندما فشل التلفزيون فى بث المباراة وأتى ببرنامج آخر فقد ( ضرب كفا بكف وقال الناس فى شنو والتلفزيون فى شنو و دافع عن المسئولين عن هذا الجهاز قائلا أكيد هم ما جايبين خبر وماعارفين إنو منتخب السودان لديه مباراة مهمة اليوم ) وبالطبع فمن الممكن أن يكون إعتقاد ( حميد فى محلو ) *مؤكد أن قناة الشروق كانت ستبث مباراة السودان وزامبيا إن كان مديرها الأخ المهندس محمد خير فتح الرحمن يعلم أن تلفزيون ( حكومة السودان ) لن ينقلها * الشعب السودانى فى حاجة ماسة لتلفزيون خاص به يهتم بقضاياه ويلبى رغباته وينفعل مع إهتماماته ذلك بعد أن وصل إلى قناعة بأن التلفزيون الحالى غريب عليه ولا علاقة وجدانية تربطه به ولا توجد ( مودة بينه والشريحة المعنية ) *أخطاء يرونها صغيرة وهى فى واقع الأمر كبيرة وخطيرة ولها آثار ممتدة