بدأت امس بقاعة الصداقة فعاليات المؤتمر الدولى للزراعة العضوية بالسودان بحضور عشرة دول وثماني جامعات سودانية ومختصين من المعاهد والبحوث الزراعية ومسؤولين وتنفيذيين قال الدكتور يوسف محمد احمد ادريس عميد كلية الدراسات الزراعية بجامعة السودان يأتى ضمن الاستراتيجية والخطة العامة لكلية الدراسات الزراعية نتيجة لاهتمام العالم بالزراعة العضوية باعتبارها احد الادوات الهامة فى رفقها بالبيئة، مبينا ان الاهتمام بالزراعة العضوية بدأ منذ النصف الاول من القرن الماضى وزاد الاهتمام بها منذ العام 1990 م وقال ان معظم اراضى السودان طبيعية وزراعتها عضوية لكن لم تكن هنالك خطة واضحة المعالم فى مجال تسويق منتجاتنا الى العالم تحت اسم المنتجات العضوية مؤكدا انها تعتمد على الدورة الزراعية والوسائل الميكانيكية فى مكافحة الحشائش والمكافحة الاحيائية وتتحاشى التحوير الوراثى للكائنات مؤكدا ان الهدف هو وصول المنتجات الى المستهلك بطريقة آمنة . واشارالى اهداف المؤتمرالمتعلقة بالتعرف على تجارب الآخرين خاصة الدول الافريقية التى استطاعت تصدير منتجاتها الى الدول الصناعية بجانب وضع خطة واستراتيجية للزراعة العضوية وانشاء هيئة وطنية تعنى بامر الزراعة العضوية وحصر الاراضى المؤهلة للزراعة العضوية والتى لم تلوث بالكيماويات بجانب التوصل الى توطين مؤسسات الفحص والائتمان للمنتجات العضوية ورفع القدرات فى مجال الزراعة العضوية وربط المهتمين بالعضوية مع بعضهم البعض، وقال ان الهدف الاساسى هو تعظيم الصادرات الزراعية للبلاد باعتبارها عماد الاقتصاد وقال انه تم تقسيم محاور المؤتمر الى ستة منها السياسات والتشريعات والتربة والتأكد من الفحص ومحور تغذية النبات بجانب محور الانتاج الزراعى والعضوى اضافة الى محور وقاية المحاصيل بمنتجات غير صناعية واظهار الاضرار الناتجة عن الاستخدامات الكيماوية بجانب البحث عن مسألة تصنيع المنتجات العضوية واقتصادات الانتاج العضوى . وأوضح ان الكلية تتميز بانشطتها البحثية المستمرة فى مجال الزراعة العضوية مبينا ان بالعالم حوالى 32 مليون هكتار مسجلة كمزارع عضوية نصيب السودان منها حوالى 56 ألف هكتار مسجلة مزارع عضوية فى وقت بلغت فيه الاراضى المسجلة باستراليا 12 مليون هكتار وقال ان معظم الزراعة فى السودان عضوية ولكنها غير مسجلة معتبرا ان تجارة المنتجات العضوية بلغ حجمها حوالى 40 بليون دولار نصيب السودان منها لايتعدى تصدير الصمغ العربى فقط وظلت تشكل حوالى 2 % للدول الصناعية كما انها اكبر قطاع ظل ينمو بحوالى 10 % واكد ان اجراءات التسجيل للاراضى العضوية تحتاج الى فحص وتاكد من خلو التربة من الملوثات . وقال مدير جامعة السودان الروفسور احمد الطيب ان اهتمام العالم بالزراعة العضوية جاء نتيجة لآثارها الضارة على صحة الانسان والحيوان معا وتعرض التربة للتعرية كما ان اسلوب الهندسة الوراثية يتعارض مع اسس المنتجات العضوية وقد يؤدى الى تغيرات فى غذاء الانسان مبينا ان كافة دول العالم اتجهت الى استعمال المخصبات الطبيعية وقال ان المنتجات العضوية حققت زيادة فى العالم من حيث عدد المستهلكين كما يتوقع ان العام 2010 الحالى يشهد تحقيق قيمة اضافية للعالم تساوى 90 مليار دولار موضحا ان السودان يتمتع بموارد طبيعية الا ان غياب الاهتمام الرسمى ووضع وسن القوانين لم يجعل السودان متقدما فى الزراعة العضوية مثل مصر وتونس وجنوب افريقيا مؤكدا ان جامعة السودان حريصة على القيام بدورها فى كلية الزراعة بزيادة الصادرات المحاصيل العضوية . أما البروفسور فتحى محمد خليفة وزير الدولة بوزارة التعليم العالى والبحث العلمى اكد اهمية الزراعة العضوية خاصة وان العالم يأخذ مساحة متزايدة والرجوع الى استعمال الغذاء العضوى بدليل ازدياد المساحات والقيمة المتزايدة للزراعة العضوية ومنتجاتها ،مبينا ان مرد ذلك هو ان النوع صحى للانسان وليس ملوثا بالكيماويات وقال فى السودان رغم ان الانتاج فى كثير من محاوره عضوى الا ان المحصلة النهائية هى تلوث اثناء التعامل مع المنتجات وتنتفى منها صفة الانتاج العضوى برغم الامكانات الكبيرة التى تؤهل السودان ليصبح دولة انتاج عضوى متقدمة فى العالم داعيا تنظيمات اصحاب الانتاج الزراعى بالمساهمة فى النقلة النوعية فى الانتاج العضوى بجانب دور مؤسسات التعليم العالى والبحث العلمى ومراكزها لاخذ الامر بقوة وقال نرجو ان تحذو الجامعات السودانية حذو كلية الدراسات الزراعية فى المناهج والدراسات البحثية لاننا دولة زراعية بالاضافة الى دور الوزارات الاتحادية والولائية. وقال لابد من ادارة للاطلاع بهذا الامر وتشجيع الاستثمار فى مجال الزراعة العضوية ومنتجاتها وتوفير خدمات الارشاد للمنتجين والمستهلكين بالاضافة الى دور مؤسسات الجودة وبسط فكر الزراعة العضوية ،مبينا ان كل هذه المجالات تدعو لتفرد السودان للاسهام فى التجارة الاقليمية والعالمية مبينا ان الامر يعتبر موضوعاً مهماً لكليات الزراعة يمكن ان تكون مجالا للبحث والتدريس مؤكدا حرص وزارته الى الدفع بتوصيات المؤتمر فى مجال الزراعة العضوية وانزالها الى ارض الواقع .