غطت الحملة الانتخابية فى كرها وفرها على حدث علمى هام الا وهو مؤتمر الزراعة العضوية فيما يلي رؤيتي حول هذا الموضوع للتكرم بالمساعدة فى نشره بجريدتكم الموقرة......... عقد بقاعة الصداقه «6-7/4/2010» مؤتمر عالمى للزراعة العضوية، قامت بتنظيمه جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا- كلية الدراسات الزراعية. يعتبر موضوع الزراعة العضوية مهما لكل مهتم بالبيئة ونظم الزراعة البديلة لانه يغطى محورا اساسيا فى حياتنا الا وهو صحة الانسان كما انه يساعد على تحسين صحة التربة ان جاز التعبير. الزراعة العضوية كمفهوم تدعو الى عدم استخدام الاسمدة والمبيدات الكيميائية. الزراعة العضوية تدعو الى استخدام مخلفات الحيوان العضوية والمخلفات النباتية. الزراعة العضوية وليدة ثقافة بيئية متقدمة تؤمن بالعودة الى الطبيعة والانسجام معها. بناء على ما تقدم فان مفهوم الزراعة العضوية فى بلادنا تقابله بعض التحديات التى يمكن اجمالها فى النقاط التالية: *المستهلك المحتمل فى المجتمعات المتقدمة كان الطعام العضوى هو مطلب فئة من المستهلكين الذين ابدوا رغبة جادة فى دفع القيمة المجزية لهذا الطعام لتشجيع المزارع العضوى فى استدامة انتاجة.بالنسبة لنا فان نوعية الطعام قد تبدو هدفا بعيد المنال لمعظم المستهلكين. *المزارع المحتمل بما ان المؤسسات الرسمية وبالتعاون مع منظمة الزراعة والاغذية ستقوم بادخال الزراعة العضوية الى البلاد فعليها الا تنسى بان المزارع المحتمل يرتبط ارتباطا عضويا بالمستهلك المحتمل. بمعنى اخر ان قبول السوق للطعام العضوى يعنى نجاح المزارع المحتمل. *المعارضة المحتملة وهذه تشمل الجهات العاملة فى انتاج واستيراد وبيع الاسمدة والمبيدات الكيميائية. ستقوم هذه الجهات بالترويج لاستمرار نمط الزراعة غير العضوية لضمان المحافظة على ارباحها. *الفجوة المحتملة للامن الغذائى هذه نتيجة حتمية للتركيز على النوعية فى مقابل الكمية حيث ان المدخلات الكيميائية تعطى انتاجا اعلى مقارنة بالزراعة العضوية. هذا التحدى قد يكون مؤجلا ولن يظهر الا بعد سيادة الزراعة العضوية خاصة فيما يتعلق بالمحاصيل الغذائية الاستراتيجية. ادخال الزراعة العضوية الى البلاد قادم من اعلى اى ليس وليد حاجة مجتمعية ولكنه ضرورة يجب تشجيعها. لدعم هذا الاتجاه علينا بالبحث عن المستهلك والمزارع المحتملين. منظمات المجتمع المدنى المعنية بالبيئة ونظم الزراعة البديلة وحماية المستهلك عليها ان تقوم بوضع برامج تدعو الى زيادة الوعى باهمية استخدام الطعام العضوى. ادركت اهمية الزراعة العضوية فعليها ان تعمل. وبما ان على الحكومة ايجاد المزارع العضوى والعمل على دعمه. قد يقول البعض بان الدولة تتبنى سياسة السوق الحر ولا مجال للدعة. ان مستقبل الزراعة العضوية فى بلادنا يعتمد على الدعم المحسوب والذى يمكن رفعه بمجرد انتشار ثقافة الغذاء العضوى. وبذلك يتمكن المواطن العادى من شراء هذا الغذاء ليحمى نفسه واسرته من شرور المدخلات الكيميائية غير المرئية حاليا. ان نقل مفهوم الزراعة العضوية من الاطار التنظيرى الى الواقع التطبيقى يتطلب بالضرورة تعاون المؤسسات الرسمية ذات الصلة ومنظمات المجتمع المدنى المعنية وبذلك نضمن اعادة توطين الزراعة العضوية والتى كان يمارسها اجدادنا منذ قرون مضت. مدير سابق للادارة العامة للموارد الطبيعية وزارة الزراعة والغابات