٭ بدأت صباح أمس بقاعة الصداقة فعاليات المؤتمر العالمي للزراعة العضوية والذي تنظمه كلية الدراسات الزراعية بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، والذي يستمر لمدة يومين بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين من عدة دول كاستراليا، الصين، ايطاليا بإعتبارها من الدول الكبرى المنتجة للغذاء في العالم ودول عربية وافريقية كتونس وجنوب افريقيا ومصر، وعلماء وباحثين من داخل السودان. ويأتي هذا المؤتمر في إطار الاهتمام العالمي بضرورة صحة المنتجات وخلوها من الكيماويات والرجوع الى الطبيعة والتعامل معها في تناسق وتكامل دون إستنزاف لمواردها بصورة غير مرشدة.. وقد اصبح المستهلك في الدول المتقدمة يهتم كثيراً بالمباديء التي تحكم مثل هذه التوجيهات.. كما اصبحت السياسات الحكومية الموجهة نحو انتاج الغذاء في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء تشجع الرجوع الى الطبيعة والعمل على إنتاج طبيعي من غير كيماويات تحت مظلة الإستدامة والتنوع البيئي هذا هو المقصود بالزراعة العضوية.. فقد ثبت ان للكيماويات آثارها السالبة على صحة الانسان ونموه الطبيعي. ومن خلال الدراسات التي تمت للاسواق والعرض العالمي اتضح ان هنالك حوالي مائة وثلاثين دولة في العالم تنتج محاصيل عضوية طبيعية تجارية مسجلة ومعترف بها من بينها خمسة وستون دولة نامية وخمس عشرة من الدول الاقل نمواً.. والمشكلة التي تواجه هذا الانتاج حالياً قلة العرض أمام الطلب المتزايد على مثل هذا النوع من المنتجات لذلك فالمجال مفتوح لمزيد من الانتاج وبأسعار مشجعة. وبناء على الأسس والمعايير التي وضعتها منظمة (Codex alnentarius( في مجالات المراجعة والتفتيش والتسجيل في مجال الزراعة العضوية بدأت منظمة الزراعة والاغذية بالاشتراك مع منظمات أخرى في وضع الأسس وتوحيد المعايير والتي تنظم التجارة العالمية في مجال المنتجات العضوية.. وقد تم توفير الدعم الفني للحكومات لتمكنهم من وضع القوانين اللازمة لانفاذ حاكمية الزراعة العضوية، وفي هذا الاطار يمكن الاستفادة من البرنامج الإلكتروني للمعلومات الذي تم وضعه لتوفير المعلومات لأكثر من خمسة وثلاثين دولة في العالم. إن عهد الانتاج الأعمى (B.P) في الزراعة قد انتهى والمستقبل الآن للانتاج الطبيعي الخالي من الكيماويات والتعديلات الجينية؟! وأصبح الآن الهدف الاساسي للدول المنتجة للزراعة العضوية هو إيجاد أسواق عالمية ذات أرباح مجزية الأمر الذي نجم عنه إصدار دراسة شاملة عن انتاج وتسجيل المنتجات البستانية العضوية، ويستمر هذا البرنامج بشكل دوري لمساعدة الدول في تنمية وتطوير مقدراتها الانتاجية والتسويقية تغطية للاحتياجات العالمية. المؤتمر الذي يعقد حالياً بالخرطوم يبحث في ستة محاور تتعلق بالسياسات ، التشريعات، التربة والفحص ومحمور تغذية النباتات بالاضافة الى محور الانتاج الزراعي والعضوي ومحور وقاية المحاصيل بمنتجات غير صناعية وإظهار الاضرار الناجمة عن الاستخدامات الكيماوية. والأمر بالنسبة لنا نحن في السودان يحتاج الى دراسات متعددة لتوفير طرق الزراعة والرعاية والانتاج والتسجيل وتدريب العاملين والمزارعين في طرق وانتاج واستعمال المبيدات والاسمدة الطبيعية. نحن نتطلع لهذا المؤتمر للخروج برؤية واضحة في مجال الزراعة العضوية خاصة وأن معظم اراضي السودان طبيعية وزراعتها عضوية غير أنه تنقصها عدم وجود خطة واضحة المعالم في مجال التسويق وهذا ما نصبو إليه. مع تمنياتي بالتوفيق للمؤتمرين