٭ إشارة لما جاء في مقال الاستاذ عباس الجيلاني عمر الاتحادي الديمقراطي بالصحافة يوم الخميس 61 فبراير 2102 تحت عنوان (عودة الوعي الاتحادي.. وآفاق التغيير). اشارة لذلك ارجو ان تتاح لنا الفرصة لإعادة قراءة المقال بصوت عالٍ وتحليله، والنفاذ الى ما يرمي اليه وفي نظري ان هذا المقال قد لمس مواضيع هامة وجادة وتناولها بأسلوب هادئ وواقعي ومنطقي يختلف عن تناول الكثير من الاتحاديين لقضيتهم. اولاً: لم ينطلق المقال من فراغ بل ارتكز على حيثيات الواقع المعاش من حولنا في العالم العربي، وامكانية تأثيره علينا.. وهذه حقيقة لا يستطيع أحد نكرانها، فلا يمكن ان يحدث تغيير كبير كما الحال في مصر وليبيا ولا نتأثر به نحن في السودان من هنا تأتي فكرة التغيير عند الكاتب، ولكنه وبذكاء شديد تساءل هل من المفيد ان يحدث التغيير في النظام مباشرة أم من المفيد ان يصيب التغيير التكوينات السياسية أولاً بإعتبارها البديل المتوقع للنظام. وجميل جداً ان يتحدث المقال عن التغيير بطريقة شاملة لا مختصرة في مسميات فرعية وذلك عندما سمى التكوينات السياسية بمسمياتها التاريخية والحقيقية، فالحديث عن الحركة الاسلامية يشمل المؤتمر الوطني والشعبي وانصار السنة، وكل من شابه طرحهم.. وفي جميع هذه المسميات الصغيرة حراك نحو التغيير فإما ان ينجح هذا الحراك واما ان تخرج مجموعات متطرفة تقضي على الاخضر واليابس. أما الاشارة الى الحركة الاستقلالية، فأيضاً تشمل حزب الامة القومي، والفصائل الاخرى التي خرجت من رحمه، فمهما صغرت وتناهت في الصغر فإنها تحمل في داخلها صوت التغيير.. نعم الحراك في حزب الامة القومي الذي يقوده الشباب وأصحاب المذكرة هو الذي عناه الكاتب.. ولا يقصد حراك الفصائل الاخرى بإعتبارها نامت في إبط المؤتمر الوطني، ومتى ما رفع المؤتمر الوطني إبطه فإنها ساقطة الى الارض لا محالة. اما مقصد كاتب المقال- وهو اتحادي ديمقراطي- الحراك داخل الحركة الاتحادية فإنه يعني به، حركات الإصلاح الجادة مثل حركات الشريف الصديق ومن معه.. ولا يقصد به في رأيي الإصلاح الذي تحدثت عنه مجموعة ابوبكر التي ذهبت من الاصل الى المسجل.. وقبل ان تجلس بدأت في المغادرة او بعض منها خوفاً من أن تصيبها كراهية الشعب السوداني المتمركزة تجاه مجموعة الدقير.. ايضاً قصد الكاتب الحراك الذي لا يجري داخل المجموعة الرافضة لمشاركة الاصل وهى تساوي 09% من قيادات الاصل بجانب ذلك قصد الكاتب الحراك داخل المجموعات الرافضة أصلاً للنظام مثل الموحد، والهيئة والوطني الاتحادي ومجموعات الشباب والطلاب.. وكل المجاميع الاتحادية التي ضمتها أخيراً دائرة عريضة فتحت اذرعها لكل اتحادي رافض للمشاركة.. أو على الاصح رافض للنظام. وعندما يشير الكاتب الى حراك الاتحاديين خارج السودان في امريكا والخليج واوربا، وربطه بالداخل فإن الدائرة ستكبر، وستسقط كل الهياكل والمسميات التي يختبيء خلفها القادة المسيطرون على ذمام الامور في الاحزاب الاتحادية ويفعلون باسمها ما يريدون ولعشرات السنين دونما مساءلة من جماهير. هذه المجاميع الاتحادية التي عاد اليها وعيها واسقطت المسميات والهياكل وتوحدت خلف الهدف، وبدأت تفكر في صيغة جديدة لبعث الحزب أو اعادة بنائه، أو تكوين حزب جديد، فإننا نرى الا يتعجلوا الامر نحو التوحيد وان ينشغلوا بالتنسيق فيما بين المجموعات أولاً، ثم يكونوا مكتباً للتنسيق يضم كل المثقفين نحو الهدف حماية لأنفسهم من الاختراق، ودفعاً للمشاكل التي تنجم في قيام تكوين يتألف من العديد من التكوينات. اننا قصدنا من اعادة قراءتنا لمقال الاخ عباس ان نشير الى أمور محددة: 1/ إمكانية حدوث تغيير أمر لا مفر منه لا سيما داخل الكيانات السياسية. 2/ الحراك داخل الحركة الاتحادية تبلور في دائرتين لا ثالث لهما دائرة الرافضين للمشاركة ودائرة المشاركين، وبقدر ما تتسع دائرة الرفض تضيق دائرة المشاركين عليهم. 3/ الاهتمام بتنظيم المجموعات داخلها اجدى وأهم من توحيدها الآن.. خوفاً من نقل العدوى من طرف الى طرف.. وخوفاً من الاختراق. 4/ تكوين مكتب تنسيق يضم ممثلين لهذه المجموعات أفيد واضمن لمشاركة الجميع في اتخاذ القرار وفي تنفيذه، وهو مقدمة لتفعيل القواعد وربطها واعدادها للمؤتمرات القاعدية والمؤتمرات الوسيطة وصولاً الى مؤتمر عام يؤسس لتكوين ديمقراطي قابل للتداول وملتزم بالمبادئ والاهداف. ختاماً ارجو ان تجد هذه الافكار قيادات ذات خبرة وتجربة وتجرد.. وحقاً لا يحدث تغيير إلا بعد وعي، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. والسلام