[email protected] جميع الطرق المؤدية لإصلاح الحزب الإتحادي الديمقراطي لأكثر من 40 عاماً مغلقة في وجه الباحثين عن الديمقراطية والمؤسسية والخط السياسي الواضح ، ومع ذلك وُجدت مساحات سابقة لم يتم استثمارها جيداً ، إبتداءً من إتفاق جدة الإطاري مع النظام ، مروراً بمؤتمر المرجعيات ، ونهايةً باتفاق القاهرة الذي قضى بمشاركة الحزب في الحكومة من ضمن محصصات التجمع الوطني الديمقراطي .. كل هذه المحطات السابقة لا نلوم فيها شرفاء الجيل الحالي ، فهم لم يكونوا جزء من الصراع الداخلي لإنشغالهم بمعارك أقوى وأهم ، متعلقة بمعارضة النظام بكافة السبل ، ولأنهم يعلمون أن الحزب بعافية ، طالما أنه يحمل الخط السياسي الموروث المعادي لكافة أشكال الحكومات الديكتاتورية والشمولية والعسكرية ، وطالما أن قياداته بمختلف تياراتهم ممسكين بجمر قضية المعارضة وفق الثوابت والقيم والمبادئ الإتحادية ، مما جعلهم يتخذون موقفاً واضحاً ضد مشاركة (تيار المسجل بقيادة جلال الدقير ) وموقفاً واضحاً من سقوط كل القيادات التي صالحت النظام وتوافقت مع خطه سابقاً . تعددت التيارات والأجنحة حتى وصلت لأحزاب مسجلة ( الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ، الحزب الوطني الإتحادي والحزب الإتحادي الديمقراطي الحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد ) . سقط من إمتحان قيم وثوابت ومبادئ و مورثات الحركة الإتحادية ( الحزب الاتحادي الديمقراطي ) فتراجعت عنه مجموعة الإصلاح دون أن تتخذ خطوة نحو الإنشقاق أو الإبتعاد النهائي ، ثم تبعه سقوط ( الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل ) فرفضت الأغلبية المشاركة بذات موقف مجموعة الإصلاح ، في الحزب السابق زكره ,, فبقي ( الحزب الوطني الاتحادي ) بثوابت وقيم ومبادئ وموروثات الحركة الاتحادية ولكنه تحول لكتل تتصارع فيما بينها دون فعالية تزكر فكان ميلاد مجموعة الاصلاح , وبقي الحزب الإتحادي الموحد أيضاً بموقفه الرافض للمشاركة مع وجود صراعات داخلية خرجت من رحمها أيضاً مجموعة إصلاح . فظهور الحركة الإتحادية كان ضرورة فرضها الواقع ، فقط لأنها المخرج الوحيد لحل أزمة الحزب الإتحادي الديمقراطي ، فهي تحمّلت مهمة إنقاذ الحزب وتاريخه الناصع ، بتجميع كل القوى المؤمنة بقيم وثوابت ومبادئ الحركة الاتحادية في كتلة واحدة متماسكة تسعى لإسقاط النظام ووحدة الحزب في عمل مستمر لا ينفصل عن بعضه ، تقدم نحوها كل الباحثين عن الحرية والديمقراطية والمؤسسية ، المحاربين لهيمنة الفرد والساعين لحزب يوافق المرحلة ويلبي طموحات وأشواق الجماهير الإتحادية المتعطشة لاسقاط النظام ، فكانت الخطوة الحقيقية الجادة التي جمعت في داخلها كل الأجيال ، من كافة الأحزاب الإتحادية ( الأصل الرافض للمشاركة المسجل الرافض للمشاركة الوطني الاتحادي المؤمن بضرورة وحدة الحركة الإتحادية لا ضرورة البحث عن أمجاد شخصية المتجسد في مجموعة الاصلاح ، الحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد المؤمن بضرورة وحدة الحركة الإتحادية لا ضرورة البحث عن أمجاد شخصية المتجسد في مجموعة الاصلاح ) فضرورة نجاح الحركة الإتحادية يحتم على الإصلاحيين الرافضيين لسياسات الدقير والرافضين لصراعات الوطني الإتحادي بمن فيهم مجموعة الهيئة العامة والرافضين لمشاركة الأصل والمتواجدون على رصيف المتابعة خارج الأحزاب الإتحادية ، أن يتخذوا موقفاً واضحاً من أحزابهم ، يعلنوا فيه خروجهم النهائي ودخولهم في الحركة الإتحادية الموحدة فحالة الوطن لا تحتمل التأجيل ، وقضايا المواطن تتطلب الوحدة وقضايا التغيير تتطلب الجاهزية فما عاد الإنتظار حلاً وخياراً للثوار والمؤمنون بضرورة تغيير الأحزاب من الداخل في كل يوم يواجهون بواقع مختلف . فاليوم نشهد واقع جديد داخل الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل واقع يحرك قوته المحبين والمريدين لمولانا والتغيير معاً واقع يجسد صراع داخلي تقوده المجموعات المقربة من مولانا تارةً تتغلب مجموعة الانتهازيين المنتفعة من السلطة وتارةً تتغلب المتضررة من المشاركة ، وما بينهما يظل السيد الميرغني هو الممسك بخيوط الحركة ، يشير بعصاته الى حيث تشتهي مصالحه الشخصية ، الى حيث الكفة التي تضمن له ضرورة البقاء سيداً وزعيماً بعد اسقاط النظام ، وهو زاته الممسك برأس النظام لأجل طريقته ، ووممسك بزيل الحزب خوفاً على ظهور واقع جديد يساهم في فض الجماهير الإتحادية من حوله !! فالناظر للأمر من مسافة قريبة يشاهد ملامح ضياع الفرصة الأخيرة للإصلاح بالنسبة للمؤمنين بضرورة تغيير الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل ليواكب سمو فكرة الحركة الإتحادية ، وذلك للآتي / الفرصة كانت مواتية للتحرر من التبعية والانقياد الأعمى بعد سقوط السيد الميرغني في إمتحان الثوابت والقيم والموروثات والمبادئ الإتحادية .. الفرصة كانت مواتية للشروع الجاد في خطوات عملية نحو بناء المؤسسية والديمقراطية بعد سقوط الإنتهازيين والنفعيين في قذارة مشاركة النظام . الفرصة كانت مواتية للتحرك وسط قواعد الأصل لتوجيهها نحو فكرة الحركة الإتحادية بعد تزمر الجماهير من الموقف المخزي للسيد الميرغني وأعوانه , الفرصة كانت مواتية لعقد مؤتمر طلاب يخرج من قبضة الأحزاب الإتحادية ، يعقبه مؤتمر شباب ، يكونان معاً أداة ضغط قوية لجزب الإتحاديين الشرفاء نحو الحركة الإتحادية الموحدة وفق الثوابت والمبادئ التاريخية المعروفة . الفرصة كانت مواتية لإبعاد كل من تلوثت يده بمال السلطة الفاسد ، وكل من استرزق من عرق جبين الفقراء والمعدمين ، وكل من ساهم في الإعتقال والتعزيب والقتل ولو من باب صمته على سياسات النظام . فكل الفرص المزكوره أعلاه ستزول بعد عقد مؤتمر الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل للآتي : المؤتمرات أداة ضغط استخدمها النظام ضد الأصل الغير موافي لشروط مسجل الأحزاب ، المؤتمرات القصد منها ضرب فكرة الحركة الإتحادية بمعاونة أجهزة النظام . المجموعة المكلفة لإعداد المؤتمرات هي ذات المجموعة التي قادت الحزب نحو المشاركة . ستشرف على مؤتمرات الحزب مجموعات من كافة قطاعات النظام لأن السيد الميرغني وأعوانه لا يزالون جزء من النظام . بذات الكيفية التي كانت ترفع بها قيادات المشاركة تقارير أمنية وتنظيمية لقيادات النظام ستكون المؤتمرات كتاب مفتوح أمام أعين الأجهزة الأمنية وطريق ممهد لدخول عناصرهم ولو من باب نيل شرف العضوية , ستكون المؤتمرات عراك بين أحزاب وليس نقاش وحوار موضوعي وهادئ بين عضوية حزب واحد ، لأن المؤتمرات تحمل في داخلها إختلافات عميقة في المبدأ والبرنامج والخط السياسي ، فهي وعاء جامع للسلطة والمعارضة السلمية والمعارضة المسلحة ، اذ لايعقل أن تقوم مؤتمرات لحزب بهذه الفوضى . لا تجمع بين عضويته قواسم مشتركة دون الإسم ، ما زالت الفرصة مواتية للجيل الحالي داخل الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل ليقول كلمته ، ليضع بصمته ، بحرمان كل من ساند وعاون وشارك النظام من المؤتمرات بمن فيهم السيد الميرغني ،أو الخروج بموقف قوي وشجاع تجاه الإبتعاد عن هذه المهزلة .. هذا هو الطريق الوحيد لخروجهم من نفق الأصل المظلم الى براحات الحركة الإتحادية الموحدة ..