ابلغت الحكومة، ممثلة الامين العام للامم المتحدة بدولة جنوب السودان، هيلدا جونسون، ان بناء اية علاقات مستقبلية مع جوبا يعتمد بشكل أساسي على ضمان الاستقرار الامني وعدم ايواء دولة الجنوب للحركات المتمردة. وقالت جونسون للصحافيين عقب لقائها الرئيس عمر البشير بالخرطوم امس، ان زيارتها للسودان تأتي في اطار بناء علاقة حسن جوار بين الخرطوموجوبا وجيرانهما، واضافت «ستتواصل هذه المهمة بزيارة الي نيروبي وكمبالا للالتقاء برؤساء تلك الدول»، واعربت المسؤولة الاممية عن خشيتها من أن يؤدي التوتر الحادث الآن في علاقات البلدين لجرهما الى مواجهة مباشرة . وافادت الممثلة الاممية بأنها ناقشت مع الرئيس البشير مسألة عودة الجنوبيين العالقين في الشمال بسلام ،وزادت «وهي قضية مهمة وحاسمة بالنسبة لنا» ، ووصفت أوضاعهم ب(الحرجة) وان عودتهم تمثل المفتاح لبناء علاقات جيدة مع الخرطوم. وذكرت جونسون ان اللقاء تطرق أيضاً الى انعاش التجارة بين البلدين، مبينة انه من أجل بناء علاقة حسن جوار بين الدولتين يجب أن تنتعش العلاقات التجارية. ووفقا لمصادر حكومية رفيعة تحدثت ل»الصحافة،» فإن الحكومة حملت جونسون رسالة الى جوبا مفادها أن بناء أية علاقة مستقبلية بين البلدين يعتمد بشكل أساسي على ضمان الإستقرار الأمني وعدم إيواء دولة الجنوب للحركات المسلحة. ونفت المصادر طرح جونسون لاية مبادرة ،موضحة انها طرحت مقترحات من شأنها تقريب وجهات النظر بين البلدين، وأفادت المصادر أن الخرطوم أبلغت جونسون رسميا أن الهجوم الأخير على منطقة بحيرة الأبيض «خير دليل على عدم رغبة جوبا للسير في خط العلاقة الودية مع الخرطوم»، وذكرت أن ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في دولة الجنوب توصلت الى تسوية - لم يكشف عنها - مع حكومة الجنوب حول مسألة النفط . الي ذلك، بحث وكيل وزارة الخارجية، رحمة الله محمد عثمان، مع جونسون، التطورات الأخيرة في علاقات السودان وجنوب السودان، واعربت المسؤولة الاممية عن خشيتها من أن يؤدي التوتر الحادث الآن في علاقات البلدين لجرهما الى مواجهة مباشرة . واستعرضت جونسون، الترتيبات التي تجري بمساعدة بعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان لاستخراج وثائق لأبناء دولة جنوب السودان الموجودين بالشمال تمهيدا لعودتهم الي بلادهم ، أو تقنين اقامتهم في السودان، ملتمسة في ذات الوقت أن تنظر الخرطوم بعين الاعتبار للأوضاع في حالة لم يتمكن عدد من رعايا دولة الجنوب من استكمال أستخراج أوراقهم الهجرية حتى حلول الأجل الذي تم تحديده وهو التاسع من أبريل القادم . كما تطرقت المسؤولة الأممية لعدد من القضايا ذات الصلة بمهمتها في جوبا ، والتي تعتقد أن من شأنها الاسهام في تطبيع العلاقات بين الخرطوموجوبا، مثل قضايا التجارة والسماح لمواطني البلدين على الحدود بالتحرك بدون قيود وفقا للعلاقات والمصالح التي تربط المجموعات السكانية الحدودية. من ناحيته، رحب وكيل وزارة الخارجية، بزيارة المسؤولة الدولية، وامتدح أدوارها السابقة والحالية في ارساء السلام في السودان، مؤكدا ثقته في أن البلدين سيتمكنان من تجاوز أسباب التوتر الحالية ، وأن العلاقات ستصبح في وقت غير بعيد علاقات طبيعية ، واشار الي أن الحاجة الآن ملحة لإيقاف العدائيات واعادة بناء الثقة، وأن أهم خطوات بناء الثقة المطلوبة هي التنفيذ الصارم لبروتوكول أيقاف العدائيات ، وقطع علاقة دولة جنوب السودان بجماعات التمرد ووقف دعمها لتلك الجماعات . و أشار السيد الوكيل كذلك الى أهمية ترسيم ما اتفق عليه من الحدود ، حتى يصبح تحديد المعابر بين البلدين أمرا ممكنا، ومن ثم يصبح تنفيذ بروتوكول التبادل التجاري بين البلدين الذي يجري نقاشه والتباحث بشأنه الآن أمرا ميسورا.