إلتقي الرئيس عمر البشير بقصر الضيافة أمس، هيلدا جونسون ممثلة الأمين العام للأمم المتحدةبجوبا، وبحث اللقاء جملة من القضايا ذات الصلة بدولتي السودان وجنوب السودان. ووصفت هيلدا اللقاء بالمثمر والمفيد، وأشارت للصحفيين عقب اللقاء إلي أنها وجدت تفهماً من البشير في الموضوعات التي تم تناولها، وقالت إن النقاش تطرق إلي عودة الجنوبيين لبلادهم، ولفتت إلي أن تحديد أمد توفيق الأوضاع منذ زمن مبكر كان مفيداً، وأضافت أن اللقاء تطرق أيضاً للتجارة بين البلدين، وكشفت جونسون عن جولة تعتزم القيام بها عقب الخرطوم إلي كل من كمبالا ونيروبي بغرض الجلوس إلي رئيسي الدولتين للترتيب معهما بشأن اتخاذ خطوات عملية تسهم في أمن واستقرار المنطقة، وأشار بيان للأمم المتحدة إلي أن جونسون ستبحث خلال جولتها القضايا الحرجة التي تؤثر علي الدولتين في إطار مهمتها كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وفي السياق، أبدت جونسون في لقاء جري بينها والسفير رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية بالخرطوم أمس، قلقها وخشيتها من أن يقود التوتر الحادث بين الخرطوموجوبا حالياً لجرهما نحو مواجهة مباشرة، وكشفت عن الترتيبات التي تجريها دولة الجنوب بمساعدة بعثة الأممالمتحدة في الجنوب لاستخراج وثائق لأبناء دولة الجنوب الموجودين في السودان تمهيداً لعودتهم إلي بلادهم أو تقنين أوضاعهم. والتمست جونسون من حكومة السودان بأن تنظر بعين الاعتبار للأوضاع في حال عدم تمكن رعايا دولة الجنوب من استكمال أوراقهم الهجرية حتى التاسع من أبريل المقبل الأجل المضروب لانتهاء الأوضاع غير القانونية. وطبقاً للسفير العبيد أحمد مروح الناطق الرسمي باسم الخارجية، فإن لقاء مبعوثة بان كي مون بالوكيل تطرّق لعدد من القضايا ذات الصلة بمهمتها في جوبا، التي تري أن من شأنها الإسهام في تطبيع العلاقات بين الخرطوم كقضايا التجارة والسماح لمواطني البلدين علي الحدود بالتحرك دون قيود وفقاً للمصالح التي تربط المجموعات السكانية الحدودية.من ناحية عبر وكيل الخارجية عن ثقته في مقدرة البلدين علي تجاوز أسباب التوتر الحالية وعودة العلاقات إلي سابق طبيعتها في وقت غير بعيد، لكنه شدد علي أن الحاجة الآن ملحة لوقف العدائيات وإعادة بناء الثقة، واعتبر التنفيذ الصارم لبروتوكول وقف العدائيات أهم الخطوات المطلوبة، بجانب قطع علاقة دولة الجنوب بالجماعات المتمردة، ووقف تقديم الدعم لها، وأكد رحمة الله علي ضرورة ترسيم ما تم الاتفاق عليه من الحدود حتى تصبح المعابر بين البلدين أمراً مُمكناً ويصبح تنفيذ البروتوكول التجاري بين البلدين الذي يجري التباحث حوله أمراً ميسوراً. وعلمت (الرأي العام) أن جونسون نقلت عقب لقائها قيادات المسيرية والدينكا اتهامهم للسياسيين في دولة الجنوب بتعكر صفو العلاقات، وأشارت المصادر إلي أن جونسون يتوقع أن تحيط مجلس الأمن الدولي بآخر تطورات الوضع في دولة الجنوب، وأنها أرادت من زيارتها للخرطوم الوقوف علي رؤية السودان حول بعض القضايا. وفي ذات السياق كشف د. مصطفي عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية، عن لقاء جمعه بهيلدا جونسون المبعوث الخاص للأمم المتحدةلجوبا، وضع خلاله الأدلة كافة التي تؤكد تورط حكومة الجنوب في دعم الحركات المتمردة بدارفور وتكوين تحالف الجبهة الثورية، والهجوم علي (بحيرة الأبيض)، وقال ل (أس. أم. سي) أمس، إن اللقاء بحث الأوضاع في السودان والمنطقة وتوتر العلاقات بين السودان ودولة الجنوب وأسباب تعثر المباحثات بين الدولتين حول قضايا النفط وترسيم الحدود والجنسية. من جهتها، قالت جونسون طبقاً للمستشار قالت إنها تسعي للوقوف علي الحقائق من خلال لقاءاتها بالمسئولين وتقييم الموقف بصورة نهائية، وشكرت الحكومة علي تمليكها المعلومات التي من شأنها توضيح صورة الخلافات. نقلا عن صحيفة الرأي العام السودانية 1/3/2012م