عبرت الأممالمتحدة عن خشيتها من حدوث مواجهات مباشرة بين السودان وجنوب السودان، وشرعت في إيجاد سبل لتحسين العلاقات بين البلدين، بينما نفت الخرطوم احتلال الجيش الجنوبي لمناطق شمالية حدودية وقتله لعشرات الجنود السودانيين. وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد ل"راديو سوا"، إن ما تناقلته وكالات الأنباء عن مقتل عشرات الجنود السودانيين في معارك بمنطقة (جاو) الحدودية المتنازع عليها مع جنوب السودان بين الجيش والحركة الشعبية، "لا أساس له من الصحة البتة". وأضاف أن الأنباء عن احتلال مناطق طروجي والأحيمر "مجرد إدعاء من الحركة الشعبية". وأكد الصوارمي أن الجيش حصد عشرات القتلى في هذه المعارك وعشرات الجرحى الذين اعترفت حكومة الجنوب بأنهم يتلقون علاجهم الآن، وهو يواصل عمليات التمشيط بالمنطقة. وتحالفت ثلاث حركات دارفورية مع الحركة الشعبية لشمال السودان في نوفمبر الماضي، تحت اسم "الجبهة الثورية". وتعد منطقة جاو جزء من منطقة غنية بالنفط على الحدود بين السودان والجنوب، ويختلف الطرفان حول تبعيتها لأي منهما منذ انفصالهما في يوليو 2011. وساطة أممية وفي الأثناء بحث الرئيس السوداني عمر البشير يوم الأربعاء مع ممثل السكرتير العام للأمم المتحدة رئيس بعثة الأممالمتحدة في دولة جنوب السودان هيلدا جونسون سبل تحسين العلاقات بين الخرطوموجوبا. وقالت جونسون للصحافيين عقب اللقاء إنها "أجرت مباحثات مفيدة مع الرئيس بشأن التفويض الممنوح لها بخصوص جنوب السودان الذي يتضمن تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين". وأشارت إلى أنها تناولت خلال اللقاء الصعوبات التي تواجه عودة أبناء الجنوب لدولتهم الجديدة بأمن وسلام وكيفية تسهيلها بجانب العلاقات التجارية بين الدولتين. ودفعت الحكومة بجملة من الأدلة والبراهين تؤكد تورط حكومة دولة الجنوب في دعمها لحركات التمرد الدارفورية عبر ما أسمته بمظلة الجبهة الثورية التي تم تكوينها أخيراً. وكشف مستشار الرئيس مصطفى عثمان إسماعيل عن لقاء جمعه يوم الأربعاء بهيلدا جونسون وضع خلاله كافة الأدلة التي تؤكد تورط حكومة الجنوب في دعمها للحركات المتمردة بدارفور مروراً بتكوين تحالف الجبهة الثورية وحتى الهجوم على بحيرة الأبيض. كما أجرت جونسون لقاءً منفصلاً مع وكيل وزارة الخارجية رحمة الله محمد عثمان عبرت خلاله عن خشيتها من أن يؤدي التوتر الحادث الآن في علاقات البلدين لجرهما إلى مواجهة مباشرة. وثائق للجنوبيين واستعرضت رئيس بعثة الأممالمتحدة في دولة جنوب السودان الترتيبات التي تجرى بمساعدة بعثة الأممالمتحدة في جوبا لاستخراج وثائق للجنوبيين الموجودين في السودان تمهيداً لعودتهم إلى بلادهم أو تقنين إقامتهم في السودان. من جهته أكد وكيل الخارجية ثقته في أن البلدين سيتمكنان من تجاوز أسباب التوتر الحالية، وأن العلاقات ستصبح في وقت غير بعيد علاقات طبيعية، مشيراً إلى أن الحاجة الآن ملحة لوقف العدائيات وإعادة بناء الثقة. وأضاف أن أهم خطوات بناء الثقة المطلوبة هي التنفيذ الصارم لبروتوكول وقف العدائيات، وقطع علاقة جنوب السودان بجماعات التمرد السودانية ووقف دعمها. وأشار إلى أهمية ترسيم ما اتفق عليه من الحدود، حتى يصبح تحديد المعابر بين البلدين ممكناً ومن ثم يصبح تنفيذ بروتوكول التبادل التجاري بين البلدين الذي يجري نقاشه والتباحث بشأنه الآن أمراً ميسوراً.