جاء في صحيفة الصحافة العدد 6563 المؤرخ 2 نوفمبر 2011م: اقترح خبراء ومختصون في مجال التعليم، اعادة النظر في السلم التعليمي الحالي وتبني سلم تعليمي من 12 سنة بواقع 4/4/4 وتقسيم مرحلة الاساس الى قسمين شريطة ألا يكون بينهما امتحان، وان يكون الانتقال بين القسمين بشكل تلقائي، ووافق وكيل وزارة التربية والتعليم على مقترح تعديل السلم التعليمي الحالي، واعتبر ان المقترح القاضي يتبنى سلم تعليمي يتألف من 4/4/4 هو الخيار المريح والعلمي المتاح ، واستبعد ما يدور من لغط حول جمع التلاميذ في مرحلة الأساس طوال ثماني سنوات وهم في اعمار متباينة وامكانية حدوث جرائم اخلاقية من التلاميذ الصغار وكبار السن ، وقال: لا توجد حتى الآن دراسة يمكنها ان تثبت ذلك. لقد ظل السلم التعليمي طرحاً يطل علينا من بين الفينة والأخرى لأكثر من خمس سنوات، كل طرح يبشر باعادته الى ثلاث مراحل، ولكنه يكتسي بشيء من الضبابية وقدر من التناقض والغموض، وبالنظرة المتبصرة في اقتراح الخبراء والمختصين في مجال التربية المشار اليه مقروناً مع ما أدلى به وزير التربية والتعليم لصحيفة الحياة العدد 882 المؤرخ 2006/12/5م حيث قال: في هذا الوقت «أي قبل أكثر من خمس سنوات» التعليم العام تواجهه عدة تحديات ونحن في هذا الوقت نعد العدة ونفكر بجدية لتغيير السلم التعليمي العام بالأصح اعادته الى تسع سنوات. باضافة سنة تكون من نصيب الأساس، وثلاث سنوات ثانوي عام على أن تكون المرحلتان في حوش واحد، والمرء يتساءل دون تطاول على أحد هل هذا التصور والتخطيط يمكن أن تتمخض عنه ثلاث مراحل سواء كانت 4/4/4 أو 3/3/6 ، والمرحلة كما هو معلوم للكافة وحده قائمة بذاتها لها شخصيتها الاعتبارية وممثلوها من اداريين وموجهين ومشرفين تربويين، فهل يؤدي تقسيم الخبراء والمختصين مرحلة الاساس الى قسمين سواء اشترطوا على أنفسهم أو اشترط عليهم ألا يكون بينهما امتحان مع بقاء التلاميذ في حوش واحد طوال ثماني سنوات، هل يؤدي الى انشاء مرحلتين لكل مرحلة متطلبات المرحلة؟ ما لكم كيف تحكمون! قد يصلح هذا حديثاً لأجهزة الاعلام من اذاعة وتلفزيون وصحافة ولكنه قطعاً لن يغير حقيقة وواقع ان مرحلة الأساس ثماني سنوات تعد متلاحقة في نهايتها يعبر التلاميذ الى المرحلة الثانوية بعد امتحان موحد وسيبقى التعليم العام مرحلتين أساس وثانوي، أما المرحلة التي يكتمل بها السلم الى ثلاث مراحل وهي المرحلة المتوسطة التي اعدمت دون محاكمة عادلة فلن تعود بهذه الكيفية لو شاب الغراب، ويدعم ذلك ويعززه ما ورد ان وكيل وزارة التربية استبعد ما يدور من لغط حول جمع التلاميذ في مرحلة الاساس طوال ثماني سنوات وهم في اعمار متباينة وامكانية حدوث جرائم أخلاقية من التلاميذ الصغار وكبار السن ، حيث قال: لا توجد حتى الآن دراسة يمكن أن تثبت ذلك وهذه رسالة مبطنة لمن يجيد القراءة ما بين السطور فحواها ان جمع التلاميذ وهم في أعمار متباينة في مدرسة واحدة طوال ثماني سنوات من سن الطفولة المبكرة الى سن المراهقة ليس فيه ما يعكر صفو العملية التربوية ويؤثر على التنشئة المتوازنة، ما يدور من لغط حول هذه النقطة مجرد زبد ويذهب الزبد جفاءً ويبقى في الارض ما ينفع الناس ، وبناء عليه ليس غريباً ان يتمخض عن ذلك ما كشفت عنه وزيرة التربية لصحيفة الصحافة بتاريخ 18 من الشهر الجاري العدد 6665 من وجود مقترحين لتغيير السلم التعليمي في الأوراق المقدمة في المؤتمر التعليمي. أحدهما الابقاء على السلم الحالي، والمقترح الثاني اضافة 3 فصول للسلم الحالي ليصبح 11 سنة، واذا صح القول بان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، فان عدم الاعتراف بوجود مشاكل سلوكية من جراء جمع التلاميذ في مبنى واحد في أعمار وقدرات متباينة طوال ثماني سنوات أو أكثر يجافي الحقيقة ويكذبه الواقع المعاش والشاهد على ذلك ما ورد في صحيفة الصحافة بتاريخ 10 سبتمبر 2006م انه بناءً على احصائية المشاكل والسلوك والاخلاق في مدارس الأساس أكثر من أي معدل آخر. وقد أشرنا الى هذه الاحصائية المعتمدة كبينة في مقالة نشرت في صحيفة الصحافة بتاريخ 20 أكتوبر 2006م العدد 4803 تحت عنوان «المرحلة المتوسطة بين الرجوع وعدم رجوع اللبن الى الضرع ومن منطلق المهنة والصدق والأمانة التي يجب ان تتوفر في العاملين في الحقل الميداني، نقول ان امكانية حدوث جرائم اخلاقية نتيجة دمج المرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة في مرحلة واحدة أمر ليس بمستغرب بل يتفق مع التدرج، فطرة الله التي فطر الناس عليها، وكانت العملية التربوية في السابق تنساب وفقاً لهذا المنهج التدرجي ثلاث مراحل كل مرحلة قائمة بذاتها لها أهدافها وخططها وغاياتها التي تستهدف أعماراً وقدرات معينة ، وكانت المرحلة المتوسطة واسطة العقد تربط بين المرحلتين برباط متين تراجع وترسخ وتجود العمل الداخل اليها والخارج منها لوجود مشاكل سلوكية بسبب اسقاطها ودمجها في مرحلة أخرى مسألة لا تخطئها العين الساهرة على المتابعة وتطوير العمل التربوي، فالمعلمون وعلى رأسهم المدير كموجه مقيم ،والموجهون الميدانيون أثناء سير العمل اليومي يلاحظون ويرصدون وجود مشاكل بين الصغار الذين هم في سن السادسة والكبار الذين قد تصل أعمارهم الخامسة عشرة لا تحتاج الى دراسة تمتد الى عقد من الزمان لاقرارها وما يقال عن اعادة السلم الى ثلاث مراحل دون اعادة المرحلة المفقودة بشخصيتها الاعتبارية وقوتها وتراثها الثر السابق، وما يقال عن اعادتها مع بقاء التلاميذ في حوش واحد لمدة ثماني سنوات.. سامحونا ان قلنا انه مجرد لف ودوران للعودة لنفس المكان وكأننا والماء من حولنا أناس جلوس حولهم ماء، أو كما قال الصحفي الساخر حيدر المكاشفي ماداً لسانه: امسكوا ضنب الككو..