يبدو لي بأن السودان الكبير مرشح الى الرجوع للمربع الاول بسبب ما يدور في الساحة الآن، الاخوة في الحركة الشعبية والجيش الشعبي ومنذ انتهاء الانتخابات الاخيرة التي لم يفز فيها مرشح الحركة الشعبية لمنصب والي جنوب كردفان وفاز عليه احمد هارون الوالي الحالي ومنذ ذلك الوقت خلق الاخ عبد العزيز الحلو مرشح الحركة الشعبية خلق معارضة للنظام الديمقراطي الذي اتت به انتخابات عامة كانت تحت اشراف دقيق ولم نسمع باعتراضات عليها اثناء سير العملية الانتخابية. ولكن هذه المشكلة ومنذ ذلك التاريخ أخذت حلقاتها تتسع يوماً بعد يوم واخذ قادة الجيش الشعبي - قطاع الشمال يقومون بمحاولات عدة للاستيلاء على جنوب كردفان الى ان جاءت احداث بحيرة (الأبْيَضْ ) والتي تطورت تطوراً سريعاً بفضل تدخل قوى اجنبية على رأسها اسرائيل كما ان الجيش الثوري الذي يتكون من الحركات الدارفورية المتفردة كلها عوامل ادت الى تفاقم الموقف تفاقماً عنيفاً وخطيراً للغاية. كما ان الاخ الرئيس عمر البشير وهو يشهد كل هذا اخذ في تعبئة الجماهير بنفس الاسلوب الذي انتهجه الجيش السوداني ضد جيش الحركة الشعبية قبل توقيع اتفاقية نيفاشا والرئيس البشير اعلن هذه التعبئة كرد فعل الى ما يقوم به الطرف الآخر ولكن هذا الموقف في تقديري ليس في مصلحة حكومة السودان او حكومة جنوب السودان، لان الاسلوب الذي قامت به هاتان الدولتان كان اسلوبا حضاريا اكسب السودان بطرفيه شماله وجنوه سمعة طيبة باعتبار ان ما تم في الاستفتاء كان حضارياً للغاية وقد رحبت به كل دول العالم وبدأت الدولتان بداية طيبة كلها مودة واصرار على المضي قدماً في وئام وسلام احتراماً للعلاقة التي كانت تربط بينهما. وعلى الرغم من هذه الاستفزازات المتكررة من كل العناصر التي تستهدف السودان الآن الا ان بعض كبار المسؤولين يرددون بضرورة وقف هذه التحرشات واللجوء الى طاولة المفاوضات لحل جميع المشاكل العالقة بين الدولتين واعتقد ان هذا الرأي هو الرأي السليم. وقد قرأت قبل اسبوع من الآن تصريحا لاحد كبار مسؤولي هذه الحكومة يطالب بحل هذه المشاكل التي ادت الى هذا الموقف المتأزم عن طريق التفاوض. وها هو الاخ احمد هارون يصرح باستعداد الحكومة للجلوس والتفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال والمح الى قبولهم بالحل السياسي لانهاء الصراع الدائر في الولاية الا انه ربط ذلك بالاتفاق على المشكلة في حد ذاتها ،مبيناً ان الحركة تتذرع بان سبب التمرد هو تزوير نتيجة الانتخابات بينما الحقيقة تنفيذها لمخطط يستهدف تدمير بنية الدولة في السودان بدعم من دولة جنوب السودان ودول اجنبية لم يسمها وقال هارون ان التمرد الدائر القصد منه تدمير الدولة وليس اسقاط النظام وان كان الامر يتعلق بخلاف سياسي حول نتيجة الانتخابات ستقبل بالحل السياسي والجلوس والتفاوض ولكن الحركة تنفذ مخططا وفي هذه الحالة الحل السياسي مستحيل وحديث الاخ احمد هارون يدور في هذا المعنى. ان الموقف الحالي يتطلب منا جميعا نحن اهل السودان في الشمال واخواننا في الجنوب ان نعمل على صون المكاسب وتهدئة الحالة ونلجأ الى اسلوب التفاوض ونبذ دق طبول الحرب والاهم من هذا وذاك علينا ان نبعد العناصر الاجنبية التي لها اجندات خاصة في السودان ولن تتحقق الا باثارة مثل هذه القلاقل، ومحاولات احتواء قيام حرب بين دولة جمهورية السودان ودولة جنوب السودان تمثلت في الاجتماع الذي عقده المكتب السياسي للحركة الشعبية بجبال النوبة شارك فيه عدد من أعضاء المكتب في دولة مجاورة بحثا موقف الحرب في ولاية جنوب كردفان وموقف الامداد الغذائي وكانت قرارات هذا الاجتماع تمثلت في ضرورة الوصول الى تسوية سياسية مع الحكومة السودانية للحفاظ على وجود الحركة الشعبية بعد ان فشل الحل العسكري ،الامر الذي اثار ثائرة عبد العزيز الحلو مما دفع الجميع الى الاعتقاد بان هذا الطريق لن يقود الى مصلحة جنوب كردفان وهددوا بالبحث عن طرق اخرى تساعد في حل المشكلة ويتضح من هذا ان عبد العزيز الحلو يسعى جاهداً الى «شخصنة القضية» وهذا ما يبدو واقعاً ملموساً. أما في عاصمة دولة جنوب السودان فقد عقد اجتماع للحركة الشعبية ضمن كبار قادتها فكان الاتجاه الغالب هو الميل الى حل المشاكل مع جمهورية شمال السودان بطرق سلمية وعلى الرغم من ان بياناً لم يصدر عن هذا الاجتماع الا ان نتيجته كانت ميلا واضحاً نحو السلام والحلول السلمية. كما اصدر تحالف القوى السياسية المعارض بياناً حذر فيه من عودة الحرب وطرح بعض الآراء للتسوية مع الجنوب وقد حذر التحالف ايضا من خطورة الانسياق وراء المخططات الاميركية لتدمير العلاقات بين الشمال والجنوب من أجل انفاذ ترتيبات استراتيجية بابعاد الوجود الاقتصادي للصين من افريقيا كما شدد على اعادة ترتيب البيت الداخلي الشمالي وقلب الطاولة على دولة الجنوب في اجراء تسوية سياسية مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، كما اقترح البيان تكوين حكومة انتقالية بمشاركة كافة القوى السياسية والاتفاق على قيام انتخابات مبكرة باعتبارها طريقاً ملموساً لحل ازمات البلاد. واشارت المعارضة بان دق طبول الحرب سيعقد مسارات الحل ويقود منطقة القرن الافريقي لمنزلق خطير يضر اولا بالشمال والجنوب وبقية المنطقة، وقد المح الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي وعضو التحالف بان واشنطن تسعى لتوتر الاوضاع بين الخرطوم وجوبا من اجل طرح تسوية للنزاع من قبلها تتحوط كثيراً لمصالحها واجندتها وقد طالب المتحدث بترتيب البيت من الداخل في الشمال والابتعاد عما اسماه النظرة الاقصائية من قبل المؤتمر الوطني والاتفاق على قيام حكومة انتقالية تضم كافة القوى السياسية لحل النزاع مع الحركة الشعبية قطاع الشمال وقطع الطريق امام دولة الجنوب والادارة الاميركية والتي اتهمها بتوتير العلاقات بين الشمال والجنوب لطرح تسوية تضمن مصالحها الاقتصادية في افريقيا. كما ان ناشطاً في الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل اكد وقوفه قلباً وقالباً مع تصريحات رئيس الجمهورية الداعية للاستعداد للدفاع عن السودان مشيراً الى ان البلاد تمر بمنعطف يتطلب الاستعداد كما امن على الخطاب الذي القاه الرئيس البشير امام تجمهر الدفاع الشعبي. هذا وطالب مساعد الامين العام لحزب الامة القومي بالبحث عن حلول موضوعية مع دولة الجنوب لتجنيب الطرفين الدخول في حرب مباشرة، مبيناً ان هذه الخطوة ليست في صالح الطرفين. واكد ان حمل السلاح لن يحل القضية وقد ناشد الجميع الجلوس في طاولة المفاوضات واتباع نهج الحوار لحل القضايا العالقة بين البلدين. وعلى الرغم من دق طبول الحرب هذه يتضح ان كافة القوى الوطنية والسياسية في الشمال تنادي عن قناعة بانتهاج اسلوب الحوار وحل جميع القضايا العالقة بين الشمال والجنوب عن طريق الحوار لان قضية الحرب والسلام وسفك الدماء التي انتهينا منها بتوقيع اتفاقية نيفاشا يجب ان لا تعود وعلينا جميعاً ان نتجه صوب السلام وعلى اخواننا في الحركة ان يفهموا جيداً بان دعوتنا للسلام لا تتم عن ضعف او خوف وانما هي دعوة امينة وصادقة واذا فهم اخواننا في حكومة الجنوب بضرورة ازالة حكم المؤتمر الوطني عن طريق مثل هذا الاسلوب فهم مخطئون لان اهل الشمال وان تفرقت بهم السبل والآراء الا انهم سيقفون صفاً واحداً كالصخر الجلمود يزودون عن هويته وذاتية بلادهم وأنا اؤمن بان اخواننا في حكومة الجنوب وبحكم العلاقات القوية التي تربط بين البلدين سيكون لهم نفس الشعور وارجو ان اؤكد للجميع بانه في حالة تطور هذه الازمة وتحولت الى حرب فان حكومة المؤتمر الوطني رغم المعارضة التي تلقاها فان مثل هذا التطور سيشد من ازرها ويدفع الكثيرين من الوقوف معها ويخرجون من دائرة المعارضة الحزبية الى الزود عن حقوق الوطن وهويته، وهذه هي طبيعة اهل السودان التي لم تتغير ولم تتبدل وعلينا جميعا شمالا وجنوبا الى اعمال الحلول السلمية وتجنب اثارة الحروب التي ذقنا مرارتها اكثر من نصف قرن من الزمان. احتفال السفارة المصرية بمواطني شمال الوادي: 1- أقام السفير المصري بالسودان مؤتمرا عاما للاخوة الموجودين في جنوبه للاشقاء في شمال الوادي حضره السيد جعفر الميرغني وعبد الرحمن المهدي مساعدا رئيس الجمهورية ودكتور مصطفى عثمان اسماعيل ودكتور الصادق الهادي المهدي المستشاران لرئيس الجمهورية وقد استهل الاجتماع السفير الديب سفير شمال الوادي في الجنوب بكلمة ثمن فيها العلاقات الثنائية بين البلدين مشيداً بالسيد الرئيس عمر البشير لاهتمامه بتوطين وتقوية العلاقة. واشار ايضاً الى ان الرئيس قد حمله رسالة يفخر بها بوجود اخواننا المصريين في السودان، وكشف السفير عن انشاء وتشييد مستشفى خيري مصري بالخرطوم بكامل الكوادر العلمية والمعدات والادوية لتقديم العلاج المجاني للسودانيين والمصريين كهدية من وزارة الخارجية احتفاءً بهذا المؤتمر وناشد السفير ابناء مصر لستجيل اسمائهم استعداداً للمشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة حيث يفتح التسجيل الالكتروني في الخامس من مارس وحتى الرابع من ابريل وفي نفس هذا الاجتماع تحدث عبد الرحمن الصادق المهدي مساعد رئيس الجمهورية ونقل للمؤتمر تحيات الرئيس البشير وتمنياته بنجاح المؤتمر الذي يعتبر كثمرة من ثمرات الثورة المصرية التي جاءت لتحقيق العدالة والديمقراطية والحرية والسلام وطي صفحات وخلافات الماضي والسعي لتحقيق التكامل الحقيقي. ودعا عبد الرحمن لتكوين كونفدرالية عربية افريقية تشمل السودان ومصر وليبيا وجنوب السودان واثيوبيا واريتريا والتكامل والتنسيق فيما بينهم حول الموارد التي تذخر بها هذه البلاد. ودعا جعفر الميرغني مساعد رئيس الجمهورية الى ضرورة انفاذ واكمال اتفاقية الحريات الاربع بين البلدين وازالة كل المعوقات التي تحول دون ذلك، كما اقترح اطلاق اسم مصر على الشارع المؤدي الى المطار. ومن الجدير بالذكر ان ما اشار اليه السيد جعفر الميرغني يشمل التمسك بضرورة حصول السودانيين الذاهبين الى مصر بضرورة حصولهم على تأشيرة دخول وحديث السيد جعفر ان يعامل السودانيون كاخوتهم في شمال الوادي ويذهبون الى مصر دون الحصول على تأشيرات هي في الواقع مصدر ازعاج على جميع الذين يودون الذهاب الى مصر. اما الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية دعا الدولتين الى احداث طفرة كبيرة في العلاقات، مشيراً الى الانتهاء من العمل في الطرق البرية التي تربط بين البلدين، وافتتاح الطريق الرئيسي قبل يونيو، وانشاء منطقة تجارة حرة كبرى على الطريق الذي يربط السودان بالاسكندرية مشيراً الى الاهتمام الشخصي للرئيس البشير وايمانه التام بمعنى استراتيجية العلاقة مع مصر وضرورة ازالة كل المعوقات والتعاون في مجالات الامن الاقتصادي والصحي والغذائي. وتحدث في نفس الاجتماع السيد الدكتور الصادق المهدي مثمناً العلاقة بين مصر والسودان مؤمنا على عمق ومتانة العلاقة بين البلدين داعياً الى تطويرها لتحقيق الامن والاستقرار في وادي النيل. التهنئة الخالصة للاخ السفير الديب وطاقم سفارته على هذه الخطوة الوحدوية المتقدمة. كلمة لا بد منها: تمتليء أعمدة الصحف هذه الايان بنشاط كبير تقوم به تنظيمات اسلامية ذات مسميات عدة ولا تخلو في مضمونها من خلافات بين هذه التنظيمات ارجو ان اذكر هؤلاء بأن هناك كثيراً من القوى المحلية والاجنبية تتربص بالحركة الاسلامية ذاتها وان استمر الحال على هذا المنوال فاني اخشى على الكل من تربص المتربصين.. (إنا لله وإنا اليه راجعون) نعت أخبار مدني رحيل الاستاذ سنهوري محمد الامين المحامي وابت روحه الطاهرة ان تصعد الى بارئها الا في ميدان يدعو للم شمل الحركة الاتحادية.. رحم الله سنهوري وقد كان صادقاً ومخلصاً واميناً وارجو ان اعزي فيه جميع فصائل الحركة الاتحادية. والله الموفق