الآلاف من الرجال والنساء في تشييع بلندية ورفاقه.. هارون.. بلندية ورفاقه ثمن غالٍ نظير رسالة وفكرة خالدة..!! كادوقلي: عبدالله أبوالبشر شيعت مدينة كادوقلي في موكب مهيب شارك فيه الآلاف من الرجال والنساء امس (6) من الشهداء الذين اغتالهم الجيش الشعبي يوم أمس الأول بمحلية هبيلا وفي مقدمتهم رئيس المجلس التشريعي الشهيد إبراهيم محمد بلندية، وأمين مجلس التخطيط الإستراتيجي د.فيصل بشير ومرافقيهم، وذلك إلى مقابر حي كُلبا شمال مدينة كادوقلي، فيما قاد موكب التشييع والي جنوب كردفان أحمد هارون وأعضاء حكومته ولجنة أمن الولاية، وسط حضور كبير من قادة الإدارة الأهلية والخدمة المدنية والقادة العسكريين وممثلين لمنظمات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات المختلفة. وقد خيم الحزن على كل شوارع المدينة وأحيائها المختلفة، ولم يشغل مواطنيها منذ أمس الأول غير تلك الحادثة المفجعة التي أبكت البواكي ودمعت لها عيون الكبار والصغار، الرجال والنساء معاً، وقد امتلأت جنبات الطريق المؤدي إلى المقابر بجموع الرجال والنساء وكأنهم يقولون وداعاً لهذه القامات السامقة التي انشغلت بهموم ولاية جنوب كردفان وإنسانها طيلة الفترة الماضية. وقد وصل مدينة كادوقلي وفد رسمي كبير من الخرطوم بقيادة رئيس مجلس الولايات الفريق أول ركن آدم حامد موسى والأمين العام للحكم اللامركزي البروفسير الأمين دفع الله، ووزير التعليم العالي البروفسير خميس كجو، وزير الإرشاد والأوقاف د.خليل عبدالله، وعضو مجلس الولايات عمر سليمان آدم ، ورئيس حزب العدالة الأصل مكي علي بلايل، ورئيس الحركة الشعبية – جناح السلام اللواء دانيال كودي وعدد من الوزراء والتشريعيين. وأكد الفريق آدم حامد خلال مخاطبته المواطنين في سرادق العزاء الذي نصب بميدان السلام، أكد أن هذا العمل الغادر لن يؤدي إلا لتأخير الولاية وزعزعة أمنها وإشاعة الفتنة وسط أبناء المنطقة، وتساءل هل يريد هؤلاء الخونة إبادة شعب الولاية وأبناء جلدتهم ودمهم ولحمهم، ومن جانبه قال مولانا أحمد هارون: " إنه باستشهاد إبراهيم بلندية فإن ركنا كبيراً من أركان الولاية قد انهدّ.. ولكن عزاؤنا أن رصاصه لم يضع هدراً"، وأضاف: "بلندية كان أحد أعمدة الولاية والسودان ككل، وإن افتقده أهل الولاية جميعا فإنني أفتقده بشكل خاص، وكذلك نفتقد الأخ د.فيصل ذلكم العالم الذي كنا أحوج ما نكون إليه في هذه المرحلة ". وأوضح أن الولاية ككل تفتقدهم اليوم وتحزن لفراقهم، وأكبر دليل على ذلك هذه الجموع التي خرجت لتشييعهم كما لم تخرج من قبل". وأبان أن النساء استقبلن النبأ بالتكبير والتهليل والزغاريد، واستقبله الرجال بالتكبير ولسان حالهم يقول: الوحش يقتل ثائراً والأرض تنبت ألف ثائر.. ياكبرياء الجرح لو متنا لحاربت المقابر. وقال هارون: "إننا أصحاب رسالة وفكرة وأن الثمن نظير ذلك غالٍ، وأن الجهاد عقيدة لن تنتهي مهما تساقط دونها الشهداء"، وزاد "إن المقام الآن ليس مقام حديث وأن الوقت للعمل، وأن الأفعال ستكون أقوى". وشكر هارون الوفد على قدومه لجنوب كردفان وقال إنه كان له أثر كبير في تخفيف وقع الحادثة والمصاب الجلل على حكومة ومواطني الولاية. وقد خاطب الفريق دانيال كودي الجموع بكلمة رصينة ملؤها الحزن وعينيه تغالب الدموع معددا مآثر الشهيد إبراهيم بلندية، وعبر عن استيائه لما درج أن يذهب إليه الجيش الشعبي بقيادة الحلو بتصفية قيادات النوبة، وقال مخاطباً الحلو "إذا كان اغتيال قيادات النوبة يقود لحل مشاكل الولاية والسودان فها أنا ذا اليوم هنا بكادوقلي تعال فاقتلني، وإن شئت ألحق بي في منزلي بالخرطوم". وكان قد تحدث لجموع المعزين كل من بروفيسر الأمين دفع الله، ومكي علي بلايل، وعمر سليمان وعدد من المسؤولين بالمركز.