في كل يوم تقوم الحاجة آمنة آدم البشر برحلتها اليومية لجلب مياه الشرب لاسرتها ، وبالقرب من مأخذ مياه الحفير صادفناها تحمل حمارها باربع من باقات المياه وبالقرب منها ابنتها ذات الاربع سنوات، تقول الحاجة آمنة انهم ظلوا لفترة طويلة يعانون في سبيل الحصول على مياه الشرب، وكانوا يردون للماء في حفير منطقة ( الدبكر) ووصفته « بانه بعيد وصغير « وابانت الحاجة آمنة انهم في السابق كانوا يرتحلون من مكان لآخر بحثا عن الماء مؤكدة انها لن ترتحل بعد الآن لتشييد حفير بمنطقة ام هجليج ابو بمحلية ام روابة الذي شيدته وحدة تنفيذ السدود مضيفة « الحفير لن يجعلنا نسير « مشيرة الى ان الترحال افقد اولادها وبناتها فرصة الحصول على التعليم. واذا كانت حاجة آمنة محظوظة بالحفير بالقرب من منطقتها فإن هناك ملايين النسوة بولايات السودان المختلفة يعانين في سبيل الحصول على المياه ، اذ تبعد مصادر المياه عدة كيلومترات عن مناطق سكنهن وقد تتطلب الرحلة الواحدة معظم ساعات اليوم . وتعد النساء في المناطق الريفية من المساهمات الرئيسيات في الاقتصادات العالمية ذلك أنهن يساهمن في تحسين ،التنمية الزراعية والريفية، وتحسين الأمن الغذائي والحد من مستويات الفقر في مجتمعاتهن المحلية. وفي بعض أنحاء العالم، تمثل النساء نسبة 70 في المائة من القوة العاملة الزراعية، ويشكلن نسبة 43 في المائة من عمال الزراعة على نطاق العالم. وفي السودان يعيش ثلثا السودانيين في المناطق الريفية حيث تمثل النساء اكثر من 50% من سكان الريف ومع ان البلاد تعتمد على عائدات النفط فان السودان مازال يعتمد على القطاع الزراعي حيث تشكل النساء 87.8% من قوة العمل في الزراعة ، وحسب احصاء 2008 فإن عدد النسوة في ولاية شمال كردفان بلغن اكثر من مليون وخمسمائة الف فيما سجل عدد الذكور مليون وثلاثمائة الف نسمة ، ويفوق عدد نساء الريف في الولاية عدد نسوة الحضر اذ بلغن اكثر من مليون نسمة بينما ظلت عدد نسوة الحضر اقل من ثلاثمائة الف بيد ان البرامج والسياسات مازالت بعيدة عن الوصول الى المرأة الريفية. وتشير تقديرات منظمة الاغذية والزراعة ( الفاو ) إلى أنه إذا أتيح للمرأة أن تحصل على نفس فرص الوصول إلى الموارد الإنتاجية التي يحصل عليها الرجل، سيكون بمقدورها أن تضاعف محاصيل زراعاتهن بنسبة تتراوح بين 20 و 30 في المائة، مما ينقذ ما بين 100 و 150 مليون من البشر من براثن الجوع. وتذكر بعض تقديرات المنظمات الدولية على سبيل المثال، أن نسبة 50 في المائة ممن يعانون من حالات جوع مزمنة هن من النساء والفتيات. على أن تقديرات منظمة الأغذية والزراعة تبين أن مكاسب الإنتاجية التي يمكن أن تتأتى من تحقيق تكافؤ الفرص للمرأة في الحصول على الأسمدة والبذور والأدوات الزراعية يمكن أن تقلل من عدد المنكوبين بالجوع بعدد يتراوح بين 100 و 150 مليون نسمة، بيد أن عدم المساواة بين الجنسين، ومحدودية فرص حصول المرأة على الائتمان، وعلى الرعاية الصحية والتعليم شكلت عدداً من التحديات التي تواجه المرأة في المناطق الريفية. وعلاوة على ذلك، فإن أزمات العالم الغذائية والاقتصادية وتغير المناخ لم يكن من شأنها إلا زيادة الوضع سوءً.