هل ستضطر القوى الإسلامية في العالم العربي الى ان تستخدم شرعيتها الجماهيرية للقضاء بالقوة على الحيل والفتن التي تبثها كل يوم أجهزة المخابرات الصهيونية فتلتقطها آذان عربية منها آذان ضالعة في التآمروتخطط له مع الصهاينة مناصفة ومنها آذان صمت بثقافات مضللة تعتبرالحكم بالاسلام ماضٍ قد تم تجاوزه . ومنها اصحاب مصالح مادية ينهبون اموال الشعوب بترويج سلع يحرمها الاسلام بدءً من الربا والجنس والمسكرات الى الاغاني الهابطة ومنها غوغاء لا هم لهم سوى ملء البطون ويساقون كالقطيع .اذا وصلت الطلائع الاسلامية الى سدة السلطة بانقلاب عسكري لحفظ الامانات الشرعية وحماية بيضة الدين فهي حينئذٍ غير ديمقراطية واذا وصلت الى السلطة نتيجة انتخابات دايمقراطية وفق دساتير الصهاينة فإنها حينذاك خدعت الشعوب باسم الدين وستقيم دولة ثيوقراطية وستنقلب على الحريات وستكمم الافواه وستعيد الامور الى العصور الحجرية!. قبل ان نتحدث عن ما يدور في بلادنا الآن ، وحيث ان امر كل مسلم على هذه الارض يهمنا فإننا نود ان نقول ان ما يحدث في مصر الآن من تآمر مفضوح على خيارات شعب مصر الابي هو نفس ما حدث لحماس عندما غمطت قوى الباطل حق شعب فلسطين الديمقراطي وسلطت عليه دكتاتورية الصهاينة (اليهود والمسيحيين والعرب) . ولكن يخطئ المجلس العسكري- عندما يذكر الناس في بيانه بالامس - اذا كان يعتقد ان القاهرة كغزها ان ما فعله عبد الناصر بالاخوان يمكن ان يتكرر الآن او حتى ان امريكا ستنقذه من غضبة الشعب التي اصبحت قيد الانفجار. فلا الاخوان الآن هم الاخوان العزل الذين تحمل عبد الناصر وزر اعدامهم بالجملة ارضاء لموسكو وواشنطن وتل ابيب ولا الجيش المصري الآن هو جيش المشير وصلاح نصر ولا حدود مصر مؤمنة ضد اخوان الفزعة وفي تجارب ليبيا واليمن واخيرا سوريا مدرسة لكل ذي بال و صاحب نهي . الامر الآن واضح للقارئ قبل ان يكون واضحا لنا فالخطة التي ينفذها الصهاينة العرب ويرسمها الصهاينة اليهود والانجيليون هدفها واحد هو استبعاد وصول الاسلاميين الى السلطة حفاظا على امن اسرائيل . وامن اسرائيل هو شيوع ثقافة هوليوود وكسبها الملايين نتيجة بيع الانحلال في الاسواق العربية ، وهو دفق المزيد من الببسي والكولا في امعائنا ،وهو تقليد برامج من طراز صنم العرب واتاحة الفرصة للمخانيث من الرجال والمسترجلات من النساء للتلامس والتغامز والهزار بلا حياء داخل منازل ملايين العرب والترويج لمنتجات شيفروليه وببسي وغارنييه . وامن اسرائيل باختصار هو كل ما يؤدي الى صرف المسلمين عن التدين والطهر والاستيلاء على اموالهم ومسخ عقول شبابهم وتعطيل انتاجهم اذن فلقد استخدم الاسلاميون وسائل التهدئة ومجاراة الصهاينة في مضاميرهم التي قيدوا بها العالم من منظمات ومواثيق ومعاهدات تضمن تسيدهم و سيطرتهم ، وحاول الاسلاميون حفظ دماء الاغلبية البريئة من ابناء شعوبهم وكيان اوطانهم وتجاوزوا عن فظائع كثيرة ارتكبت في حقهم، فاذا بالصهاينة يدفعون بذيولهم من العرب لافساد بلادنا وسحق ارادة شعوبنا. ولكن هيهات فالامر اعدت عدته ويبدو ان الله تعالى قد هدانا الى تطهير صفوفنا قبل ان نلقي اعداءنا الصهاينة اليهود في الحرب التي يعرفونها ويسمونها حرب ارمجيدون ويعدون لها العدة منذ ازمان بمحاولة السيطرة على منابع النيل وزرع اشجار الغرقد . اذا كان في الامر مصلحة لنا فليذهب البشير الى جوبا ولكن اذا مس للرئيس طرف فستطأ اقدامنا نمولي فوق جماجم كل من يقول تريثوا وفاوضوا . كل ما اطلبه من الاخ الرئيس قبل ان يذهب ان يزيل الفوارق الطبقية بين طبقة الحكام والمواطنين وان يجعل الحكام يحسون بالعنت والمشقة التي يحسها عامة الشعب حتى ترص النفوس صفا واحدا.فبفضل الله تعالى نحن سوف لن نحتاج الى امريكا كما قال الرئيس ولكن سيحوجنا الله لها اذا كانت هناك مظالم كمثل مسئول تخصص له اربع سيارات مظللة ومكيفة تتقدمه مواتر وصفارات تفتح له الطريق يمر كالبرق امام مواطن لا يجد حتى محطة مواصلات مسقوفة يقف تحتها يتقي بها وهج الشمس وعلى ذلك قس .