وصلت أمس الى هجليج وسائل ووكالات اعلام بصحبة وفد كبير بقيادة الدكتور/عوض أحمد الجاز وزير النفط وبرفقته والي جنوب كردفان نفسه والدكتور عيسى بشرى وزير العلوم والتكنلوجيا والفريق /عبد المنعم سعد ابراهيم نائب رئيس العمليات ونفركريم ، وقال الوالي هارون في مفتتح الزيارة ملخصا الغرض منها «نحن الآن وسط هجليج وعلى بعد 36 كيلو متر من حدودنا الدولية مع دولة جنوب السودان، ما نريد ان أؤكده، أولاً نحن الآن في وسط هجليج، ثانياً ان هجليج أرض سودانية تابعة لشمال السودان، ثالثاً ان أرض هجليج ليست محل نزاع بموجب قرار لجنة التحكيم الدولية، رابعاً ان سلفاكير بالتصريح الذى أطلقه على عواهنه احتلال هجليج هو ماتكذبه هذه الوقفة وهذه اللحظة». ولكن دعونا نتوقف بداية عند الكيفية التي تم بها الهجوم على منطقة هجليج ؟ تشير كل السيناريوهات ومن خلال الاتهامات الى ان الهجوم كان متوقعا من قبل الكثيرين بالمنطقة من خلال معرفتهم اللصيقة بقادة دولة الجنوب ، ومن خلال الحشود التى أصبحت ظاهرة للعيان ، و ان الموقع الذى اعتدت عليه قوات سلفاكير وقوات العدل والمساواة عند نقطة كهرباء هجليج والتى تبعد أكثر من «20» كيلو جنوب هجليج ولا توجد بها حراسة راتبة ،بل اشتبكت هذه القوة مع قوة سودانية متحركة ، وان القوة التى تحرس الموقع دخلت فى حوار مع القوات المعتدية من الجيش الشعبي وطالبتها بالانسحاب واخلاء الموقع وكان قائد القوة يرى اجلاء المنطقة بالقوة الا ان المركز كانت تقديراته عدم الدخول وقتها فى تعامل مباشر فى ذلك الوقت لحساسية المنطقة ، فيما كشف شهود عيان ان الهجوم جاء من محورين وقد هجمت قوات سلفاكير على بوابة الكهرباء قبل ان تجليها القوات السودانية المتحركة وأخرى للعدل والمساواة بينهم أبناء للمنطقة فى العدل والمساواة ،وتشير «الصحافة» الا ان القتلى الذين شاهدتهم تؤكد صحة واشتراك حركة العدل والمساواة من خلال الشارات التى يرتدونها ، بجانب عددا آليات الدفع الرباعى والدبابات ، قرب معسكر الشهيد الفاضل «14» كيلو جنوب هجليج ، الا ان قيادات عسكرية أكدت ان الانسحاب غير المرتب للقوات السودانية من بوابة الكهرباء حسبته قوات سلفاكير فرارا من أرض المعركة وهى لا تعلم الاستراتيجيات والخطط ، وكشف اللواء بشير الباهي قائد الفرقة 14 كادقلي ان المتحرك الذى تعامل مع القوات المعتدية متحرك «الكرامة» كان جاهزا لردع القوات المعتدية. ومن مشاهداتنا ان المتحرك يتمتع بروح معنوية عالية وطلبوا ان تطلق أياديهم للتوغل داخل أراضى الجنوب ،الا ان موقف الحكومة كان واضحا ألا تتعدى قواتها حدود دولة السودان عند 1956 ،الا ان الباهى انتقد تصريح سلفاكير رئيس دولة الجنوب وقال انه غير صحيح وعار تماماً من الصحة ،وأبان الباهى ان قواته كبدت القوات المعتدية خسائر فادحة في الأفراد والمعدات والأسرى، ونؤكد كذلك قوة علاقة وتماسك قوات الدفاع الشعبي والقوات النظامية ، ونؤكد جاهزيتنا لحماية كافة أراضي السودان، فيما قال الفريق عبد المنعم سعد ابراهيم / نائب رئيس العمليات اننا في قلب هجليج، من الناحية العسكرية لقد حدثت عمليات عسكرية محدودة في منطقة هجليج عموماً وليس مدينة هجليج، ولكن بحمد الله فقد تمكنت قواتنا المسلحة ومعها قوات الدفاع الشعبي من دحر العدو تماماً، الآن القوات المسلحة تمتلك زمام المبادرة ونؤكد ان هجليج خالية من أي تمرد أو عميل أو خائن ونؤكد أيضاً بان حدودنا على بعد «36» كيلو متر وان هجليج آمنة ومستقرة وفي أيدي القوات السودانية وهي جاهزة لدحر كل من تسول له نفسه المحاولة للعبث بأمن السودان. فيما أبدى عدد من العاملين بمنطقة هجليج البترولية استياءهم من شكل العلاقة مع دولة الجنوب ،وانتقدوا الحكومة نفسها لتنازلاتها الكثيرة ،قائلين كفاية انبطاح وكفاية اتفاقيات دون ضمانات ،متسائلين لماذا لا ترسل الحكومة خبراء فى المجالات محل التفاوض وليس سياسيين ،مشيرين لاتفاق الحريات الأربع أو ما يعرف بالاتفاق الاطارى ،فيما قال الدكتور عوض أحمد الجاز وزير النفط ان أرض السودان دونها المهج والأرواح ،قائلا ان كل أهل السودان عبروا عن ذلك بطرق مختلفة مستنكرين هذا الاعتداء السافر على هجليج، وأكد الوزير بان النظام البترولى بهجليج سليم ولم يصاب بأذى ،قائلا ان الاعتداء كان على بعض المقارات في الحدود ونؤكد كذلك للشركات والعاملين وكافة أبناء السودان ان البترول لن يتوقف وسوف يظل يتدفق لمزيد من الانتاج وسوف تتكسر كل محاولات العدو للنيل من السودان على صخرة صماء لا ولن تزحزح ، و ذهب معتمد محلية أبيي رحمة عبد الرحمن النور فى ذات الاتجاه معتقدا ان الهجوم نية مبيتة سوداء ولقد انكشف المغطى منها، ونوضح بان الجيش عندما تعامل مباشرة مع هذا الهجوم لدحر الغزو هب المواطنون من تلقاء انفسهم مقاتلين في صف الدفاع الشعبي مما ساعد في كسر شوكة العدو وأضعف قوته. والآن نؤكد بان قواتنا تمتلك زمام المبادرة وعلى أهبة الاستعداد ونطمئن أهلنا بالسودان قاطبة بان هجليج الآن تحت سيطرة الجيش السوداني وقد أحدث الهجوم خللا في مساكن العاملين بالحدود بالسرف «27» بالحمرة قبل ان تتكسر قوتهم بمعسكر الشهيد فضل كما ان حقل هجليج سليم ولم يتأثر بالهجوم . ولكن ماهى حقيقة الأوضاع الفنية عن البترول بالمنطقة ،يقول عبدالله الحاج سليمان نائب رئيس شركة النيل الكبرى للبترول ، ان الحمرة الرق «27» الذى وقع عليه اعتداء سلفاكير الأخير ان الموقع يقع على بعد «8» كيلو من المواقع الرئيسية للحفر وعلى بعد «3» كيلو من الحدود وبه عدد من الحفارات وقد تم تدمير سكن العاملين وقد كان العمال فى عمل روتينى وان الموقع أصلا لم يدخل الانتاج حتى الآن وان البترول لم يتأثر بأى شئ وان التخريب الذى وقع على الموقع لم يؤثر كثيرا على الرق ،واعدا ان الموقع سيدخل دائرة الانتاج قريبا ،وأبان عبدالله ان كل العاملين بخير وان الحركة الآن عادية ، ويعتبر عبدالله ان منطقة الحمرة جنوب عمليات هجليج وعلى بعد «15» كيلو وهى منطقة جديدة ،أما هجليج نفسها لم تتأثر بأى أذى ،وأبان عبدالله ان انتاج الشركة من البترول فى منطقة هجليج «60» ألف برميل فى اليوم ، الا ان الوفد وقف كذلك على الحالة النفسية السيئة التى أحدثها هذا الهجوم رغم ان العاملين كانوا خارج الشركة وفى مكان آمن الا ان العاملين اشتكوا من حالة الفزع والرعب التى دخلت نفوسهم . عبد الرحمن جبارة أحد قيادات شباب المسيرية ذهب محذرا سلفاكير من اللعب بالنار ، ولم يتوقف الأمر عند هذ الحد فقد قال الأمير مختار بابو نمر أولا نؤكد ان هجليج هى شريان الحياة للمنطقة وان هذه الحادثة جعلتنا نفتح عيوننا ولن نتوقف عن تجهيز قوات شعبية ولا نريد أى خوة أو علاقة مع الجنوب وقد انفصل بعد حرب طويلة ،فيما قال الأمير بشتنة محمد سالم رئيس لجنة العرف ان تصريح سلفاكير استفزنا ونحن على استعداد مش لتأمين هجليج فقط بل سنتقدم الى الأمام ،الا اننا نعلم بغدر وخيانة قيادات الجنوب ولم نثق فيهم وسنفتح معسكرات عندنا بهجليج ،فيما أكد الأمير مسلم مصطفى ان المسيرية ترسل رسالة لسلفاكير ان هذه أرض المسيرية وهم جاهزون اذا حولتنا سنصل وندك جوبا ،وأضاف مسلم ان المراعى التى يتحدثون عنها هى داخل أراضى السودان ولم ننحن وقد ضبطنا العديد من الوثائق الى تؤكد ان الجنوب وراءه دول عالمية كبرى تريد اغتصاب أرض المسيرية ولن يقف المسيرية مكتوفى الأيدى ،وذهب الأمير اسماعيل حامدين عضو مجلس الولاية التشريعى فى ذات الاتجاه مؤكدا الكثير من الاعتداءات على الشريط الحدودى قائلا انه شريط تقف عليه القبائل والمسيرية قادرين على حماية أراضيهم بدون اذن حد لا حكومة ولا الأممالمتحدة اذا اعتدى عليهم أحد ،بل ذهب حامدين أبعد من ذلك قائلا ان البشير ان ذهب الآن جوبا نحن ضده ، وزاد ان سلفاكير اذا أراد السلام والحل ان يأتى هو الخرطوم ،قائلا لا سلام مع سلفاكير . في ختام الزيارة قال هارون ما نؤكد عليه بان هجليج ستظل أرضاً سودانية عزيزة على أهل السودان.