قيل أن المرأة نصف المجتمع وهنالك من يقول إنها كل المجتمع، وقيل وراء كل عظيم امرأة.. فالمرأة في كل الأحوال شريكة الرجل.. ففي ولاية النيل الأزرق المرأة هي صانعة الأجيال ومربية بارعة في حياتها، ورغم قسوة الطبيعة إلا أنها قاومت ذلك وشقت طريقها حتى شاركت الرجل في مجالات عمله المختلفة.. وهي اليوم تعيش معاناة في حياتها، إما بسبب فقد رب الأسرة بسبب الحرب أو أسباب أخرى. وتقول الناشطة في مجال حقوق المرأة الريفية بالنيل الازرق سامية محمد عثمان، إن المرأة بالولاية مكافحة ومناضلة في مجال تربية الأجيال، وانها لا يهدأ لها بال إلا عندما ترى أبناءها وقد شقوا طريقهم نحو مستقبل مشرق وزاهر، وتضيف: إلا أنها تعيش ظروفاً ومعاناة حقيقية لا يعلمها إلا الله تعالى. ومن لم يشاهد بعينه لا يصدق ما يقال عنها، فهي في أمس الحاجة لكثير من الأشياء، وهي متطلبات لا بد أن تتوفر لها، خاصة ان هناك نساء يعملن في بيع الشاي والخضر والكسرة والعطور المحلية، وأولئك النساء يعانين من أفراد الصحة الذين يقومون بطردهن من السوق، وهذا يعني حرمانهن من ممارسة هذه المهنة الشريفة التي تربي منها الام أبناءها وتجابه بعائدها كل المصاريف الدراسية، وتمضي قائلة إنها تفضل أن تجلس الساعات الطوال تحت هجير الشمس على ألا تمد يدها للآخرين، وهذه مهنة شريفة، وهي تبيع وتطعم أبناءها اللقمة الحلال، لكن تفاجأ بان أفراد الصحة يطاردونها. ومن النساء من أنجبت ضابط الصحة والطبيب والمهندس والوزير وغيرهم فكيف تعامل هكذا؟ وفي ذات الصدد تشير الناشطة آمنة حامد إلى ان هنالك بعض النساء يقمن بغسيل الملابس ليوفرن لأبنائهن ما يسد رمقهم، وان هناك من تقوم بغربلة الذرة المتدفق في الأرض بسوق الذرة وما سقط من حبات ذرة أو دخن أثناء عملية الطحين، فتقوم بجمعه بعد الاستئذان من صاحب الطاحونة، وتذهب بهذه الكمية البسيطة إلى منزلها لتقوم بطحنها أو تقوم بطبخها «بليلة» لصغارها، بالإضافة لذلك نساء الريف يقمن بعمليات الزراعة وبعضهن يقمن بجلب الماء على الأكتاف أو على الرأس من أماكن بعيدة تقاس بالأميال، وهنالك من تقوم ببيع الحطب فتحمله على رأسها لمسافات طويلة وطفلها محمول على ظهرها لتصل إلى السوق لتبيعه وتقوم بشراء احتياجاتها المنزلية. وتؤكد موظفة، فضلت حجب اسمها، أن المرأة بولاية النيل الأزرق مبدعة خاصة تلك التي تسكن الريف، وأن هناك من تقوم بصناعة الحبال و «القفاف» والأطباق و «الهبابات» والبروش من السعف، وانها اذا وجدت الرعاية والاهتمام لأبدعت أكثر، وتضيف: هناك بعض النساء يقمن ببيع اللبن والسمن والروب وهن جالسات تحت الشمس. وأنا أتمنى أن تلتفت إليهن الجهات المسؤولة في الدولة وتشجعهن لأنهن انموذج للمرأة التي تعتمد على نفسها. وتعود الناشطة سامية محمد عثمان وتؤكد ضرورة احترام المرأة العاملة المكافحة، وتضيف: لا بد أن توفر لها محلات خاصة لممارسة نشاطها «بيع كسرة، عطور، شاي وغيره»، ولا يضيق عليها لأنها لم ترتكب جرماً فهي تحارب العطالة، ولا تريد أن تكون خاملة أو متسولة، لأن السودانيين بطبعهم متعففون.. أنا أتمنى من الحكومة أن تنظر إليهن وتخصص لهن محلات خاصة بهن، وان تبعد عنهن الكشات، لأن الذين يقومون بعمليات الكشات ينفذون التعليمات فقط ولا يبالون، لذلك تكون المرأة ضحية للكشات فتفقد كل ما تود بيعه. وتختم حديثها مناشدة الخيرين من أبناء الوطن أمثال جمال الوالي وصلاح إدريس وبابكر ود الجبل وأولاد البرير وأصحاب الشركات الكبيرة بالخرطوم وبحري وام درمان وشركات الاتصالات زين وسوداني وام تي إن وشركات المنتجات الغذائية وغيرها من الشركات، أن يلتفتوا إلى المرأة بولاية النيل الأزرق. ونريد منهم أن يساعدوا بائعات الكسرة والخضار والفول والدكوة العطور وغير ذلك، عن طريق توفير طبالي وأكشاك صغيرة.. وأيضاً الالتفات إلى المرأة في الريف ومساعدتها في تسهيل عملها، لأن هناك الكثير من النساء يعانين معاناة شديدة.