هل يأتي على المرأة السودانية حين من الدهر وقد تجاوزت الاعمال التقليدية من بيع للشاي والمأكولات الى دور أرحب في الصناعات اليدوية بعد الحصول على التمويل الكافي ذي الفائدة الصفرية ؟ ام ان تلك الدعوة التي تبناها والي الخرطوم الدكتور عبدالرحمن الخضر جاءت في اطار الاحاديث السياسية لامتصاص ضجر فئات واسعة من الشرائح الاجتماعية بسبب السياسات الاقتصادية الكلية التي تتبناها الحكومة والتي ادت الى افقار البلاد والعباد ؟ ايا تكن الاجابة فقد جاء السياق في خطاب الوالي الخميس عندما خاطب برلمان نساء ولاية الخرطوم الذي عقد بولاية الخرطوم طرحت الاستفهامين على عدد من المراقبين والشريحة المستهدفة فبينما اكدت حليمة حسين وهي بائعة كسرةبالخرطوم (2) انها تثق في نوايا الوالي الذي عرف بمواقفه الداعمة لشريحة بائعات الشاي والاغذية وسبق له ان اوقف حملات الكشة التي كان يقوم بها عمال المحليات طيلة السنوات الماضية. وتمضي حاجة حليمة الى انه سبق لولاية الخرطوم ان قامت بتوزيع عدد من اكشاك العرض على النسوة من بائعات الشاي والكسرة والبهارات وعليه فانها على يقين بان والي الخرطوم حريص على دعم النساء الفقيرات بيد ان المرأة عادت للقول انها لن تعمد الى تغيير مهنتها وهي صناعة وبيع الكسرة والتي مكنتها من تعليم ابنائها وبناتها الذين تخرجوا وشغلوا الوظائف الرفيعة، مؤكدة انها رفضت البقاء بالمنزل بعد ان توظف الابناء وهي فخورة بابنائها وعملها وقالت مختتمة حديثها انها تدرك تماما بان هنالك من الزبائن من يعتمدون عليها . اخلاص عبدالله بائعة كسرة بمنطقة بري قالت انها ظلت تنتظر انفاذ مثل هذه الوعود غير انها اصيبت بخيبة امل كبرى ولم تعد تثق ابدا في احاديث المسئولين برغم ان والي الخرطوم الدكتور عبدالرحمن سبق له ان قام بتوزيع عدد من الاكشاك على بائعات الاغذية غير انه لم يكمل ذلك التوجه ولكن تحسب له تلك المحاولات كما سبق له ان قام بتوزيع مشاريع على ذوي الاحتياجات الخاصة. واشارت اخلاص ان قيام ولاية الخرطوم بتقديم تمويل في الاعمال الحرفية امر غير مستبعد ولكنها لن تعول عليه وستظل في عملها الراهن الى ان يأتيها التغيير حتى اسفل قدميها وعندها ستشرع في التغيير وقالت اخلاص بانها تجيد اعمال الابرة من تطريز وحياكة اضافة لاعمال الزعف . قلت لفاطمة الصادق وهي ناشطة في اعمال الدفاع عن المرأة ان الدولة غنية بمواردها التي يمكنها ان تساهم في استئصال الفقر المتصاعد بسبب السياسات واشارت فاطمة الى ان شريحة النساء هي اكثر الشرائح فقرا وزاد من معاناتها هروب الآباء مشيرة الى احصائيات المحاكم اذ بات من اسباب الطلاق غياب الزوج يأتي بعده عجز الزوج عن توفير مقومات الاسرة من مأكل ومشرب لتخرج المرأة للعمل ولما كانت غالبية السيدات يفتقرن للشهادات لايجدن من سبيل سوى العمل في الشارع بيعا للمأكولات او الشاي ما يعرضهن للكثير من التحرش واساءة الظن واشارت فاطمة الى مبادرة والي الخرطوم الدكتور عبدالرحمن الخضر قائلة بانه ظل في سياساته داعما للمرأة